قال الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة، إن قطاع الطاقة أحد أكثر القطاعات التي تتأثر بالهجمات السيبرانية، مضيفا "علينا أن نكون استباقيين لصد التهديدات". جاء ذلك خلال كلمته في المنتدى الدولي للأمن السيبراني، الذي افتتحه الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وتنظمه الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، تحت شعار "إعادة التفكير في الترتيبات السيبرانية العالمية"، ويستمر يومين بمشاركة 120 متحدثا دوليا رفيع المستوى من أكثر من 100 دولة. وأوضح وزير الطاقة خلال كلمته في "المنتدى الدولي للأمن السيبراني 2022"، المقام في الرياض، أن الهجمات السيبرانية تستخدم كسلاح ولا تحتاج إلى جيوش أو عتاد، وعلى الحكومات والمنظمات التعاون لوضع حد لهذا التحدي، لأن الهجمات تتغير بسرعة". وأشار إلى أن "المملكة احتلت المرتبة الثانية في تصنيف التدابير الموضوعة عالميا للتصدي للمخاطر والهجمات السيبرانية، وعلينا أن نتحد جميعا في التصدي للهجمات السيبرانية". وقال "يجب أن يتعاون الناس لمواجهة الهجمات السيبرانية مثلما يواجهون الهجمات الإرهابية، هذه المواجهة لا يمكن أن تكون من دولة واحدة، أو من خبرات مختلفة". وأكد أنه "لا بد أن يكون هناك تعاون دولي في هذا الدور، وقد بذلت المملكة جهودا عالمية في مواجهة الإرهاب ومكافحته، لذا من المهم تعزيز الجهود المشتركة بين الدول في مواجهة هذا التحدي". ويأتي المنتدى ترسيخا لجهود المملكة لتكون في مصاف الدول الأكثر تقدما في مجالات الأمن السيبراني والتقنية والابتكار، وفي ظل حرص ولي العهد على مواكبة التطورات والمتغيرات المتسارعة في العالم تحقيقا لمستهدفات رؤية المملكة 2030 في التقنية والابتكار، ومتابعته المستمرة لجعل المملكة رائدة عالميا في المجالات كافة. وفي كلمته خلال افتتاح أعمال المنتدى، قال أمير منطقة الرياض إن قطاع الأمن السيبراني يشهد تطورا متسارعا تتصاعد معه وتيرة التحديات التي يواجهها هذا القطاع الحيوي المهم، ما يجعل تعزيز وتضافر الجهود الدولية في الأمن السيبراني أكثر إلحاحا من أي وقت مضى. وأكد الأمير فيصل بن بندر، أن المملكة حرصت وفق "رؤية 2030" على تعزيز مكتسباتها التنموية والاجتماعية والاقتصادية، في المجالات كافة، ومنها مجال الأمن السيبراني الذي أولاه الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، عناية كبيرة ودعما متزايدا، حتى أثمر ذلك عن حصول المملكة على المرتبة الثانية دوليا في المؤشر العالمي للأمن السيبراني لعام 2021. ودعا أمير منطقة الرياض، جميع الشركاء حول العالم، إلى العمل مع المنتدى الدولي للأمن السيبراني، للوصول إلى فضاء سيبراني آمن وموثوق، يمكن من النمو والازدهار لجميع شعوب العالم. من جانبه، أوضح المهندس ماجد بن محمد المزيد محافظ الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، أن المنتدى الدولي للأمن السيبراني يهدف إلى دعم المناقشات وأوجه التعاون حول موضوعات الأمن السيبراني العالمي، ويمثل منصة لصناعة الشراكات وتبادل الرؤى الجديدة التي يقودها الابتكار والإبداع والاستثمار في مختلف القطاعات. بدوره، أكد المهندس نظمي النصر الرئيس التنفيذي لشركة نيوم أن أكثر من 30 ألف موظف في نيوم يخضعون لاستراتيجية أمنية شديدة للمعلومات والبيانات، انطلاقا من الأهمية القصوى للأمن السيبراني. وتحدث المهندس النصر عن تأثير جائحة كورونا في الأمن السيبراني والتهديدات المتنوعة والخطيرة على الأنظمة المعلوماتية التي تواجهها المجتمعات، التي كشفت عن عديد من نقاط الفجوات في مجالات الأمن السيبراني، من أهمها البنية التحتية التي توفر بيئة حيوية وآمنة تقنيا ومعلوماتيا بما يضمن صمودها أمام أي هجمات إلكترونية. ونوه إلى تطلع مجتمع نيوم ليكون مجتمعا آمنا ضد جميع الهجمات السيبرانية، وسعيها إلى استقطاب كل ما يسهم في مجال حماية أمن المعلومات، وبناء نظام بنيوي شامل ومتطور يواكب تطلعات مدينة نيوم واعتمادها على الذكاء الاصطناعي في كل المجالات. ودعا الرئيس التنفيذي لشركة نيوم إلى أهمية تطوير طرق جديدة ومبتكرة لمواجهة التصعيدات الهجومية السيبرانية واكتشاف نقاط الضعف ومعالجتها بشكل سريع، مؤكدا أنهم في نيوم شغوفون ومتطلعون باستمرار إلى كل جديد يصدر في تعزيز الحماية ضد الهجمات السيبرانية، والمساهمة في إيجاد