أكثر من 5 ملايين طالب وطالبة في 32 ألف مدرسة أصبحوا في دائرة اهتمام البرنامج الوطني للوقاية من الانحرافات السلوكية والفكرية «فطن» الذي أنشأته وزارة التعليم؛ بهدف حمايتهم من المهددات الأمنية والاجتماعية والثقافية والصحية من خلال العمل على تنمية المهارات السلوكية والحياتية المختلفة وتزويدهم بمهارات التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة التي باتت تشكل خطراً على سلوكياتهم بفعل محتواها غير المناسب في كثير من الأحيان. ويعد برنامج «فطن» برنامجاً وطنياً يُعنى بتنمية مهارات الطلاب والطالبات الشخصية والاجتماعية، وتمثلت أهداف البرنامج في السعي للإسهام في التحصين النفسي للطلاب والطالبات، من خلال ما يقدمه البرنامج، لوقايتهم من آفة المخدرات والسلوكيات الخطرة، والأفكار المنحرفة. كما تتمثل أهدافه أيضاً في تعزيز القيم الدينية والاجتماعية والأخلاقية في إطار تعاليم الدين الإسلامي وتكوين فرق تطوعية ومساهمة؛ لدعم تنفيذ البرنامج حيث وقف برنامج فطن على كل التجارب السابقة في مجال محاربة التطرف في المجتمع وارتأى أن مكافحة التطرف تستوجب الحد من الانحرافات السلوكية والفكرية أولاً, وتنمية المهارات الحياتية المختلفة لدى الطلاب والطالبات والنشء على وجه الخصوص، الأمر الذي يسهم في تعزيز الوسطية والاعتدال في المجتمع المسلم ولتحقيق هذه الخطة شرع البرنامج في تنفيذ فقراته في المدارس وبين أولياء الأمور من خلال عدد من الرسائل التربوية والتوعوية؛ لتعليم المهارات الاجتماعية والتفكير الناقد ومهارات الاتصال وإدارة الذات وإدارة الوقت وغيرها من المهارات الكفيلة بتوجيه طاقة النشء وتوظيفها لترسيخ القيم والأخلاق الفاضلة. ولما كان «فطن» هو البرنامج الوطني الذي يُعنى بتنمية مهارات الطلاب والطالبات الشخصية والاجتماعية، فإنه يسعى من خلال خطته الإستراتيجية، والتدريبية، والإعلامية، إلى أن يكون الأول وقائيًّا على المستوى المحليًّ والإقليميًّ، إذ يسعى لوقايتهم من المشكلات السلوكية والانحرافات الفكرية من خلال تنمية مهاراتهم المختلفة التي تجعلهم قادرين على قيادة ذواتهم بإيجابية، كما يتضمن البرنامج آليات لاكتشاف مواهبهم وصقلها في مختلف المجالات الإبداعية مثل المسرح والإذاعة والإلقاء الشعري وإنتاج مقاطع الفيديو والتصميم بأشكاله المختلفة، وغير ذلك من قوالب التعبير التي تنمي المهارات وتشغل النشء بما هو مفيد. كما يعمل «فطن» على نشر الوسطية في المؤسسات التعليمية بغية الحد من الغلو والتطرف من خلال تعزيز القيم الاجتماعية والأخلاقية، وتنمية مهارات الحوار والاتصال مع الآخرين، وتنمية الفكر الناقد وفهم الرسائل الإعلامية. ويتطلع البرنامج في هذا الإطار إلى تنمية الذكاء الاجتماعي، ونشر ثقافة التطوع على نحو يعمّق الانتماء الوطني، ويعزز روح التكافل في المجتمع. ويسعى إلى إيجاد بيئة تربوية ذات خبرة في الوقاية من التطرف الفكري وغيرها من الانحرافات السلوكية المختلفة. وسيتم قياس عمليات البرنامج ومدى فاعليته في الميدان التربوي من خلال المؤشرات والمقاييس المعدة لذلك، ويصاحب هذا العمل حملة إعلامية تثقيفية تتضمن مسئولية الأسر في تحصين الأبناء وتنمية التفكير الإبداعي لدى الطلاب ونشر التربية الإعلامية لتوعية الطلاب بمهارات التعامل مع المحتوى الإعلامي, واختيار ما يناسبهم من أهداف متعددة تسهم في تعاون كافة شرائح المجتمع مع البرنامج. ويستهدف البرنامج تدريب أكثر من (710) خبير وخبيرة من إدارات التعليم بالمناطق والمحافظات، حيث يتضمن البرنامج التدريبي مجموعة من المحاور التي تناولت الوعي الذاتي بمؤثرات الحياة وتم خلاله تدريب المستهدفين على مهارات التعامل مع المؤثرات السلبية التي تستهدف الشباب, وأهمية أن يمتلك الطلاب والطالبات مهارات تساعدهم في اتخاذ القرار، كما يشمل التدريب على عمليات السلوك التوكيدي، وإكساب الطلاب والطالبات مهارات توكيد الذات والقدرة على مواجهة التحديات والضغوط, والدفاع عن أنفسهم, والتصرف الإيجابي في المواقف الاجتماعية المختلفة واحترام حقوق الآخرين، والتواصل معهم بحكمة ومشروعية، إضافة إلى التعرف على مهارات حل المشكلات والتعامل معها وامتلاك الأساليب الإيجابية لمواجهتها واتخاذ القرارات المناسبة بشأنها.
مشاركة :