التواجد السعودي مناخياً - خالد بن حمد المالك

  • 11/11/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كان الحضور السعودي في قمة التغير المناخي في شرم الشيخ لافتاً، فقد كان على رأس الوفد السعودي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، وكان هناك مجموعة من الوزراء والخبراء الذين أثروا الاجتماع بأوراق عمل في كل مسارات التغير المناخي، ووظفوا خبراتهم وتجاربهم في إثراء الاجتماع بكثير من الاقتراحات والرؤى ووجهات النظر. * * في الملفات السعودية، وتحديداً حين كان الكلام عن مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، تم إلقاء الضوء على أبرز التحديات المناخية التي تواجه المنطقة، والتقدُّم الذي تم إحرازه منذ القمة الافتتاحية في العام 2021م، مع الإعلان عن برامج جديدة ضمن إسهام المملكة في تسريع العمل المناخي بالمنطقة. * * لقد أتاحت القمة الافتتاحية لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي كان قد استضافها الأمير محمد بن سلمان إجراء أول حوار إقليمي من نوعه بشأن المناخ، حيث اتفق المشاركون من أكثر من 20 دولة على ضرورة التعاون وتوحيد الجهود لمواجهة تغير المناخ . * * وفي المقابل فقد شهد منتدى مبادرة السعودية الخضراء عام 2022 مشاركة نخبة من الوزراء وخبراء المناخ حول العالم، وهناك رسائل استراتيجية لمبادرة السعودية الخضراء، تحت شعار من «الطموح إلى العمل» حيث يركز المنتدى على أفضل الممارسات، ويسلِّط الضوء على تقدُّم المملكة في مجال العمل المناخي. * * ولإبراز هذا الجهد المقدَّر، فقد كان «معرض مبادرة السعودية الخضراء» الذي أخذ مكاناً مميزاً في شرم الشيخ، وتميَّز بسعته، وحسن تنظيمه، وتركيزه على رحلة الانتقال الأخضر للمملكة، حيث ترسم مبادرة السعودية الخضراء توجّه المملكة نحو حماية الأرض والطبيعة، وصولاً إلى تحسين جودة الحياة، وحماية الأجيال القادمة بزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة. * * لكن الأهم في المشاركة السعودية في مؤتمر (كوب27) تلك الكلمة المهمَّة التي ألقاها سمو الأمير محمد بن سلمان، وفيها أعلن استضافة المملكة مقر الأمانة العامة لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وقرارها الإسهام بمبلغ مليارين وخمسمائة مليون دولار دعماً لمشروعات المبادرة، وميزانية الأمانة العامة على مدى عشر سنوات، تأكيداً من المملكة على التزامها بجهود الاستدامة الدولية. * * أكثر من هذا, فقد أعلن سمو ولي العهد في كلمته عن استهداف صندوق الاستثمارات العامة الوصول إلى الحياد الصفري لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2030 من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون ليكون من أوائل صناديق الثروة السياسية عالمياً، والأول في منطقة الشرق الأوسط في استهداف الوصول للحياد الصفري بحلول عام 2050 بما يعزز دور الصندوق لاعباً رئيساً في دعم الجهود العالمية في مواجهة تحديات المناخ. * * لهذا لم يكن مستغرباً أن يثمِّن القادة المجتمعون جهود المملكة في مجال المحافظة على البيئة، والحد من آثار التغير المناخي، أمام مبادرات المملكة، ودعمها المالي الكبير لمواجهة هذا التحدِّي الخطير الذي يُعرِّض حياة الناس للخطر، وتعاونها مع الدول في عمل لا يتوقَّف ثنائياً من جهة، وضمن المشاركات الجماعيَّة من جهة أخرى.

مشاركة :