◄ السفيرة الصينية: المشروع يترجم عمق العلاقات التاريخية بين عُمان والصين ◄ خالد السعيدي: النصب التذكاري رمز من رموز الصداقة العُمانية الصينية صلالة- الرؤية احتفل في ولاية صلالة بوضع حجر الأساس لمشروع النصب التذكاري للملاح الصيني تشنغ خه، الذي نظّمته سفارة جمهورية الصين الشعبية بسلطنة عُمان بالتعاون مع وزارة الخارجية وبلدية ظفار. واشتمل الحفل على تقديم عرض مرئي حول تصميم النصب التذكاري للملاح الصيني تشنغ خه بتقنية طباعة المباني ثلاثية الأبعاد، إلى جانب نبذة عن وصول سفينة صحار إلى الصين، والعلاقات التاريخية العُمانية الصينية. وألقت سعادة لي لينغ بينغ سفيرة جمهورية الصين الشعبية المعتمدة لدى سلطنة عُمان كلمة أكدت فيها على عمق العلاقات التاريخية بين سلطنة عُمان وجمهورية الصين الشعبية منذ قديم الزمن، مشيرةً إلى دور طريق الحرير البحري التاريخي في تعزيز الصداقة بين البلدين. وأشارت إلى بعض مراحل حياة الملاح الصيني تشنغ خه وزيارته لسلطنة عُمان وتحديدًا محافظة ظفار في القرن الخامس عشر الميلادي، ورحلاته التجارية البحرية في المحيط الغربي (المحيط الهادئ والمحيط الهندي). وقالت سعادتها- في كلمة لها حصلت "الرؤية" على نسخة منها"- إن سلطنة عمان دولة مهمة على طريق الحرير البحري منذ قديم الزمان، حيث تتمتع كل من الصين وسلطنة عمان بحضارة عريقة وثقافة زاهية، كما تربط الصين وسلطنة عمان أواصر صداقة، ويرجع تاريخ التبادلات بين البلدين إلى أكثر من 1200 عام. وذكرت سعادتها أنه قبل أكثر من 600 عام وفي عهد أسرة مينغ، قاد البحار الصيني العظيم تشنغ خه أسطولًا ضخمًا إلى المحيط الهندي سبع مرات، ووصل إلى ظفار أربع مرات؛ حيث أصبحت ظفار منفذًا متكررًا لأسطول تشنغ خه كأحد المحاور التجارية المهمة على طول المحيط الهندي، حيث جلب الخزف والحرير والشاي وسلعًا أخرى من الصين، وأخذ معه من ظفار اللبان والبخور. وأكدت سعادتها بأن رحلات تشنغ خه إلى المحيط الهندي ساهمت في تعزيز التبادلات الودية بين الصين القديمة والبلدان التي تقع على سواحل هذا المحيط، وكانت رحلات تشنغ خه إلى المحيط رحلات بحرية سلمية عظيمة في تاريخ البشرية، أرست أساسًا متينًا للصداقة بين الصين وهذه الدول، وبذرت جينات السلام والصداقة بين الصين وعمان. وأضافت أن العام المقبل يوافق الذكرى الـ45 لإقامة العلاقة الدبلوماسية بين الصين وعمان، ومن المخطط إنشاء النصب التذكاري لتشنغ خه في أوائل العام المقبل. وتابعت: "إذا قلنا إن هذا النصب التذكاري هدية الاحتفال بالذكرى السنوية الـ52 للعيد الوطني العُماني، فإنَّ إكمال إنشائه هدية الاحتفال بالذكرى السنوية الـ45 لإقامة العلاقة الدبلوماسية بين البلدين". من جانبه، ألقى عبدالله بن خالد السليماني المكلّف بتسيير أعمال دائرة شرق آسيا في وزارة الخارجية كلمة أوضح فيها أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 33 مليار دولار نهاية العام الماضي. فيما قال الدكتور خالد بن سالم السعيدي رئيس جمعية الصداقة العُمانية الصينية، إنّ الجمعية تأسّست قبل 12 عامًا بهدف تعزيز التواصل التجاري والثقافي بين سلطنة عُمان وجمهورية الصين الشعبية. مبيّنًا أن العلاقات بين البلدين تشهد مزيدًا من التطور والتقدّم في شتى المجالات. وأضاف السعيدي في كلمة له- حصلت "الرؤية" على نسخة منها"- "إننا نجتمع لوضع حجر الأساس للنصب التذكاري للملاح الصيني المسلم تشنج خه الذي جاب البحار والمحيطات قبل أكثر من 700 عام، حاملًا معه رسائل المحبة والسلام إلى شعوب الحضارات والدول التي زاراها ومن بينها بلا شك سلطنة عمان، التي تثبت السجلات أنه زارها أكثر من مرة على رأس أسطول من السفن التجارية، لتبادل المنافع الإقتصادية والثقافية"، معربًا عن أمله في أن يكون هذا النصب بعد الإنتهاء من تشييده "رمزًا من رموز الصداقة العمانية الصينية". وأضاف أنه سبق هذا الحدث قيام سلطنة عمان بتصميم وإنشاء نصب تذكاري في مقاطعة جوانزو، لسفينة صحار التاريخية التي أبحرت من عمان إلى مدينة جوانزو قبل أكثر من 1300 سنة. وشدد السعيدي على أن مثل هذه الشواهد التاريخية في كلا البلدين مهمة للإجيال القادمة، وتدل دلالة واضحة على عمق وقدم العلاقات التي تربط بين البلدين والحضارتين الممتدة إلى ما قبل الميلاد، وما أدل على ذلك أكثر مما تسطره كتب التاريخ عن رحلة السندباد البحري العُماني أبو عبيدة ابن القاسم سالكًا بسفنه طريق الحرير من عمان إلى الصين، حاملًا معه محبة الشعب العماني للشعب الصيني الصديق". إلى ذلك، قام سعادة الدكتور أحمد بن محسن الغساني رئيس بلدية ظفار راعي المناسبة وسعادة سفيرة جمهورية الصين الشعبية المعتمدة لدى سلطنة عُمان وعدد من الحضور، بوضع حجر الأساس لمشروع النصب التذكاري للملاح الصيني تشنغ خه، الذي من المتوقع بدء تشييده مطلع العام المُقبل.
مشاركة :