اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم (الخميس)، أن حصار المدن السورية بهدف تجويعها يشكل "جريمة حرب". وصرح بان للصحافيين متطرقاً إلى حصار بلدة مضايا في ريف دمشق، ومناطق سورية أخرى "فلنكن واضحين: استخدام التجويع كسلاح حرب هو جريمة حرب". وشدد على أن النظام السوري والمعارضة المسلحة "يتحملان مسؤولية هذا الأمر وفظائع أخرى تحظرها القوانين الإنسانية الدولية". ودعا بان "دول المنطقة وخارجها التي لها تأثير إلى ممارسة الضغط على الأطراف لتأمين وصول المساعدات الإنسانية من دون قيود في كل أنحاء سورية". وهذه هي المرة الأولى تعلن فيها الأمم المتحدة هذا الموقف بهذا القدر من الوضوح، وذلك تزامناً مع دخول قوافل مساعدات إنسانية بلدة مضايا المحاصرة في ريف دمشق وبلدتين أخريين محاصرتين منذ أشهر. ورأى بان كي مون أن رفع الحصار وتحسين ظروف المدنيين السوريين عموماً سيكون "وسيلة مهمة لإرساء الثقة بين الأطراف" السوريين الذين من المقرر أن يلتقوا في 25 من شهر كانون الثاني (يناير) الجاري في جنيف، من أجل بدء مفاوضات سلام ترعاها الأمم المتحدة. وأضاف "هذا أمر أساسي، من أجل صدقية العملية السياسية التي تم إحياؤها". ولتكثيف الضغط من أجل رفع الحصار عن المناطق السورية، سيعقد مجلس الأمن اجتماعاً طارئاً بعد ظهر الغد. ولكن ديبلوماسيين أوضحوا أن هذا الاجتماع، لن يفضي إلى قرار ولا إلى بيان مشترك رسمي، بالنظر إلى استمرار الانقسام بين الدول الـ 15 الأعضاء حول الملف السوري. ودخلت قافلة جديدة من المساعدات الإنسانية اليوم، إلى بلدة مضايا في ريف دمشق، في خطوة هي الثانية من نوعها هذا الأسبوع إلى البلدة التي يعيش فيها أكثر من 40 ألف شخص، وتحاصرها قوات النظام السوري بشكل محكم منذ ستة أشهر. وفي جنيف، قال مدير العمليات في "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" دومينيك ستيلهارت اليوم، إن "هناك من دون شك اختراق إثر هذا الحدث الإيجابي الذي سيتيح إحراز تقدم كبير في اتجاه رفع الحصار (عن مناطق عدة)، وإنهاء هذا التكتيك العائد إلى القرون الوسطى".
مشاركة :