دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي تصدر "دليل الاحتضان العائلي"

  • 11/10/2022
  • 23:01
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي في 10 نوفمبر / وام / أصدرت دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي بالتعاون مع هيئة الرعاية الأسرية، الإصدار الأول من "دليل الاحتضان العائلي"، خلال فعالية نظمتها في مدينة العين، تزامناً مع اليوم العالمي للاحتضان الذي يوافق 9 نوفمبر من كل عام، والتي تخللها جلسة حوارية بعنوان " "أثر الاحتضان على الأسرة والطفل والمجتمع". حضر الجلسة معالي الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع، وسعادة مريم الرميثي، مدير عام مؤسسة التنمية الأسرية، وسعادة بشرى الملا مدير عام هيئة الرعاية الأسرية، وعدد من كبار المسؤولين إلى جانب مجموعة من الأسر الحاضنة . ويلقي الدليل الضوء على مفهوم الاحتضان والقوانين والأنظمة والمعايير الناظمة له، والخدمات الاجتماعية الموجهة للأسرة التي لديها الرغبة في احتضان الأطفال من فاقدي الرعاية الأسرية لمختلف الأعمار والفئات، لا سيما أصحاب الهمم، كما يتناول المهارات التربوية المتنوعة للتعامل معهم، والتعرف على البرامج المتوفرة لدى الهيئة وغيرها من الجهات الاجتماعية المعنية في المجتمع. يهدف الدليل إلى وضع إطار عملي وتشريعي للاحتضان ضمن نظام للرعاية البديلة"، وتحفيز الأسر الإماراتية على تربية وتنشئة الأطفال من فاقدي الرعاية الأسرية وفقاً لشروط ومعايير محددة، تضمن حماية الأسرة والطفل في ظل بيئة اجتماعية متوازنة ومتساوية في الحقوق والواجبات. وتعليقاً على إطلاق الدليل، قالت سعادة الدكتورة بشرى عبدالله الملا، مدير عام هيئة الرعاية الأسرية: يُعد الاحتضان أحد أهم الطرق للمحافظة على مستوى عالٍ من الاستقرار الاجتماعي في إمارة أبوظبي، ومن هنا وانطلاقاً من رؤية الهيئة وسعيها لتحقيق الرعاية والرفاهية الاجتماعية، أصدرنا دليل الاحتضان العائلي، لتحديد المبادئ والأطر والمعايير التي تحكم وتنظم عمليةاحتضان الأسرة للأطفال من فاقدي الرعاية الأسرية، وهدفنا هو ضمان سلاسة تمكين ودمج الطفل في المجتمع ليكون فاعلاً ومساهماً في تطوير الدولة والارتقاء بها في المستقبل. وأضافت سعادتها انه في ظل التحديات الكبيرة والمتسارعة التي يشهدها القطاع الاجتماعي العالمي، أصبح للاحتضان أهمية اجتماعية كبيرة، لكونه يلعب دوراً مهماً في تحقيق بيئة متوازنة تعزز من الهوية الوطنية، والقيم الأخلاقية، والمورث الثقافي والحضاري للشعوب والمجتمعات. وأكدت أن الهيئة تسعى من خلال الدليل إلى استدامة الاحتضان، وتعزيز جودة حياة أفراد المجتمع في بيئة أسرية توفر الحياة الكريمة للأطفال من فاقدي الرعاية الأسرية، لينشأ الطفل في كنفها بشكل طبيعي، للعبور إلى مستقبل يحاكي حقه وطموحه وآماله بالعيش والرفاه، ويواكب النهضة الشاملة في دولة الإمارات. وأشارت إلى أن الأسرة الإماراتية اليوم باتت ملمة وواعية وقادرة على التعاطيوالتعامل من التحديات الاجتماعية التي تعوق دون تحقيق التنمية