قالت السلطة القضائية في إيران، إن المحاكم الإيرانية ستتعامل بحزم مع كل من تسبب في الاحتجاجات، أو ارتكب جرائم ضد القوات الأمنية خلال موجة التظاهرات، المناهضة للحكومة التي تجتاح البلاد. وتشكل هذه الاحتجاجات أحد أكبر التحديات التي تواجه النظام منذ الثورة في 1979. وعلى مدى سبعة أسابيع استمرت الاحتجاجات على الرغم من حملة قمع أمنية شرسة، أسفرت عن سقوط ضحايا وتحذيرات شديدة من جانب قوات الأمن، وتم توجيه اتهامات لأكثر من ألف شخص، على صلة بما وصفته الحكومة بأنه "شغب". وقال مسعود ستايشي، المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية: "الآن يطالب أبناء الشعب، بتعامل السلطة القضائية والأجهزة الأمنية، مع الذين شاركوا في الاضطرابات على نحو رادع ". واندلعت الاحتجاجات المناهضة للحكومة في سبتمبر، بعد وفاة الشابة الكردية مهسا أميني، التي احتجزتها شرطة الأخلاق بتهم ارتداء ملابس مخالفة. وذكرت وكالة نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) إن 318 محتجا لقوا حتفهم، في الاضطرابات حتى يوم أمس، من بينهم 49 قاصرا. وأضافت، أن 38 من أفراد الأمن قتلوا أيضا. وفي الشهر الماضي، قالت وسائل الإعلام الرسمية، إن أكثر من 46 من أفراد الأمن لقوا حتفهم، منهم أفراد في الشرطة والحرس الثوري. ولم يصدر مسؤولو الحكومة أي تقدير جديدة لحصيلة وفيات. واتهم النظام في إيران عدة دول منها الولايات المتحدة بإشعال التوتر. في حين حث أعضاء البرلمان الإيراني المتشددون، السلطة القضائية على "التعامل بحزم" مع المحتجين. وشارك في الاحتجاجات إيرانيون من كافة الأطياف، لكن الطلبة والنساء لعبوا دورا بارزا فيها. في المقابل استعانت السلطات الإيرانية بخيّالة الشرطة، للسيطرة على الاحتجاجات، بعد أن قادت النساء أغلب التظاهرات، إذ خلعن وحرقن حجابهن، للتعبير عن رفضهن لطريقة تعامل النظام الوحشية مع المرأة في ايران، بينما كانوا يرددن شعارات مناهضة للمرشد ورموز الحكومة، وواجهن القوى الأمنية في الشوارع، رغم حملة القمع العنيفة، التي أودت بالعشرات. وفي خطوة نادرة من نوعها، نشرت السلطات مجموعة من عناصر الشرطة على متن أحصنة في شوارع طهران، لإخماد الاحتجاجات، وفق تسجيل نشر على مواقع التواصل الاجتماعي. وشوهدت وحدة خاصة ضمن دورية، تقف أمام صف من الأعلام الإيرانية على طريق رئيسي في حي صادقية، الواقع في شمال غرب طهران. وتضم قوة خيالة الشرطة المعروفة بـ"أسواران" خيولا تركمانية، وسبق أن شوهدت وحدة الفرسان في شوارع العاصمة الإيرانية في العام الماضي، خلال مراسم استعراضية، لكن نشرها أثناء التظاهرات يعد أمرا نادر وغير مألوف. واتبعت السلطات الإيرانية تكتيكات عدة، للسيطرة على الاحتجاجات، التي يعتبرها المسؤولون "أعمال شغب". وكانت قوات الأمن قد أطلقت النار مباشرة على المحتجين، خلال مواجهة التظاهرات، مستخدمة الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع، وكرات الطلاء. كما فرضت الحكومة قيودا على الإنترنت، شملت منع الوصول إلى "إنستغرام" و"واتسآب" وغيرها، بينما نفّذت حملة اعتقالات واسعة. وذكرت "منظمة حقوق الإنسان في إيران" ومقرها النروج، بأن قوات الأمن قتلت 186 شخصا على الأقل في الحملة الأمنية، التي استهدفت الاحتجاجات الأخيرة. وقتل 118 شخصا في تظاهرات منفصلة، اندلعت منذ 30 سبتمبر في سيستان وبلوشستان، وهي محافظات يقطنها السنة على وجه الخصوص، تقع عند الحدود الجنوبية الشرقية بين إيران وباكستان.
مشاركة :