كونا - أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الثلاثاء ضرورة تنسيق سياسات مواجهة تغير المناخ في إطار "مبادرة تنسيق عمل المناخ في الشرق الأوسط وشرق المتوسط" التي انطلقت في عام 2019. جاء ذلك في كلمة للرئيس المصري خلال ترؤسه القمة الرئاسية ل"مبادرة تنسيق عمل المناخ في الشرق الأوسط وشرق المتوسط" بالشراكة مع الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس وذلك ضمن فعاليات اليوم الثالث للدورة ال27 لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الاطارية بشأن المناخ (كوب 27) بمدينة شرم الشيخ. وشدد السيسي على أهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به هذه المبادرة في اطار تنسيق سياسات مواجهة تغير المناخ بين الدول الاعضاء وبما يسهم في تعزيز عمل المناخ وجهود التغلب على آثاره السلبية في اطار المحيط الاقليمي. وقال ان "هذه المنطقة تعد من أكثر مناطق العالم تأثرا بتبعات تغير المناخ وآثاره المدمرة على كافة الأصعدة والتي شهدت خلال السنوات القليلة الماضية أحداثا مناخية قاسية من حرائق للغابات وفيضانات وسيول خلفت خسائر بشرية ومادية جسيمة". ودعا الاطراف غير الحكومية الى ممارسة ادوار مكملة وداعمة للدول والحكومات التي تتحمل المسؤولية الرئيسية ازاء حشد الدعم لجهود مواجهة تغير المناخ ضمن اليات عمل المناخ العالمي. وأعرب عن تطلعه "للتعرف على ما استطاعت المبادرة تحقيقه منذ اطلاقها من جهود متسقة مع افضل العلوم المتاحة بما يضع الجميع على الطريق الصحيح نحو تنفيذ أهداف (اتفاق باريس لتغير المناخ) بما في ذلك هدف ال5ر1 درجة مئوية". من جانبه أكد الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس التزام بلاده بدعم العلاقات مع كافة الدول في مواجهة أزمة التغير المناخي موضحا أن كافة الدول تعاني بالفعل من تداعيات تغير المناخ. وشدد اناستاسيادس في كلمته على ضرورة بذل المزيد من الجهد المطلوب للحد من مخاطر اندلاع الحرائق في الغابات وكذلك مواجهة أسباب الجفاف والفيضانات مشيرا الى الجهود الكبيرة التي بذلت لمواجهة هذه الكوارث. ودعا الى اتخاذ كل ما يلزم لوضع خطة عمل ملموسة لها نتائج واقعية تكون قابلة للتنفيذ على أرض الواقع متوقعا أن تنجح جهود الدول في خفض الانبعاثات الكربونية والحد من الاحتباس الحراري. وقال إن هناك تحديات كبيرة في هذا المجال مما يتطلب وضع اجراءات حتمية تلتزم بها كافة الدول والأطراف والدول الصناعية لمواجهة تداعيات التغير المناخي ودعم قطاعات الصناعة للالتزام بمعايير المناخ ومعايير الحد من الانبعاثات الكربونية. من جهته قال الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد ان "الوقت قد حان للتحرك نحو مواجهة التغيرات المناخية في ظل حاجة ماسة لكافة الدول لدعم خطط العمل ووضع الحلول للبدء الفوري وتوفير التمويل اللازم لذلك". وأكد رشيد في كلمة مماثلة الحاجة لوضع الحلول للحد من الانبعاثات والاحتباس الحراري معتبرا أن "الموارد المائية على المستوى العالمي أحد الأمور المهمة التي يجب وضعها بعين الاعتبار". وذكر أن "العراق كان يتمتع بوفرة في المياه لكنه يعاني الآن من نقص حاد بالموارد المائية" داعيا كافة الدول الى بذل قصارى جهدها لوضع أفضل الممارسات الأحادية للسيطرة على اجراءات الري للحفاظ على المياه الامر الذي يتطلب تعاونا دوليا. بدوره تعهد رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة أن تتخذ بلاده كافة الاجراءات المتعقلة بمكافحة المناخ "دون المساس بالمصالح الوطنية" مضيفا ان بلاده تسير بقوة نحو استخدام الطاقة النظيفة. وقال الخصاونة في كلمته ان لدى الاردن استراتيجية متكاملة وواضحة نحو التحول للاقتصاد الأخضر مؤكدا اهمية العمل التعاوني والجماعي للحد من تداعيات التغيرات المناخية على البيئة والغذاء في ظل الارتفاع المستمر لأعداد السكان. ومن ناحيته اكد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس أن التغيرات المناخية تؤثر على كافة مناحي الحياة وبشكل مباشر على الغذاء والبيئة وأنظمة المياه والهجرة ولاسيما الطاقة. وشدد ميتسوتاكيس في كلمة مماثلة على أهمية التعاون في مجال الطاقة داعيا كافة الدول والأطراف والجهات المسؤولة لتعزيز علاقات التعاون في مجال الحد من التغير المناخي بوضع آليات ملموسة لجلب الموارد اللازمة للاستجابة في حالة الطوارئ ووقوع الكوارث. وانطلقت فعاليات الدورة ال27 لمؤتمر الدول الاطراف في اتفاقية الامم المتحدة الاطارية (كوب 27) بشأن تغير المناخ بمدينة شرم الشيخ امس الاحد وتستمر حتى ال18 من نوفمبر الجاري في اطار جهود عالمية متواصلة لانقاذ كوكب الارض.
مشاركة :