في معرض فني للفنون البصرية دعيت له من قبل ناد سعودي آرت، وهو ناد سعودي يهتم بالفن البصري ويضم نخبة من الفنانين المميزين والمبدعين، وقد حضر المهرجان عدد من المتذوقين لهذا الفن وتوقفنا عند الإبداع للوحات المعروضة، وهي خطوات فيها إصرار وعزيمة ورغبة في تسليط الضوء على منتجات مميزة لفنانين سعوديين، وأجمل ما ميز هذا المعرض تنوع الفنانين واختلاف أعمارهم، مما ساعد على تميز المعرض، وقد وقفت على لوحة لفنانة صغيرة اسمها: الجوهرة البقمي، وهو امتداد لإبداع يلامس قيمة الفن وأهميته من خلال تلاقح الخبرات وتشجيع المواهبالأمر الذي دعاني أسجل كلمة حق استنطقتها مشاعر وأنا أتجول على لوحات إبداعية مميزة في هذا المعرض.مساء كان مختلفا في وقته وتوقيته.. مساء فني امتزجت فيه رائحة الفن الأصيلة، وعبق التاريخ المجيد.. مساء أضفى على روح التأمل حديثا صامتا نطق بإبداعه وبريشة مبدعين وبأقلام مميزين، احترافا وتمكنا. وجاءت هذه الليلة فرصة كي يتحدث الفن عن نفسه وينطلق صوب أسماء جميلة، ومواهب متمكنة، بحضور من كانوا ركنا وسندا لهذا الفن الأصيل.أعرف وأعترف، رغم بساطة اللقاء، لكنه كان مختلفا بحضوره وصورته ومكانته.وأقولها بأمانة: لقد تنفس الإبداع حضوره ووجوده.إنها ليلة لشعب فني كتبوا جميع أنواع الأدب وفنونه على نجدية الإبداع وأصالة الجنوب وحجازية الرقي وشمالية العطاء وشرقية التنوع.أيها الوطن الولاد من المبدعين، هذه ليلة كنت شاهدا عليها مستمتعا بحضورها ومتمتعا بنسيم عطائها، تحية للإبداع حينما يرسم أصالته، تحية للإبداع حينما يسكن حضوره الآسر، تحية لمن مكن وتمكن من خروج هذا الإبداع، وتقديرا ليس له حدود لكل من شارك وأسهم وعزز وشجع لوجود معرض يجمع جنون الإبداع في ليلة من ليالي رياض المجد.أعود وأقول: إن دعم الفن التشكيلي والعمل على تطويره وإيجاد التنافسية هو الذي أخرج مثل هذا النادي الذي أفرز هذا الإبداع الفني، والذي يجتمع بحس وطني وبنكهة سعودية توافق الرؤيا والانطلاق نحو الإبداع في مسيرة الفن التشكيلي.الأجمل، أن هذا النادي وغيره من الأندية تعمل تحت مظلة «هاوي»، وهي مظلة رسمية تستهدف المواهب وتعدّ خطوة مميزة قامت بها وزارة الثقافة ضمن الخطوات التي تستثمر في موهبة الإنسان وحضوره، وقد وددت أن تكون هناك دراسة شاملة بالفعل تدرس احتياجات هذه الأندية، ودعمها ماليا ومعنويا وتوفير مقرات تساعدهم وتعزز من حضورهم، والبعض من هذه الأندية تجاوزت بعض الكيانات التي تعمل من سنوات.إن حضور هذه الأندية وتفانيها هو التزام يكشف لنا وجود الحضور المختلف والمميز في رسم صورة التواجد، الذي يشرف في المجال الذين يمارسه هؤلاء أصحاب المواهب الذين يحق لهم أن يتجاوزوا الهوية إلى استيطان الإبداع، في ظل هذه النقلة الثقافية التي نعتز ونفتخر فيها بكل المجالات.أقترح أن تقيم وزارة الثقافة منصة خاصة تجمع كل الفنون البصرية التي تتاح للاستثمار الاقتصادي، بحيث تفتح بوابة الشهرة للانتشار للفنان الذي يستحق ذلك عن طريق إتاحة أعماله داخل وخارج المملكة.وقد رأيت لوحات وأعمالا إبداعية تجاوزت الإبداع وغارقة في التميز وهي أعمال أقرب إلى التميز، خاصة أن هؤلاء الفنانين غير متفرغين بل بأعمال أخرى، ونحن نعيش مرحلة انتقالية في الإبداع الفني والوصول والمزاحمة والتنافس على أعلى المنافسات.كما أن الرغبة والاتجاه إلى العالمية أصبح مطلبا وضرورة ملحة تتطلب دعم الأندية في المشاركات والمسابقات العالمية تحت مظلة الجهات الرسمية، كما يمكن إدراج سهولة الوصول إلى المنتج الفني لأعمال الفنانين.وأتطلع بالفعل إلى أن نستفيد من هذا الحس الفني في تزيين الجداريات بمناطق المملكة والجهات والهيئات الحكومية.إن الفن ليس لوحة جدارية تتأملها في أبعادها، بل أصبح الفن علاجا يمارس في تقنية الشفاء والاستشفاء وهي مرحلة مهمة، نحن بحاجة إلى أن نتجاوز كثيرا من الصعوبات؛ لأن الدعم موجود والكوادر متوفرة والمبدعون منتشرون، فهذه البلاد ولادة في العطاء والنماء الذي يرسم صور استكمال التكامل الذي يعزز من العمل الإبداعي والمنجز الحضاري الذي نشهده في جميع المجالات،وماذا لو أقيمت ندوة أو ملتقى لجميع المهتمين والدارسين والمتذوقين للفن، لنجيب عن السؤال الأهم والمهم: ماذا نريد من الفنانين؟ وماذا يريدون؟الطموح يتجدد والحضور يؤكد الأبعاد الأكثر قيمة ومكانة في تتويج العطاء، لتشريف هذا الوطن بكل اتجاهاته الثقافية.[email protected]
مشاركة :