شاشة تعرض خريطة للعالم بها تطرف مناخي خلال المؤتمر العالمي لتغير المناخ في فرنسا عام 2015 جاءت تحذيرات الأمم المتحدة حول الانتحار الجماعي في حال عدم تعاون البشرية لمواجهة التداعيات المناخية لتدق ناقوس الخطر وتثير التساؤلات حول كيفية مواجهة تلك الكارثة المرتقبة وما مدى إمكانية وضع قمة المناخ المنعقدة في مصر حلولا عاجلة لكبح جماح تلك الأزمة العالمية. وحذر الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش) الاثنين من أن البشرية أمام خيار العمل معا أو الانتحار الجماعي. وأكد خلال قمة قادة الدول والحكومات في مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب27) في شرم الشيخ بمصر أن البشرية أمام خيار التعاون أو الهلاك فإما يكون عهد على التضامن المناخي أو عهد على الانتحار الجماعي. وقال غوتيريش نحن نسلك الطريق السريع نحو الجهنم المناخي ونواصل الضغط على دواسة السرعة مشيرا إلى أن الأزمات الأخرى عابرة لكن المناخ مسألة حاسمة في عصرنا هذا وأعتبر أن من غير المقبول أن يتراجع النضال من أجل المناخ إلى المرتبة الثانية في سلم الأولويات، مشددا على أن ذلك يؤدي إلى تدمير ذاتي تحذير يدق (ناقوس الخطر) يرى السيد صبري خبير التغيرات المناخية والتنمية المستدامة المشارك في قمة المناخ بشرم الشيخ أن تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر بشأن كارثة مناخية قد تطال الجميع وفي تصريحات لموقع "الحرة"، يشير إلى "ضرورة اتحاد جميع دول العالم للتصدي للتغيرات المناخية والتي تطال العالم بأكمله وبكل بجدية وإلا سيتجه العالم نحو الهلاك وفي سياق متصل،،، يؤكد الخبير البيئي ضومط كامل أن العالم يواجه تحديات مناخية خطيرة وغير مسبوقة وهو الأمر الذي يحتاج لاتخاذ إجراءات تصحيحية عالمية. ويتحدث لموقع (الحرة) عن التداعيات البيئة التي يعاني منها كوكب الأرض نتيجة التغير المناخي والتي ظهرت جلية في تمدد التصحر وانخفاض هطول الأمطار بعدة دول عربية والارتفاع غير المسبوق لدرجة الحرارة في أوروبا وشهدت أوروبا درجات الحرارة الأكثر حرا بالنسبة لأشهر أكتوبر على الإطلاق، وفقا لما أعلنته خدمة (كوبرنيكوس) لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي الثلاثاء وجاء ذلك مع تسجيل حرارة أعلى بحوالي درجتين مئويتين من تلك المسجلة في الفترة المرجعية الممتدة بين (1991 و2002 ) وفقا لـفرانس برس. ولذلك يشير ضومط كامل إلى أن الاحتراز العالمي وصل لمرحلة خطيرة تهدد العالم بأكمله، بعد وصل لـ"نقطة لا يمكن الرجوع عنها على حد تعبيره. كارثة مرتقبة وتداعيات (خطيرة) تعهد الموقعون على اتفاقية باريس للمناخ عام 2015 بالعمل على تحقيق هدف طويل الأجل يتمثل في الحيلولة دون ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض بأكثر من 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية وهو المستوى الذي يقول العلماء إن تجاوزه قد يؤدي لخروج تغير المناخ عن السيطرة، وفقا لـرويترز. وينبغي أن تنخفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 45 في المئة، بحلول العام 2030 لتكون هناك فرصة لتحقيق أكثر أهداف اتفاق باريس للمناخ طموحا، حسب "فرانس برس. لكن التعهدات الحالية