انسحاب روسي من خيرسون .. وكييف: مسرحية

  • 11/10/2022
  • 01:46
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أمر وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، أمس، قواته بالانسحاب من الضفة الغربية لنهر دنيبرو في مواجهة هجمات أوكرانية بالقرب من مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا، فيما يمثل تراجعا كبيرا ونقطة تحول محتملة في الحرب، بحسب "رويترز". وتوخت أوكرانيا الحذر في ردها على إعلان الانسحاب. وقال ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن بعض القوات الروسية ما زالت في خيرسون وإنه من السابق لأوانه الحديث عن انسحاب. وقال بودولياك "لا معنى للحديث عن انسحاب روسي قبل أن يرفرف العلم الأوكراني فوق خيرسون". وخيرسون هي العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها روسيا منذ بداية الحرب، وسيمثل التخلي عنها انتكاسة كبيرة لما تسميه موسكو "عمليتها العسكرية الخاصة" في أوكرانيا. وأكد الجنرال سيرجي سوروفكين، القائد العام للقوات الروسية، في كلمة عبر التلفزيون، أنه لم يعد من الممكن توصيل الإمدادات إلى مدينة خيرسون. وأضاف أنه اقترح إقامة خطوط دفاعية على الضفة الشرقية للنهر. وجاءت هذه الأخبار بعد أسابيع من التقدم الأوكراني نحو المدينة وجهود روسيا لنقل عشرات الآلاف من سكانها. وقال سوروفكين "سننقذ أرواح جنودنا والقدرة القتالية لوحداتنا. إبقاؤهم على الضفة اليمنى (الغربية) بلا جدوى، يمكن استخدام بعضهم على جبهات أخرى". ومما فاقم الشعور بالفوضى الروسية في خيرسون، لقي كيريل ستريموسوف، المسؤول الثاني لموسكو في المنطقة، حتفه أمس فيما قالت موسكو عنه إنه حادث سيارة. وفي بيان مصور قبل ساعات فقط من وفاته، هاجم ستريموسوف من وصفهم بالأوكرانيين "النازيين" وقال إن الجيش الروسي "يسيطر بشكل كامل" على الوضع في الجنوب. وخيرسون هي المدينة الرئيسة في المنطقة التي تحمل الاسم نفسه وهي واحدة من أربع مناطق أوكرانية أعلن الرئيس فلاديمير بوتين في أيلول (سبتمبر) الماضي أنه يضمها إلى روسيا "إلى الأبد". وقال الكرملين إنه وضعها الآن تحت المظلة النووية لموسكو. لكن في الأسابيع القليلة الماضية تصاعدت تكهنات بأن موسكو قد تسحب قواتها من الضفة الغربية لنهر دنيبرو أو ترسخ وجودها لتخوض معركة دامية. وفي وقت سابق أمس، تم تفجير الجسر الرئيس الواقع على طريق خارج مدينة خيرسون. وأظهرت صور منشورة على الإنترنت امتداد جسر داريفكا على الطريق السريع الرئيس شرق خيرسون وقد انهار تماما في مياه نهر انهوليتس، أحد روافد نهر دنيبرو. وتكهن الأوكرانيون الذين نشروا صورا للجسر المدمر أن القوات الروسية نسفته استعدادا للانسحاب. وأشار فيتالي كيم، الحاكم الأوكراني لمنطقة ميكولايف، المتاخمة لخيرسون، إلى أن القوات الأوكرانية طردت بعض الروس. وأكد كيم في بيان على قناته على تيليجرام أن "القوات الروسية تشكو من أنه تم طردها بالفعل من هناك". وتوقع مدونو الحرب الروس، المؤثرون، إعلان الانسحاب الذي وصفوه بأنه ضربة مريرة. وقالت مدونة (وور جونزو)، التي تحظى بأكثر من 1.3 مليون مشترك على تيليجرام، "يبدو أننا سنغادر المدينة، مهما كان الأمر مؤلما علينا أن نكتب عنه الآن". وأضافت "بعبارات بسيطة، لا يمكن استمرار السيطرة على خيرسون بأيد عارية. نعم، هذه صفحة سوداء في تاريخ الجيش الروسي. الدولة الروسية. صفحة مأساوية". وأعلنت كييف أنها لا ترى "أي مؤشر" حتى الآن على انسحاب القوات الروسية من خيرسون. وقال ميخايلو بودولياك مستشار الرئاسة الأوكرانية "لا نرى أي مؤشر على أن روسيا تغادر خيرسون دون قتال، لا يزال جزء من القوات الروسية في المدينة" الواقعة في جنوب أوكرانيا، معتبرا أن تصريحات موسكو المتلفزة ليست سوى "مسرحية". من جانب آخر، شددت الرئاسة الروسية على أن علاقاتها مع واشنطن ستبقى سيئة مهما كانت نتائج انتخابات منتصف الولاية في الولايات المتحدة. وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين "هذه الانتخابات في الأساس لا يمكنها أن تغير شيئا. علاقاتنا سيئة في الوقت الراهن وستبقى كذلك". وأضاف "إن هذه الانتخابات مهمة، لكن من ناحية أخرى أعتقد أنني لست مخطئا في القول إنه ينبغي عدم المبالغة في تقدير أهميتها بالنسبة إلى مستقبل علاقاتنا الثنائية على المديين القصير والمتوسط". في الأعوام الأخيرة، اتهم الكرملين بتشجيع عمليات تدخل في الانتخابات الأمريكية، ولا سيما عبر حملات تأثير في شبكات التواصل الاجتماعي. وعلق بيسكوف قائلا "لقد اعتدنا على هذه الاتهامات لدرجة أننا لم نعد نهتم بها". وتمر العلاقات الروسية - الأمريكية بأسوأ الأزمات الدبلوماسية في تاريخها، بالتزامن مع الحرب التي تدعمها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بكثافة من خلال توفير الأسلحة والمساعدات المالية. أعلن حلف شمال الأطلسي "ناتو"، أن القمة المقبلة لقادة الناتو ستعقد في فيلنيوس بليتوانيا يومى 11 و12 يوليو 2030. وقال ينس ستولتنبرج أمين عام حلف الناتو إن الاجتماع يأتي فيما يواجه الحلف "البيئة الأمنية الأكثر تعقيدا وغير القابلة للتوقع منذ الحرب الباردة". وأضاف ستولتنبرج أن قادة الحلف المؤلف من 30 عضوا سيوافقون على اتخاذ خطوات إضافية لزيادة قدرات الدفاع ومراجعة زيادة الإنفاق الدفاعي ومواصلة دعمهم لأوكرانيا. وأضاف "في عصر يتسم بزيادة التنافسية الاستراتيجية، يستمر الرباط عبر المحيط الأطلسي بين أوروبا وأمريكا الشمالية في الناتو في أن يكون عنصرا جوهريا لأمن مواطنينا" الذين يبلغ تعدادهم مليار نسمة. ودفعت الحرب الروسية في أوكرانيا السويد وفنلندا إلى التقدم بطلبات للانضمام إلى حلف الناتو وهو تغير كبير في موقف الدولتين بعد أعوام من علاقات متوازنة مع روسيا. وقال جبريليوس لاندسبرجيس وزير خارجية ليتوانيا، في تغريدة إن بلاده "ستعمل جاهدة للترحيب بالسويد وفنلندا عضوين كاملي العضوية" خلال القمة التي تعقد في فيلنيوس.

مشاركة :