المجتمعيةالشاملة، ودورنا يتمحور حول تسخير كافة الموارد من تشريعات وقوانين ولوائحوبرامج للنهوض بمجتمع إمارة أبوظبي، واستشراف الفرص والحلول المبتكرة التي تسهم بفاعلية في تحسين وتطوير رعاية أسرية متكاملة، تعزز الصورةالحضارية المشرقة للدولة في هذا القطاع الحيوي. من جهتها قالت سعادة الدكتورة ليلى الهياس المدير التنفيذي لقطاع التنمية المجتمعية في دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، تولي قيادتنا الرشيدة اهتماماً كبيراً لتوفير الدعم وتلبية احتياجات الأطفال المحتضنين والأسرة الحاضنة، وذلك لضمان توفير بيئة أسرية مستقرة وآمنة. حيث ستركز المنظومة على حزمة من الخدمات والمبادرات التي تدعم الأسر لفهم احتياجات وسيكولوجية الطفل المحتضن وذلك لضمان دمجه بشكل ناجح في الأسرة الحاضنة، مشيرة إلى أهمية الدليل في تسليط الضوء على العديد من المحاور الأساسية المعنية بالاحتضان والتي تمكن الأسر الإماراتية من التعرف عليها والأخذ بها في سبيل توفير الرعاية المتكاملة. وبناءً على هذا الدليل، تخضع الأسرة قبل الاحتضان إلى برنامج تدريبي مبدئي لتمكينها من الاستعداد النفسي لاستقبال الطفل من فاقدي الرعاية الأسرية، ويركز على عدة محاور منها؛ حقوق الطفل المحتضن ودور الأسرة الحاضنة في تلبية الاحتياجات النفسية والعاطفية للطفل المحتضن. كما زود الدليل الأسر الحاضنة بالآليات التي تدعمهم في مواجهة التحديات مع الأطفال المحتضنين ودمجهم في الأسرة الحاضنة والممتدة. ويشرح الدليل مفهوم الاحتضان لأفراد الأسرة، حيث يتم تشجيع أفراد الأسرة البيولوجية على مناقشة موضوع الاحتضان قبل وصول الطفل المحتضن وتوضيح أسبابه، وطلب الدعم في حال الحاجة من الجهات المختصة، وتوزيع الأدوار على أفراد الأسرة مما يجعلهم يشعرون بالمسؤولية المشتركة، حيث يعدون أساساً في نجاح عملية الاحتضان، وتوجيههم إلى كيفية بناء العلاقات الإيجابية مع الطفل المحتضن، وتنظيم الاجتماعات العائلية المستمرة للسير قدماً في إتمام إجراءات الاحتضان. كما تطرق الدليل إلى قوانين حقوق الطفل التي يجب على الأسرة الحاضنة أن تكون على علم بها، مثل "قانون وديمة" والقوانين المحلية والدولية الأخرى، كالحقوق الأساسية للطفل، والحقوق الأسرية للطفل المحتضن، والصحية، والاجتماعية، والثقافية، والتعليمية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الأعمال المحضورة على الطفل. وحول شروط التقدم للاحتضان، حدد الدليل الشروط التالية: أن تكون الأسرة مسلمة إماراتية مقيمة في الدولة، وأن تتكون من زوجين لا يقل عمر أي منهما 25 عاماً، وألا يكون قد سبق الحكم على أي من الزوجين في جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة، وإثبات خلو الزوجين من الأمراض المعدية والنفسية والاضطرابات العقلية التي تؤثر على صحة الطفل وسلامته، وذلك من خلال تقرير صادر من جهة طبية رسمية، وأن تكون الأسرة قادرة على إعالة أفرادها و الطفل المحضون مادياً، وأن تتعهد الأسرة بحُسن معاملة الطفل وتربيته تربية صالحة، والاهتمام بصحته، وتعليمه، وحمايته. كما