تعليق: العواقب الوخيمة التي ستترتب عن رفع أمريكا مستوى ترسانتها النووية في أوروبا

  • 11/10/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

وفقًا لتقرير "بوليتيكو" الأمريكي، أخبر المسؤولون الأمريكيون حلفاء الناتو الأوروبيين خلال اجتماع مغلق في بروكسل ببلجيكا، أن أمريكا ستسرع في القنبلة النووية التكتيكية "بي61- 12" المتحدثة في العديد من قواعد "الناتو" في أوروبا. وستصل هذه القنبلة النووية التكتيكية، التي كان من المقرر أصلاً تسليمها الربيع المقبل، إلى أوروبا في ديسمبر من هذا العام. وردا على ذلك، رفضت وزارة الدفاع الأمريكية إعطاء تفاصيل، قائلة إن العمليات ذات الصلة "لم يتم تسريعها" و "لا علاقة لها بالوضع الحالي في أوكرانيا"، لكنها أقرت أيضًا بأن "استبدال الإصدار القديم بـ " بي 61-12"جزء من خطة طويلة المدى وجهد تحديث للترسانة النووية الأمريكية ". القنبلة النووية " بي 61-12"هي أحدث طراز لسلسلة القنابل النووية التكتيكية الأمريكية " بي 61"، كما أنها أحد الأسلحة الأساسية لنظام الضربات النووية التكتيكية للجيش الأمريكي في المستقبل. وبغض النظر عن مدى مراوغة الجانب الأمريكي، فإن رغبته في تحديث الترسانة النووية الأوروبية هي بالفعل علنيا. ووفقًا لتقرير "الجارديان" البريطاني، فإن وثيقة ميزانية الدفاع للسنة المالية 2023 التي قدمتها إدارة بايدن إلى الكونجرس الأمريكي تظهر أن امريكا تخطط لاستثمار 384 مليون دولار أمريكي في تحديث منشآت تخزين القنابل النووية في ست دول أعضاء في الناتو، بما في ذلك المملكة المتحدة وبلجيكا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وتركيا، حتى يكون لديها القدرة على نشر القنبلة النووية " بي 61-12". وفي الوقت الذي تستمر فيه الصراعات الجيوسياسية، فإن النشر السريع لأسلحة نووية تكتيكية جديدة من قبل أمريكا في أوروبا سيؤدي إلى العديد من العواقب الوخيمة. أولاً، زيادة تصعيد النزاع الروسي الأوكراني المتعثر يعتبر الصراع بين روسيا وأوكرانيا أكبر أزمة أمنية تواجه أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. وإن تجاهل أمريكا وحلف شمال الأطلسي المخاوف الأمنية الروسية، والضغط خطوة بخطوة على الفضاء الأمني الروسي، وإثارة النزاعات بين روسيا وأوكرانيا وخلق الانقسامات في أوروبا هي الأسباب الرئيسية لاندلاع الأزمة. ومع ذلك، تواصل أمريكا في هذه المرحلة من التوتر والمخاطر، تصعيد ترسانتها في أوروبا وتتعمد تصعيد مواجهتها النووية مع روسيا، الأمر الذي يضيف بلا شك الزيت للصراع بين روسيا وأوكرانيا. وأشار لسفير الروسي في أمريكا، أناتولي أنتونوف، مؤخرًا إلى أن الدول المسلحة نوويًا تتحمل مسؤولية خاصة لمنع تصعيد الموقف، ويجب على أمريكا سحب جميع الأسلحة النووية المنتشرة في الخارج إلى وطنها. ثانياً، زيادة مخاطر "الانتشار النووي" في أوروبا وحول العالم وفقًا للتصميم، يمكن حمل القنبلة النووية" بي 61-12" بواسطة مقاتلين وقاذفات من أمريكا والدول الأعضاء الأخرى في الناتو، مما يقلل بشكل كبير من عتبة استخدام الأسلحة النووية ويزيد من خطر استخدامها في القتال الفعلي. ونشر أمريكا لقنبلة النووية" بي 61-12"في اوروبا سيزيد من "الخطر النووي" في الاخيرة، وسيكون له تأثير سلبي خطير على الأمن والاستقرار الاستراتيجيين لأوروبا والعالم وكذلك على نظام الحد من التسلح الدولي. تنكشف أنانية أمريكا من خلال تصعيد الأسلحة النووية التكتيكية في أوروبا على حساب الأمن الأوروبي والعالمي. من ناحية، عززت أمريكا قدرتها القتالية النووية في أوروبا، وبالتالي ردع روسيا. ومن ناحية أخرى، فإنها تنتهز الفرصة لتعزيز السيطرة النووية على أوروبا وتعطيل عملية الاستقلال الدفاعي الأوروبي. وفي النهاية، لا تزال عقلية الحرب الباردة العميقة الجذور ومنطق الهيمنة الضيقة والمتطرفة تعمل. خوض الحرب النووية خطير، ولن يكون هناك فائزا. وقد حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن الإنسانية "على بعد مجرد سوء فهم واحد، وسوء تقدير واحد" عن الإبادة النووية. إن هوس أمريكا بتحديث ترسانتها النووية لم يؤذي أوروبا فحسب، بل يضر بالعالم أيضًا.

مشاركة :