الرياض 14 ربيع الآخر 1444 هـ الموافق 08 نوفمبر 2022 م واس نظَّمت الجمعية الجغرافية الخليجية أمس، محاضرةً افتراضيةً بالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز، ألقاها أستاذ الجغرافيا الطبيعية بجامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان عضو الجمعية الدكتور علي بن سعيد البلوشي، تحت عنوان "الأعاصير المدارية: الواقع والتأثير" مركزًا الحديث عن الأعاصير في وطنه سلطنة عمان. وقلَّل الدكتور البلوشي من إمكانية الربط بين التغيرات المناخية التي نعيشها في هذه الفترة من حياة العالم ووصول الأعاصير المدارية إلى جنوب شرق المملكة العربية السعودية، وعلَّل ذلك بضعف الأعاصير المدارية بعد قطع مسافات طويلة، وأنها قوية على المناطق الساحلية ثم تهدأ سرعتها، مستبعداً ذلك في الزمن القريب. وأوضح أن معدل الأعاصير في بلاده يتراوح ما بين (1 - 3) أعاصير في السنة ولا يعرف ما إذا كان هذا المعدل سيزيد أو ينقص مع التغير المناخي الذي يعيشه العالم الآن، وذلك لقلة المعلومات عن القياسات العلمية والبيانات. واستطرد المحاضر عن تاريخ الأعاصير في عمان، مؤكداً أن الأعاصير في السلطنة ليست حديثة، بل هناك أعصار تعود إلى أكثر من مئتي عام تقريبًا، وذكره أحد المؤرخين، ودلَّل أيضًا بإعصار الغِرِيقة عام 1958م الذي ما زالت الذاكرة الشعبية تذكر خسائره المادية والبشرية. وأشار الدكتور البلوشي إلى أن الأعاصير المدارية التي تنشأ في المواقع الساحلية أقوى من الأعاصير التورنيدو، التي تعدُّ أقوى الأعاصير كافة، إلا أنها تضعف عند السواحل، بينما المدارية تصحبها موجات بحرية مرتفعة قوية الاندفاع؛ لذا تكون عملية الإخلاء للمناطق المصابة بها إجبارية. وأفاد بأن الإعصار المداري يصحبه مطر غزير ولكن بدون برق أو رعد لعدم وجود فوارق حرارية بين الكتل الهوائية للإعصار، وأن هذه الأمطار قد يصل منسوبها إلى 400 مليمتر، ما يعادل منسوب الأمطار في أربع سنوات، حيث إن المعدل السنوي للأمطار في السلطنة 100 مم، ما يسبب خطورة كبيرة على السكان ومكونات التنمية وبخاصة أن هذه الأعاصير مزاجية الطبع والحركة، بحيث لا يتنبأ بمسارها فقد تنحرف إلى مواقع وأماكن ليست في الحسبان.
مشاركة :