أبوظبي في 9 نوفمبر/ وام / احتفى الجمهور الكبير الذي اكتظت به قاعات العرض ومسرح المجمع الثقافي وجامعة السوربون بأنشطة وبرامج اليوم الثاني من مهرجان إشراقات الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع عدد من الجهات المحلية والدولية وبمشاركة عالمية واسعة، وبرعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، الذي يحرص على المتابعة المستمرة لمختلف الأنشطة، حتى يحقق أهدافه السامية. وشهد اليوم الثاني تفاعلا مع نجوم المهرجان، واستحوذت الجلسة الرئيسية للمعلم "ماستر شي هينج يي" التي خصصها لتعريف الحضور بكيفية التحكم بالذات واكتشاف السلام الداخلي من أجل سلام يعم الجميع، كما كان لجلسة شعراء الإمارات سعيد الكعبي وعبد الله الهدية وكلثم عبد الله ونجاة الظاهري على اهتمام اعداد كبيرة من محبي الشعر النبطي والفصيح. وعبرت سعادة عفراء الصابري المدير العام بوزارة التسامح والتعايش عن اعتزازها بالمشاركة الكبيرة من جانب كتاب وأدباء ومفكري الإمارات والعالم ، والتي كان لها أبلغ الأثر في الإقبال الكبير من جانب الجمهور على أنشطة المهرجان، مشيدة بكافة الجهات المشاركة في المهرجان، وخاصة وزارة التربية والتعليم، ومؤسسة الإمارات للتعليم، وهيئة أبوظبي للتعليم، وإدارة المجمع الثقافي بأبوظبي، مؤكدة أن توجيهات معالي الشيخ نهيان بن مبارك ركزت على أن يحمل المهرجان رسالة المعرفة والتسامح معا إلى الأجيال الجديدة من طلبة المدارس والجامعات، ولذا تم تخصيص أكثر من 58 جلسة صباحية للطلبة على مدى 3 أيام، يديرها ويحاضر فيها كتاب وأدباء ومفكرون عالميون. وأوضحت أن التفاعل الكبير بين جمهور المهرجان والقامات العالمية، أضفى على المهرجان حيوية كبيرة، مؤكدة أن حرص طلاب المدارس على التواصل مع الكتاب والمبدعين، وانبهارهم بما تم تقديمه من اعمال تتعلق بمجالات التسامح والمعرفة إضافة على الجانب التربوي، هي واحدة من عناصر نجاح المهرجان الذي حول الجمهور من دور المتلقي إلى دور المشارك والمتفاعل مع مختلف الموضوعات التي تم استعراضها. وفي محاضرته الاستثنائية ضمن أنشطة مهرجان اشراقات على المسرح الرئيسي بالمجمع الثقافي، والتي حظيت بتفاعل كبير من جانب الجمهور أكد ماستر شي هينج أن الإنسان كائن واسع القدرات والإمكانات وأن ما يعرفه عن قدراته هو جزأ بسيط بالمقارنة بقدراته الكامنة، وانه يحاول دائما مع تلاميذه وجمهوره اكتشاف تلك القدرات الذاتية، للوصول على السلام الداخلي، الذي يسهم على حد كبير في التعامل مع التحديات والمشكلات التي يواجهها الإنسان في حياته، على مستوى الأسرة والمجتمع والعمل، والقدرة على إيجاد صيغة للتعامل معها. وأكد أن تعاليمه وتدريباته تركز كذلك على أن يظل الإنسان نقيا من الداخل، مهما تعرض للضغوط والمشاكل، حتى يتمكن من الاستمرار في الحياة، وأن يتمتع بحالة من الرضا والسلام وان يعيش متصالحا مع ذاته ومع الطبيعة من حوله، مشيرا على أن ذلك في حاجة إلى تدريبات مستمرة، وآليات واضحة للوصول لهذه الحالة، معلنا ان هناك كثيرين استطاعوا الوصول لهذه الحالة. من جانبه عبر الدكتور عبد الله العطون الكاتب والفيلسوف الأردني، عن سعادته بالمشاركة في مهرجان اشراقات، مشيدا بجهود وزارة التسامح والتعايش ودولة الإمارات في تبني هذه النوعية من المهرجانات التي تحتفي بالمعرفة والقيم الإنسانية، ومنها ترسيخ التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية بين مختلف الثقافات والأجناس، مؤكدا أن القدرة على التميز والإبداع لابد لهما من معرفة واسعة وقيم راسخة. وأضاف أن رسالته إلى الأجيال الجديدة يتمحور حول اكتشاف الطريق إلى التميز، وفق قدرات كل فرد في المجتمع وأهدافه وطموحاته، مؤكدا أن التفاعل الكبير من جانب الشباب الذين شاركوا في الجلسة واهتمامهم بالتعرف على الخطوات المثالية التي تمكنه من تفعيل قدراتهم من أجل مستقبل أفضل، تطمئننا نحن الآباء على مستقبل الأوطان. وشهد اليوم الثاني لقاء كاتب الأطفال العالمي آندي ستانتون الذي اشتهر بكتابه "السيد جوم" بأكثر من ألف طالب وطالبة بمسرح المجمع الثقافي بأبوظبي حيث تفاعل الطلبة مع قصص آندري الشيقة عن بطله الشعبي مستر جوم، كيف يتصرف في مختلف الواقف وكيف يتغلب على ما يواجه من صعوبات الحياة، وكان لأسلوب أندي ستانتون في الحكي ما يجذب انتباه الأطفال وخيالهم معا. من جانبه عبر أندي ستانتون عن إعجابه الشديد بمهرجان إشراقات وتركيزه على المعرفة بكافة مجالاتها وأثر قيم التسامح في تعزيز قيمتها لدى الأجيال الناشئة، مشيدا باهتمام الإمارات العربية المتحدة بتعزيز قيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية. عبر الدكتور جيوفاني بوزيتي رائد الأعمال والأستاذ الجامعي عن اعتزازه الكبير بالمشاركة في مهرجان إشراقات لما يحمله من رسالة راقية تركز على تعزيز القيم المعرفية والأخلاقية لدي الجمهور بشكل عام والأجيال الجديدة بصفة خاصة، لأنه يرى ان هذين العالمين يمكنهما معا صناعة مستقبل مبهر لكافة الحضارات الإنسانية، مؤكدا أن الإمارات بما تملكه من إمكانات وقدرات، وما تتميز به من طموحات، وخطط مستقبلية، وما لديها من قيادات حكيمة تسعى بكل جهد إلى مستقبل ونهضة يشارك بها الجميع، وما لديها من شباب واع ، تلك مقومات الدولة الرائدة عالميا. وأضاف أن جلسته بإشراقات تناولت هذه الإمكانات التي تتمتع بها الدولة والتي استطاعت أن تمحو كلمة " مستحيل " من خيال أبنائها، وهو ما يسمح للجميع بأن يحلم ويحاول تحقيق حلمه بلا عوائق من أي نوع.
مشاركة :