يجوز للجنة المختصة التوصية بالسماح وفق قانون مجهولي النسب باحتضان طفل من قبل امرأة مواطنة مسلمة مقيمة في الدولة لا يقل عمرها عن ثلاثين عاماً، غير متزوجة أو مطلقة أو أرملة أو غاب عنها زوجها غيبةً متقطعة على أن تكون قادرة على إعالة الطفل مادياً. بالإضافة إلى ذلك يجوز احتضان الطفل تحت سن 18 عاماً في حال توفرت أسرة حاضنه أو أم حاضنة ترغب باحتضان الطفل ممن تعدى عمره سنتين، وتطبق جميع معايير وشروط الاحتضان من خال مقابلة الأسرة وتطبيق الاختبارات النفسية والزيارات المنزلية ومقابلة الأسرة الممتدة، وتوقيع الاتفاقية الخاصة بالاحتضان والالتزام بما جاء فيها. وحول إجراءات الاحتضان حدد الدليل مجموعة من المراحل التي يحكمها قرار وزاري يدعم حقوق الطفل المحتضن، حيث على الأسرة الراغبة في الاحتضان،أن تتقدم بطلب حضانة طفل لدى الهيئة بعد إنشاء ملف لها، واستيفاء شروط الاحتضان وإرفاق المستندات المطلوبة، وتقوم الهيئة بمراجعة الأنظمة والسياسات والإجراءات الخاصة بالاحتضان العائلي، ومن ثم دراسة الطلبات والتأكد من استيفائها للشروط والمعايير، وإخطار الأسرة بالموافقة وبدء برنامج تقديم الطفل للأسرة الحاضنة، وأخيراً بدء الأسرة الحاضنة بمتطلبات الاحتضان النهائية. في حال استيفاء أو عدم استيفاء الشروط الواجب توفرها في الأسرة الحاضنة، سيتم إبلاغها بشكل رسمي إما برفض الطلب أو الموافقة عليه. وفيما يتعلق بمرحلة بدء الاحتضان، يشير الدليل إلى أن الأسرة قد تواجه بعض التحديات في التعامل مع الطفل، خاصة تلك المتعلقة بالجوانب العاطفية وكذلك عملية التأقلم معه، إذ من الطبيعي أن يتساءل الطفل المحتضن عن أسرته الحقيقية مع أنه من الصعب مصارحة الطفل عن واقعه، إلا أنه أمر حاسم لا بد منه. يبين الدليل الطرق التي تستطيع من خلالها الأسرة الحاضنة مساعدة الطفل على التأقلم مع وضعه الجديد، من خلال تعريفه بعملية الاحتضان، ومناقشة موضوع الاحتضان معه والفرق بين الأسرة الحاضنة وأسرته البيولوجية، بالإضافة إلى تنظيم أنشطة دورية في الكثير من الفعاليات للاحتفاء بالاحتضان، وبناء علاقة قوية مع عائلات حاضنة أخرى، والتخطيط لأنشطة تؤسس لتكوين ذكريات وعلاقات أسرية مع الأسرة الجديدة، فضلاً عن وجود العديد من الأدوات التي تقدمها هيئة الرعاية الأسرية لدعم الأسر الحاضنة بهذا الشأن. وتناول الدليل أبرز الأدوار التي تقوم بها هيئة الرعاية الأسرية لدعم الأسرة في كيفية التعامل مع الطفل المحتضن، من خلال مجموعة من المهارات التي يجب استخدامها، وتحددها حالة الطفل وردة فعله، وبذلك تُساهم الأسرة في مساعدة الطفل على تخطي صدمة الماضي وتحقق ديمومة المشاعر الإيجابية. ويوضح الدليل عدد من المحاور المهمة التي على الأسرة مراعاتها عند احتضان الأطفال وأبرزها؛ مصارحة الطفل المحتضن بواقعه، الأمر الذي يجب أن يبدأ من المراحل الأولى عند استقباله في الأصرة، وأهمية إجراء الفحوصات الصحية الدورية للأطفال المحتضنين، وتدابير حماية الطفل المحتضن، والسلامة العاطفية. وقد تم تفصيل هذه المحاور بشكل شامل خلال الدليل.

مشاركة :