وقفت الفتاة أجواد فراس ذات الثمانية عشر ربيعا بجوار والدتها السبعينية وهما في طريقهما في مسارات مهرجان (كنا كدا 3) متأملة في تلك الطاحونة الحجرية المعروضة في المتحف المفتوح خلف بيت نصيف، وكيف كانت سيدات أهل أول، وتكيفهن مع أدوات الطبخ الموجودة في عصرهم. وتقول أجواد، أتاحت هذه الفعالية لنا كزوار للمهرجان فرصة التعرف على مقتنيات ثمينة تتعلق بتاريخ جدة في حقبة زمنية مضت، حيث لفت نظري عدد من المقتنيات المعروضة ومنها على سبيل المثال تلك المتعلقة بأدوات الطبخ كطاحونة الدقيق، وآلة غسيل الملابس، والنشافة، والهاون، إلى غيرها من المعروضات التي ذكرتنا بالآباء والأجداد. وفيما كان زوار المعرض المقدرة مساحته بنحو ستة أمتار تقريبا، يتجولون فيه، استوقفنا منظر مجموعة من الشبان وهم يلتقطون صورا بجوالهم لتوثيق بعض المقتنيات، وإذا بأحدهم يقول لصديقه ممازحا: لم يعد بإمكانك اليوم أن تتباهى بلوحة سيارتك المميزة، فاللوحة المعروضة في هذا المتحف ستنزع إعجابنا وتباهيك بلوحتك. ويضيف أحمد أبو بكر: جذبنا المتحف المفتوح من حيث فكرته والأدوات المعروضة فيه، كنا نتمنى أكثر من ذلك، ولكن لعلها في المرات القادمة إن شاء الله". وفي إحدى زوايا المتحف، شدنا حوار يدور بين زوج وزوجته، حيث يقول لها ممازحا: "شفتِ كيف كانت حياة أهل أول، كل أدوات المطبخ تقريبا كانت تعتمد على اليد، ما فيه كهرباء ولا غيره، الله يرحم حريم أهل أول". من ناحيته يقول مازن ناصر وهو مسؤول في المتحف المفتوح: "هدفنا الأساسي هو تعريف الزوار بتراث جدة وإتاحة الفرصة لهم للاطلاع على بعض المقتنيات التاريخية التي كانت تستخدم في مختلف مجالات الحياة بجدة منذ أكثر من 50 عاما، وكذلك زيادة الوعي لدى الزائر بأهمية الحفاظ على تراثه كشاهد تاريخي على أصالة الشعب كما يمكن الأجيال القادمة من رؤية تاريخها وتاريخ أجدادها وعلى تراث شعبها الثقافي. وعن الأدوات المعروضة يقول: "لدينا عدد من المقتنيات مثل الكشافة، أقدم لوحة لسيارة، راديو،آلة كاتبة، آلة التصوير القديمة، كانون الفحم، حصالة الأموال قديما، الهون وقديم جدا، قنينة زيت، طاحونة بُن وقهوة، وأدوات الحلاقة قديما، إضافة إلى ترمس الشاي، دافور للطبخ، حافظة ماء". وزاد: "توجد لدينا أيضا آلة الغسيل بمثابة غسالة، حيث كان يتم تمرير قطعة الملابس بدعكها على تلك الآلة، ونشافة الملابس"، منوها إلى أن المعرض جذب كثيرا من الزوار".
مشاركة :