تصاعدت الحرب الكلامية بين باريس وروما عقب رفض إيطاليا السماح برسو سفينة إنقاذ تحمل أكثر من حوالي 230 مهاجرا، والتي قبلت فرنسا استقبالها "استثنائيا". ووزير فرنسي يكشف عن الكيفية التي سيتم التعامل بها مع هؤلاء المهاجرين. تقول إيطاليا إن الدولة التي تحمل السفن علمها هي المسؤولة عن اللاجئين دانت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني الجمعة (11 نوفمبر/تشرين الثاني 2022) رد فعل فرنسا، معتبرة أنه "عدائي وغير مفهوم وغير مبرر"، بعد إعلان باريس إجراءات انتقامية ضد روما بسبب رفضها السماح برسو سفينة تقل مهاجرين. وقالت ميلوني: "تأثرت بشدة برد فعل الحكومة الفرنسية العدائي وغير المفهوم وغير المبرر". كان وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان قد أعلن يوم الخميس، أن سفينة الإنقاذ البحري أوشن فايكنغ التي تقل نحو 230 مهاجراً تلقت أوامر بالاتجاه صوب ميناء تولون العسكري في جنوب فرنسا بدلاً من الرسو في إيطاليا، بعد مواجهة دبلوماسية مع إيطاليا أججت التوتر بين البلدين. وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرار دارمانان عقب اجتماع لمجلس الوزراء "أوضحت بناء على طلب رئيس الجمهورية أننا نستقبل السفينة بصورة استثنائية نظراً لإخضاع السلطات الإيطالية الركاب لفترة انتظار استمرت 15 يوماً في البحر". ودان دارمانان "الخيار غير المقبول" والمخالف لـ"القانون الدولي"، لإيطاليا التي رفضت بقيادة حكومة جديدة يمينية متطرفة استقبال السفينة . وأكد دارمانان أنه سيتمّ "نقل ثلث" الركاب إلى فرنسا، وثلث آخر إلى ألمانيا. ولفت إلى أن الركاب الذين لا يستوفون شروط طلب اللجوء "سيتم ترحيلهم مباشرة"، دون تقديم تفاصيل إضافية. أزمة سفن إنقاذ المهاجرين تتصاعد وكانت الحكومة الإيطالية قد أبقت العديد من القوارب وركابها منتظرين في البحر ليومين، ما أدى إلى نقد واسع النطاق وأسفر عن دخول بعض المهاجرين في إضراب عن الطعام. ولم يتم السماح بنزول سوى الركاب الذين هم في حالة صحية سيئة بشكل واضح. وتم إجلاء أربعة مهاجرين الخميس، ثلاثة منهم لأسباب طبية وشخص مرافق، إلى باستيا (كورسيكا)، من أصل 234 على متن السفينة. وأوضحت متحدثة باسم منظمة "اس او اس متوسط" غير الحكومية التي تدير سفينة "اوشن فايكينغ" أنّ أحد هؤلاء المرضى "في وضع غير مستقر ولم يكن يتجاوب مع الرعاية المقدمة على متن السفينة منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر. وتعرض الاثنان الآخران لإصابات في ليبيا (...) وقد يعانيان من تداعيات طويلة الأمد". وشددت الحكومة الإيطالية اليمينية الجديدة سياسة الهجرة ولا تريد السماح بدخول سوى الذين يحتاجون لمساعدة طبية على البر. وبحسب وزير الداخلية ماتيو بيانتيدوسي، يجب عودة البقية إلى المياه الدولية. وتقول إيطاليا إن الدولة التي تحمل السفن علمها هي المسؤولة عن اللاجئين، ما يعني الدول المسجلة السفن بها، ولكن المنقذين يقولون إن القانون الدولي ينص على أنه يجب جلب الأشخاص الذين تم إنقاذهم إلى أقرب ميناء آمن. غضب فرنسي واستنكار إيطالي وفي حين رأى دارمانان أن قرار استقبال سفينة إنقاذ في فرنسا للمرة الأولى "واجب إنساني"، وعبّر عن غضب باريس قائلاً "يجب أن نتمكن من الآن فصاعداً من تنظيم الأمور بشكل مختلف لكي لا تتمكن إيطاليا من الاستفادة من التضامن الأوروبي وتتصرّف بأنانية عندما يصل لاجئون وخصوصاً أطفال" إلى موانئها. وردًا على ذلك، قررت فرنسا التعليق "الفوري" لمشروع مقرر للصيف باستقبال 3500 لاجئ متواجدين حاليًا في ايطاليا. وأكد الوزير الفرنسي أنه "ستكون هناك عواقب وخيمة" جراء الموقف الإيطالي على "علاقاتنا الثنائية". وأثار استقبال القارب غضب اليمين المتطرف في فرنسا ولاسيما رئيسة حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف ماري لوبان التي رأت في ذلك "علامة دراماتيكية على التراخي". وكتبت لوبن على تويتر "بهذا القرار لم يعد ( إيمانويل ماكرون ) قادراً على جعل أي شخص يعتقد أنه يريد وضع حد للهجرة الجماعية والفوضوية". وقال مصدر مطلع لفرانس برس "إنها نقطة تحول رئيسية"، في إشارة إلى "السابقة السياسية التي خلقها الوضع". وتساءل "من الآن فصاعداً هل ستتوجه السفن الإنسانية إلى فرنسا عندما تغلق إيطاليا موانئها؟". في المقابل استنكر وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي الخميس القرار الفرنسي باتخاذ اجراءات انتقامية بحق روما لرفضها السماح لسفينة تقل مهاجرين بالرسو في موانئها، ما أجبر فرنسا على استقبالها، واعتبره "غير مفهوم تماما". وقال في بيان "رد فعل فرنسا على طلب استقبال 234 مهاجراً، بينما استقبلت إيطاليا 90 ألفاً هذا العام، غير مفهوم على الإطلاق". ومنذ حزيران/يونيو يتوقع نظام لإعادة التوطين كان شهد مرحلة أولى في العام 2019، أن تستقبل عشرات الدول الأعضاء وبينها فرنسا وألمانيا طوعًا 8000 مهاجر وصلوا إلى بلدان مثل إيطاليا، بالقرب من الساحل الليبي. ومع ذلك، لم ينقل سوى 164 مهاجراً فقط في العام 2022 من إيطاليا إلى الدول الأعضاء الأخرى بينهم 117 بموجب الآلية المعتمدة في حزيران/يونيو. وتعتبر إيطاليا العدد غير كافٍ مؤكدةً وصول نحو 88100 شخص إلى سواحلها منذ 1 كانون الثاني/يناير. ع.ح./ع.ج.م. (أ ف ب ، د ب ا)
مشاركة :