محمد اسماعيل - القاهرة - بورسعيد - طارق الرفاعي: مهنة "الحلاقة للرجال" من المهن التي ارتبطت طوال السنوات الماضية بالذكور خاصة في المجتمعات الشرقية، إلا أنه في الآونة الأخيرة اخترقتها الإناث التي يعمل بها الرجال ولم تعد حكرًا عليهم، فالمرأة أصبحت تعمل سائقة تاكسي وجزارة وعاملة بناء. وفي محافظة بورسعيد اخترقت "غرام" واحدة من المهن التي احتكرها الرجال لتصبح أول "حلاقة رجال" في المدينة الساحلية، لتواجه كم هائل من الانتقادات، وانقسام حول عمل المرأة في هذه المهنة. وبنبرة ثقة تتحدث غرام لمصراوي قائلة:"أنا متزوجة وعندي طفلة، وبحب العمل في مهن غير تقليدية لا تمارسها النساء خاصة في بورسعيد، فعملت قبل ذلك في مقهى شعبي، وكنت البنت الوحيدة بين العاملين في المقهى، رغم الانتقادات الكبيرة التي واجهتني". وعن توجهها لمهنة الحلاق للرجال:"راودتني فكرة تعلم الحلاقة للرجال، ووقتها لم أكن أعلم كيف أتدرب عليها وأين وكيف؟، لذلك عرضت الأمر على المحامي الخاص بي، وهو مقرب للأسرة، فاصطحبني إلى محل الكوافير الخاص به، وأقنع الحلاق بتعليمي فوافق لكنه اشترط أن يقوم بتعليمي للمهنة في غير أوقات العمل الرسمية، خاصة أن المحل في مكان شعبي ووجودي بالمحل قد يثير الانتقادات والمشاكل، وكان يعلمني الحلاقة في المنزل". وتابعت حديثها:"تعلمت في البداية كيفية مسك الموس وماكينة الحلاقة وتغيير الأمواس، وأول شخص حلقت له كان الحلاق نفسه الذي علمني، وهو من شجعني، ثم تعلمت أنواع قصات الشعر المختلفة ومش أي حد يمسك المقص والموس ويحلق للناس لأنها حرفة عايزة مهارة وتركيز". وعن أصعب شئ واجهها في تعلم المهنة:"قصات الشعر هي أصعب شئ، ففي بدايتها كانت صعبة جدا وتحتاج إلى مهارة، وواصلت التعلم حتى تمكنت منها، وحاليًا أواكب كل جديد في قصات شعر الرجال وأطلع نفسي على كل حديث من خلال الإنترنت وصفحات قصات شعر الرجال والموضة". وعن إذا ما كان واجهها انتقادات على السوشيال قالت"غرام": "مش في دماغي ومش بلتفت ليها لأن دخلت المهنة عن حب واقتناع، وكما ينتقدنى البعض هناك الكثير يدعمني للاستمرار فيها، فالعمل الحلال مش عيب، والسيدات يعملن في مختلف المجالات طالما شغل حلال". وأشارت إلى أن الانتقادات التي واجهتها زادتها إصرارًا على استكمال العمل كحلاقة رجالي، مختتمة حديثها قائلة: "أحلم أن يكون لدي محل كوافير رجالي كبير، وأشارك في مسابقات دولية لقصات شعر الرجال، واستكمل مسيرتي في تربية بنتي".
مشاركة :