يريد الرئيس السابق (2017-2021) البالغ من العمر 76 عاما الثأر بعد هزيمته في الانتخابات الرئاسية السابقة والتي لا يزال يحتج على نتيجتها، أمام الرئيس جو بايدن في تشرين الثاني/نوفمبر 2020. رغم ان اسمه لم يدرج على أي بطاقة اقتراع في الانتخابات التشريعية والمحلية التي جرت الثلاثاء في الولايات المتحدة، فان مصير مرشحين جمهوريين دعمهم سيتيح قياس شعبيته وفرصه في العودة الى المكتب البيضاوي في 20 كانون الثاني/يناير 2025. مساء الاثنين، وعد الملياردير الذي قلب مقاييس النظام السياسي الأميركي عبر فوزه في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين والرئاسة في 2016، بالادلاء "بإعلان كبير الثلاثاء 15 تشرين الثاني/نوفمبر في مارالاغو"، منزله في فلوريدا. عند التصويت الثلاثاء في بالم بيتش، قال ترامب "اعتقد اننا سنقضي أمسية رائعة، سيكون ذلك جيدا جدا للبلاد والثلاثاء (المقبل) سيكون يوما مثيرا جدا للكثير من الناس، أنا أتطلع لرؤيتكم في مارالاغو". صورة قاتمة عن أميركا رسم رجل الأعمال الذي كثف التجمعات مع نهاية الحملة، صورة قاتمة جدا عن أميركا برئاسة خصمه جو بايدن. أمام حشد من مناصريه اعتمروا قبعات عليها شعار "اجعلوا اميركا عظيمة مجددا"، تحدث ترامب عن أكبر قوة في العالم حيث يؤدي ارتفاع الأسعار الى "خنق الأسر" وحيث "تخرج الجرائم العنيفة عن السيطرة" وحيث يقوم اليسار المتشدد "بتلقين عقيدته لأولادنا". ركز على المواضيع الرئيسية لحملة الجمهوريين: التضخم وانعدام الأمن والتعليم. ودعا إلى "حل لإنهاء هذا الجنون ووقف تدمير بلدنا وإنقاذ الحلم الأميركي" مطالبا بالتصويت للجمهوريين من أجل مد الكونغرس في واشنطن "بموجة عملاقة" حمراء، لون الحزب الجمهوري. لكن الرئيس السابق حرص على انتظار نتائج انتخابات الثلاثاء قبل إعلان ترشحه لكي لا "يعطل" تجديد مجلس النواب وثلث أعضاء مجلس الشيوخ وحكام الولايات وآلاف المسؤولين المنتخبين المحليين. نال 200 جمهوري دعم رجل الأعمال. وقال روبرت شابيرو الخبير السياسي في جامعة كولومبيا في نيويورك "من المهم أن يحقق بعض المرشحين الذين ساندهم فوزا كبيرا". هيمنة ترامب اذا فاز أنصار ترامب، فان هيمنة ترامب على الحزب الجمهوري ستكون بلا منازع. في المقابل، في حال هزيمته، فان الرئيس السابق سيواجه منافسة من مسؤولين بارزين آخرين في الحزب الجمهوري مثل حاكم فلوريدا رون ديسانتيس ونائب الرئيس السابق مايك بنس كما قال شابيرو لوكالة فرانس برس. يرى هذا الخبير أن "الجمهوريين يريدون أي رئيس جمهوري، ترامب أو غيره" و"حكومة جمهورية تعتمد سياسات محافظة وتعين موظفين رسميين وقضاة محافظين". لكن يبدو أن آمال الجمهوريين في اكتساح الكونغرس الأميركي تتضاءل الأربعاء مع تحقيق الديموقراطيين فوزا أول في بنسلفانيا. خلال آخر تجمعات الحملة في بنسلفانيا وأوهايو، طالب أنصار ترامب بان يتولى "أربع سنوات اضافية" على أمل، وكما قالت ديكسي تشابل الموظفة في حضانة في فرجينيا، أن تشكل هذه الانتخابات "منصة" لانتخابات 2024. جو متوتر في بلد شديد الاستقطاب مع جو سياسي متوتر بسبب الطعن في فوز بايدن قبل عامين، ستؤدي انتخابات الثلاثاء أيضا الى تعيين 27 "سكرتير ولاية" من بين مسؤولياتهم في كل ولاية المصادقة على الانتخابات لسنوات قادمة. سيكون دور هؤلاء حاسما في الانتخابات الرئاسية لعام 2024. في جورجيا، عام 2020 قاوم سكرتير الولاية الجمهوري براد رافنسبرغر ضغوط ترامب الذي طلب منه اعلان فوزه على بايدن في هذه الولاية الجنوبية. في أريزونا، لم تعترف كاري لايك التي تريد أن تصبح حاكمة للولاية بنتيجة انتخابات 2020 ولم تقل ما اذا كانت ستقبل بهزيمة محتملة الثلاثاء. تتوقع "سكرتيرة الولاية" المحلية كايتي هوبس التي تنافسها ان تتم إعادة فرز للاصوات وتقديم طعون قضائية تؤخر النتائج. في هذا الإطار من شبهات التزوير التي لا أساس لها، تخشى استاذة العلوم السياسية سوزان ستوكس، في تعليق لها من جامعة شيكاغو، أنه في حال حدوث موجة مد جمهوري في الولايات المتحدة الثلاثاء، سيكون "من الصعب تجنب سيناريو يؤدي الى تحقيق ترامب انتصارًا مهما كانت نتيجة انتخابات" 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2024.
مشاركة :