أظهرت بيانات رسمية، اليوم الجمعة، انكماش الاقتصاد البريطاني 0.2 في المائة، في الأشهر الثلاثة حتى سبتمبر (أيلول)، وهو الأمر الذي يُتوقع أن يكون بداية ركود يستمر لأمد طويل. وكان خبراء، استطلعت وكالة «رويترز» للأنباء آراءهم، قد توقعوا انكماشاً أكبر عند 0.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث. وذكر بنك إنجلترا، الأسبوع الماضي، أن الاقتصاد البريطاني سيدخل في ركود يستمر لعامين إذا ارتفعت أسعار الفائدة بالمقدار الذي يتوقعه المستثمرون. وأشار إلى أنه حتى لو لم تُرفع الفائدة فإن الاقتصاد سينكمش في خمسة من ستة أرباع حتى نهاية عام 2023. وتعليقاً على هذا الواقع، قال وزير المال جيريمي هانت لتلفزيون «سكاي نيوز» إن أفضل طريقة لمساعدة الذين يعانون من ضائقة مالية هي «وضع خطة تخفض التضخم وتخفض الضغط التصاعدي على أسعار الفائدة». وفي سياق الأزمة الاقتصادية التي تشهدها بريطانيا، قال وزير المال السابق كواسي كوارتنغ إنه حذر رئيسة الوزراء السابقة ليز تراس من أنها تسير بسرعة كبيرة في خططها الرامية إلى إنعاش الاقتصاد، والتي أدت في النهاية إلى انقلاب حزب المحافظين عليها واستقالتها، ثم انتخاب ريشي سوناك زعيماً للحزب وبالتالي توليه رئاسة الوزراء. وكشف أنه قال لها إن إزاحته من منصبه ستكون عملاً «مجنوناً» وأنها لن تصمد في منصبها إلا «ثلاثة أو أربعة أسابيع» إن فعلت ذلك. وأضاف «لم أكن أعلم أن الأمر سيستغرق ستة أيام فقط» لتخرج تراس من 10 داوننغ ستريت. وقد أقيل كوارتنغ من منصبه في أكتوبر (تشرين الأول) بعدما أثارت الميزانية المصغّرة التي وضعها اضطرابات في الأسواق المالية. وسارعت تراس إلى التخلي عن الخطة في محاولة للبقاء في السلطة، لكنها أعلنت استقالتها بعد بضعة أيام في ظل تعاظم المعارضة بوجهها.
مشاركة :