حزب الله يحدد على مقاسه مواصفات رئيس لبنان

  • 11/11/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت - طرح الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله مساء اليوم الجمعة مواصفات الشخصية التي يفترض أن يتم انتخابها في البرلمان لرئاسة لبنان، مقدما تفصيلات على مقاس حزبه المدعوم من إيران، مشددا على أن من سيخلف الرئيس السابق ميشال عمون يجب أن "غير خاضع للولايات المتحدة" و"مطمئن للمقاومة"، فيما تشدد معظم القوى السياسية على ضرورة أن يكون الرئيس القادم مستقلا ولاؤه للبنان وليس لأي جهة أخرى وهذا عرف متفق عليه سياسيا. لكن اللافت هو تأكيد نصرالله على ضرورة أن يكون "مطمئنا للمقاومة" بمعنى أن لا يخوض في مسألة ملحة وخلافية تتعلق بسلاح حزب الله وضرورة حصر السلاح بيد الدولة. كم حسم أيضا في أمر المرشح أحد أكبر خصومه وهو ميشال معوض الذي يهاجم الجماعة الشيعية بانتظام ويتمسك بحصر السلاح بيد الدولة. ومنذ شغور موقع الرئاسة نهاية أكتوبر/تشرين الأول لزم حزب الله الصمت، بينما تؤكد مصادر محلية أنه يجري في الغرف المغلقة للحزب وحلفائه مناقشة من سيخلف عون الذي كان حليفا لحزب الله وأنهى عهدته الرئاسية بصفر انجازات باستثناء اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل. وحتى هذا الاتفاق عزاه عون ذاته لحزب الله والضغوط التي مارسها على إسرائيل. وأضاف نصر الله الذي يهيمن تنظيمه على الحياة السياسية في لبنان "لا نريد رئيسا يغطي المقاومة أو يحميها. المقاومة في لبنان ليست بحاجة لغطاء أو حماية، وما نريده رئيس لا يطعنها في ظهرها ولا يبيعها". وانتهت ولاية الرئيس ميشال عون وهو حليف لحزب الله في 31 أكتوبر/تشرين الأول وقد اجتمع مجلس النواب المنقسم بشدة، خمس مرات حتى الآن بدون أن يتمكن من انتخاب خلف له، فيما البلاد غارقة في أزمة اقتصادية غير مسبوقة. وخلال الجلسات البرلمانية المخصصة لانتخاب رئيس، صوّت المعسكر المناهض لحزب الله لمرشح يعتبر مقربا من الولايات المتحدة هو النائب ميشال معوض، في حين صوّت المعسكر الذي يتزعمه حزب الله بأوراق بيضاء بدون إعلان دعمه لمرشح ما. وتابع نصر الله "المقاومة كجزء كبير من الشعب اللبناني، تريد رئيسا للجمهورية في (القصر الرئاسي في) بعبدا مطمئنا للمقاومة ونريده شجاعا يبدي مصلحة لبنان على مصلحته الشخصية ولا يخاف ولا يباع ولا يشترى". وقال أيضا "الفراغ في الرئاسة ينعكس على كل اللبنانيين والوضع اللبناني والمصلحة الوطنية الكبرى هي أن ينتخب رئيس في أسرع وقت ممكن ولا نظن أن أحدا يريد الفراغ الرئاسي في لبنان"، مبديا رغبته في انتخاب رئيس غير خاضع للولايات المتحدة التي اتّهمها بأنها "تتدخل في أصغر التفاصيل الحكومية والوزارية في لبنان". وقال "مع الرئيس العماد ميشال عون سواء أحببته أم لا على مدى 6 سنوات كانت هذه المقاومة التي سطرت معادلات الردع ودافعت عن لبنان وكانت عاملا حاسما في انجاز الحدود البحرية، كانت آمنة الظهر لأنه كان في بعبدا رجل شجاع لا يباع أو يشترى ولا يخاف". وفي 2016 وبعد أكثر من عامين من فراغ في سدة الرئاسة، انتخب عون رئيسا بعد 46 جلسة إثر تسوية بين الفرقاء السياسيين. ورغم أن عدم احترام المهل الدستورية شائع في لبنان، يأتي الفراغ هذه المرة مع وجود حكومة تصريف أعمال عاجزة عن اتخاذ قرارات مهمة في وقت يشهد لبنان منذ 2019 انهيارا اقتصاديا صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم.

مشاركة :