للدول الموقعة حتى لو احترمت في نهاية المطاف، ستؤدي إلى ارتفاع الانبعاثات بنسبة تراوح بين 5 و10 في المئة ما يضع العالم على مسار تصاعدي قدره 2,4 درجة مئوية في أفضل الحالات بحلول نهاية القرن الحالي. ومع السياسات المتبعة حاليا يُتوقع بلوغ "الاحترار" 2,8 درجة مئوية وهو أمر كارثي وفقا لـ"الأمم المتحدة. ويحذر صبري من (كارثة مناخية) في حال استمرار ارتفاع متوسط درجة حرارة الأرض لأن بعض المناطق ستشهد درجات حرارة مرتفعة بشكل (قاتل) وأخرى ستشهد درجات حرارة تصل لحد الصقيع ويؤكد كامل أن عدم وضع حد للاحتراز المناخي العالمي سيقود لـ تطرف بدرجات الحرارة التي ستكون مرتفعة للغاية أو باردة بشكل غير مسبوق. ويشير صبري إلى (تداعيات خطيرة) للاحتراز المناخي، وعلى رأسها "نقص كبير بالإنتاج الزراعي ما سيؤدي لمجاعات مرتقبة. استراتيجية عالمية موحدة ولتجنب حدوث ذلك، يشير كامل إلى ضرورة وضع استراتيجية عالمية موحدة لحماية البيئة من خلال تضافر الجهود الدولية لمواجهة أزمة يعاني من العالم بأكمله وتهدد أمن وسلامة كوكب الأرض. ويؤكد صبري أن التداعيات ستطال الجميع ولذلك يجب البدء فورا في وضع استراتيجية عالمية محددة واضحة المعالم، لمواجهة آثار التغير المناخي. وعن تلك الاستراتيجية يقول إنها تبدأ بمساعدة الدول النامية بالتمويل ونقل التكنولوجيا لتكون قادرة على التكيف مع أثار التغير المناخي. ويجب أن تبدأ الدول الصناعية في استخدام تكنولوجيا حديثة منخفضة الانبعاثات وصديقة للبيئة من أجل تقليل وتيرة تأثيرات التغيرات المناخية حتى الوصول لنقطة توزان حسب حديث صبري. هل تنجح قمة (شرم الشيخ)في كبح جماح الكارثة؟ حسب حديث صبري فأن "قمة شرم الشيخ تعمل حاليا على وضع استراتيجية واضحة المعالم لمواجهة التغيرات المناخية"، وفي حال التراخي ستكون هناك كارثة مناخية "تقود لانتحار جماعي ٠ ويأمل كافة قادة دول العالم في الوصول لهذا الهدف ولتحقيقه فيجب أن تكون الأفعال أكثر من الأقوال وإذا لم يتم ذلك فالكارثة ستطال الجميع ولن ينجو منها أحد حسب تعبيره. لكن على جانب آخر يرى ضومط كامل أن المسار الحالي يشير لعدم إمكانية القمة في وقف الأزمة العالمية ويمكن للمؤتمر الخروج بـ"بداية حلول في حال أجمع كافة قادة العالم على وضع استراتيجية دولية لمواجهة التغيرات المناخية لكن حل الأزمة بشكل كامل يتطلب المزيد من الوقت والمال حسب حديثه. وكشفت الأمم المتحدة الاثنين عن خطة تحرك تزيد قيمتها عن 3 مليارات دولار لكي يتمتع كل سكان العالم بحلول خمس سنوات بحماية من كوارث الطقس بواسطة شبكة انذار مبكر، حسب فرانس برس ٠ وقال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بيتيري تالاس، الذي وضع هذه الخطة "الإنذار المبكر ينقذ أرواحا ويوفر مزايا اقتصادية ضخمة فيكفي الإبلاغ بظاهرة خطرة قبل 24 ساعة على حدوثها لخفض الأضرار بنسبة 30 في المئة. لكن نصف سكان العالم غير مستعدين كفاية فأقل من نصف دول العالم الأقل تقدما وثلث الدول الجزرية الصغيرة والنامية تمتلك نظاما للإنذار المبكر من مخاطر متعددة على ما جاء في تقرير صدر حديثا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية ومكتب تخفيف المخاطر في*الأمم*المتحدة.
مشاركة :