أسعار النفط تتماسك مدعومة بتراجع الدولار وتحسن آفاق الطلب

  • 1/15/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

تماسكت أسعار النفط الخام في الأسواق العالمية محققة بعض الارتفاع مدعومة بتراجع الدولار، كما تلقت دعما من ارتفاع أقل من المتوقع في مستوى المخزونات النفطية الأمريكية. وتبذل الصين ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة جهودا مكثفة لتحفيز اقتصادها وتجاوز تداعيات الأيام السابقة، التي شهدت انكماشا في النشاطين التجاري والصناعي ونجحت الجهود الصينية في تبديد بعض من المخاوف بخصوص مستوى الطلب على النفط الخام. وتجدد الحديث في السوق من جديد بعد إعلان مؤسسات مالية دولية عن إلغاء مشروعات نفطية جديدة خلال العام الماضي بقيمة تتجاوز 170 مليار دولار وهو الأمر المرشح للتزايد خلال العام الجاري في ضوء استمرار هبوط أسعار النفط. وأوضح لـ "الاقتصادية"، روبين نوبل مدير شركة "اوكسيرا" البريطانية للاستشارات المالية، أن أسعار الخام تقاوم انهيار الأسعار بدعم من الأداء المتباين للدولار وبعض آفاق تحسن الطلب في الصين والاقتصاديات الناشئة، مشيرا إلى أن الأعباء ما زالت كبيرة على الاستثمار وهو يبشر بتقلص تخمة المعروض في المستقبل القريب. وأضاف نوبل أن انخفاض أسعار النفط مفيد للاقتصاد البريطاني كمستهلك ولكن له تداعيات واسعة وخطيرة على الإنتاج في بحر الشمال الذي يواجه أزمة كبيرة عطلت أغلب الاستثمارات. وأشار نوبل إلى أهمية القضاء على أنشطة جماعات الإرهاب في مجال تهريب وتجارة النفط معتبرا أن جهودا دولية واسعة تبذل في هذا المجال حاليا ويمكن أن تسهم في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في الشرق الأوسط والعالم. ومن جهته، أشار لـ"الاقتصادية"، الدكتور امبرجيو فاسولي مدير مركز دراسات الطاقة في مدينة لوزان بسويسرا، إلى أن طفرة المعروض الحالية، التي ستزيدها إيران بضخ صادرات واسعة سيعطل تعافي الأسعار في الأمد القريب، خاصة في ظل تمسك "أوبك" وروسيا بحقهما في بقاء الإنتاج مرتفعا. وقال فاسولي إن أنشطة التنقيب الجديدة تواجه كسادا واسعا بحسب تقارير بنوك ومؤسسات دولية على رأسها بنك "باركليز"، مشيرا إلى أهمية التوصل لآليات لإنقاذ الاستثمارات. فيما أوضح لـ "الاقتصادية"، رالف فالتمان المختص النفطي أن الدول الأقل نموا تعاني بشكل حاد انخفاض الأسعار، خاصة أن الأمر تشوبه حاليا شبهة الصراع بين الدول الكبرى، كما أن المنافسة على الحصص السوقية اشتعلت في كل الأسواق، خاصة بعد عودة النفطين الإيراني والأمريكي. وأضاف فالتمان أن دور "أوبك" سيظل محوريا في السوق برغم تباين مواقف الأعضاء ولكنهم سيظلون أصحاب الإنتاج المنخفض القادر على امتصاص صدمات السوق وتأمين الإمدادات تحت أي ظروف. وأشار فالتمان إلى أن فكرة عقد اجتماع طارئ لـ "أوبك" لن تنجح بسبب غياب إجماع المنتجين على هذا الأمر، ولكن يبقى من الضروري التشاور والتنسيق للتغلب على صعوبات السوق. من ناحية أخرى، وعلى صعيد الأسعار، ارتفع النفط الخام الأمريكي بالسوق الأوروبية أمس ضمن عمليات الارتداد من مستوياته الضعيفة في عدة سنوات استنادا إلى تراجع الدولار مقابل سلة من العملات الرئيسية بالتزامن مع ارتفاع المخزونات في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي بأقل من توقعات السوق. وارتفع الخام الأمريكي إلى مستوى 30.90 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 30.57 دولار وسجل أعلى مستوى 30.96 دولار وأدنى مستوى 30.27 دولار. واستقر نفط الخام الأمريكي تسليم شباط (فبراير) عند تسوية أمس دون أي تغيير يذكر، بعد موجة خسائر على مدار سبعة أيام متواصلة، سجل خلالها أدنى مستوى في 12 عاما عند 29.93 دولار للبرميل. وتراجعت العملة الأمريكية بنحو 0.4 في المائة مقابل سلة من العملات الرئيسية بفعل توقعات تباطؤ دورة رفع أسعار الفائدة الأمريكية خلال الربع الأول من العام الحالي، ويدعم تراجع العملة الأولى بالعالم أسعار السلع وعلى رأسها النفط، نظرا لانخفاض قيمته بالنسبة للعملات الأخرى. وأشارت وكالة الطاقة الأمريكية إلى أن مخزونات النفط الخام في البلاد ارتفعت بمقدار 0.2 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 8 كانون الثاني (يناير)، إلى إجمالي 482.7 مليون برميل في حين توقع خبراء ارتفاعا بمقدار 1.9 مليون برميل. وفي اليوم السابق، أعلن معهد البترول الأمريكي انخفاض المخزونات بمقدار 3.9 مليون برميل الأسبوع الماضي، إلى إجمالي 480.2 مليون برميل، في ثاني انخفاض أسبوعي على التوالي في علامة إيجابية على تحسن معدلات السحب والطلب في البلاد. إلى ذلك، تراجعت سلة خام "أوبك" مسجلة 25.69 دولار للبرميل مقابل 25.76 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" إن سعر السلة التي تضم 12 خاما من إنتاج الدول الأعضاء سجل ثالث انخفاض له على التوالي وإن السلة فقدت نحو أربعة دولارات، مقارنة بنفس اليوم من الأسبوع السابق الذي سجلت فيه 29.71 دولار للبرميل.

مشاركة :