وتقديم حلول أمنية تقنية تضفي تجربة رائعة للمقيمين والزائرين لمجتمع نيوم، والوصول إلى أفضل بيئة آمنة لمستخدمي تقنياتها وأنظمتها، بشكل منظم وفعال وآمن ومتجدد، وتعظيم الاستفادة منها. وقال: "إن كل ذلك يتم بحسب المعايير والمؤشرات التقنية العالمية في التصدي للهجمات السيبرانية التي تهدد الأنظمة والمعلومات والموجودة في خدمة المجتمعات". بدوره، قال المهندس أمين حسن الناصر رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، إن قطاع الطاقة العالمي ظل منذ فترة طويلة هدفا للهجمات الإلكترونية، التي تفاقم خطرها أخيرا بسبب تطورات التقنية وتطورات أساليب الهجمات الإجرامية، سواء كانت تلك الهجمات قد نشأت من عصابات تسعى إلى الحصول على مدفوعات، أو من الجماعات الإرهابية التي تسعى إلى تدمير البنية التحتية الحيوية للطاقة، فإن الخطر واضح وحاضر ومستمر. وأضاف الناصر خلال كلمته في المنتدى، أن تحول قطاع الطاقة العالمي يؤدي نحو الرقمنة وإلى تقارب متزايد وتداخل بين تقنيات المعلومات وتقنيات تشغيل المعامل والمصانع، وذلك يزيد أيضا من الخطر المحتمل للهجمات الإلكترونية التي تعطل أعمال التصنيع، وما يجب وضعه في الحسبان هو أن قطاع الطاقة منظومة معقدة. وأشار إلى أنه من الضروري امتداد قوة الأمن السيبراني إلى ما هو أبعد من شركات الطاقة الكبيرة لتشمل جميع مزودي الخدمات في جميع أنحاء سلاسل الإمداد، ما يجعل أرامكو السعودية تطلب وضع معايير قوية للأمن السيبراني من جميع شركائها ومورديها ومقدمي خدماتها لأن مكافحة الهجمات الإلكترونية ليست شيئا يمكن للشركات القيام به بمفردها، وهو ما يجعلنا نحتاج جميعا إلى زيادة التعاون بشكل عاجل وملح ولا يقبل التأجيل بحيث لا تكون هناك حلقة ضعيفة في سلسلة الإمدادات والخدمات. وبين الناصر أن أرامكو السعودية هي أحد الشركاء المؤسسين لمركز الأمن السيبراني التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي، بهدف المشاركة في الخبرة وأفضل الممارسات، ودخلنا أخيرا في شراكة تعاون متميزة مع الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، حيث انضمت أرامكو كعضو مؤسس إلى مركز التميز للأمن السيبراني للتقنيات التشغيلية، وذلك لأن القوة الإلكترونية المرنة والقدرة على التعافي السريع ستظل أولوية عالية للغاية في أرامكو السعودية، كما نصنف التميز في الأمن السيبراني على قدم المساواة مع التميز في السلامة والتميز التشغيلي والتميز البيئي. من جانبه، أوضح الدكتور روبن جيس مدير معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح أنه لا بد من التعاون الدولي في إدارة الأزمات السيبرانية وحلها وهذا ما تحاول الأمم المتحدة أن تقوم به من خلال توفير بوابة إلكترونية للسياسات والقوانين والأدوات والاستراتيجيات السيبرانيه لجميع الدول ومقارنتها ببعضها ما يؤدي إلى رفع مستوى الوعي وتطور الأداء في مشهد متناغم دولي وهذا ما تعمل عليه الأمم في العالم. كما قال الفريق راجيش بانت منسق الأمن السيبراني الوطني في حكومة الهند إنهم يعملون على تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص للعمل معا ومطاردة المخترقين الذين يعملون بطرق غير قانونية مثل التمويل غير المشروع وغيره. ويشهد المنتدى على مدى يومين انعقاد أكثر من 30 جلسة حوارية تتناول خمسة محاور أساسية تناقش آفاق التغيير في المشهد السيبراني، والاقتصادات السيبرانية، والتطور الجيوسيبراني، ومستقبل العمل السيبراني، والأمن السيبراني للجميع، حيث يعد منصة تفاعلية عالمية للمعنيين والمختصين كافة في مجال الأمن السيبراني من ممثلي القطاعات الحكومية والخاصة، والمنظمات غير الربحية، والأوساط التعليمية والأكاديمية حول العالم، بهدف نقل المعرفة حول موضوعات الأمن السيبراني، وبناء أسس التعاون بين الدول والمنظمات ليصبح قطاع الأمن السيبراني عنصرا ممكنا في مواجهة التحديات المستقبلية، وصناعة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة وحول العالم. ويسهم المنتدى في استقطاب الشركات العالمية لنقل المعرفة محليا، وتعزيز دعم المملكة لتطوير المواهب والكوادر البشرية عبر مشاركتهم التجارب العملية من المختصين وحضورهم ورش العمل المختلفة في المجال، فضلا عن تمكين الشركات الناشئة عبر وجودهم وتواصلهم مع الشركات الرائدة وتحفيزهم عبر مسابقات مختلفة.
مشاركة :