يدرك الفلسطينيون صعوبة الذهاب إلى انتخابات برلمانية ورئاسية، لمواجهة الأزمة التي تمر بها الساحة السياسية الفلسطينية، مع أن غالبيتهم يرون في هذا الخيار، السبيل الأفضل والأوحد، لاستعادة الوحدة الوطنية، التي لا يزال قطبا الانقسام (فتح وحماس) يماطلان في تحقيقها، رغم «إعلان الجزائر» الذي أبرمه الطرفان أخيراً. ويجتهد نشطاء وحراكيون لإجراء انتخابات عامة في فلسطين، يقول من خلالها الشعب كلمته، ويختار من يراه مناسباً لتمثيله، في مواجهة المرحلة المصيرية، خصوصاً بعد إجراء انتخابات خامسة في إسرائيل خلال السنوات الأربع الأخيرة، وإجراء الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي يضغط على القيادة الفلسطينية، لإعادة تقييم الأوضاع، والنزول إلى رغبة الشارع باللجوء إلى صندوق الاقتراع. العملية الديمقراطية وحسب مراقبين، فإن الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، فتحت شهية الفلسطينيين لخوض العملية الديمقراطية بعد طول غياب، إذ إن آخر انتخابات شهدتها الأراضي الفلسطينية مضى عليها أكثر من 16 عاماً. يعلّق الكاتب والمحلل السياسي رائد عبد الله لـ«البيان» فيقول: «في كل مرة يختلف فيها الإسرائيليون، يذهبون إلى الانتخابات، بحثاً عن الحلول للأزمات السياسية، أما نحن الفلسطينيين فيبدو أن كل انتخابات العالم لا تستفزنا أو تغرينا، علماً بأنها الرد الأمثل للخروج من حالة الاستعصاء السياسي، وكسب احترام المجتمع الدولي»، منوهاً إلى أن الحل بيد القيادة الفلسطينية. وبات واضحاً أن الخطوة الأولى باتجاه إجراء انتخابات فلسطينية عامة يجب أن تصدر من رأس الهرم في السلطة الفلسطينية، والمقصود هنا الرئيس محمود عباس خصوصاً وأن هذه الانتخابات طال انتظارها، وطبقاً لمراقبين فقد آن أوانها، وبغيرها ستظل الساحة الفلسطينية تركض وراء سراب. في الأيام الأخيرة، تشكلت في فلسطين، ما عرفت بـ«هيئة توجيه وطني» وتضم في عضويتها 91 شخصية سياسية وطنية واعتبارية، لمتابعة ودعم الجهود الشعبية، الضاغطة لإجراء انتخابات فلسطينية شاملة، وانتخاب مجلس وطني يمثل نحو 14 مليون فلسطيني في الوطن والشتات، بما يفضي إلى إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية. وتدعم الهيئة جهود الجزائر في إجراء انتخابات فلسطينية عامة. وحسب رئيس اللجنة التحضيرية للهيئة، السياسي البارز عمر عساف، فإن الهيئة تقوم على مبادىء قوامها: وحدة الشعب واحترام رأيه من خلال الانتخابات. يشار إلى أن القوى الأمنية الفلسطينية اعتقلت عساف قبل اجتماع لـ«المؤتمر الشعبي» الذي يطالب بالإصلاح والانتخابات. وتنهج الهيئة، إشراك كافة القوى السياسية الفاعلة، من خلال إجراء انتخابات للمؤسسات والأطر الوطنية كافة، والاحتكام إلى صندوق الاقتراع، على أن يتولى المنتخبون تغيير الواقع السياسي الفلسطيني، وتشكيل مجلس وطني تنبثق عنه هيئة لإدارة شؤون الفلسطينيين الحياتية واليومية، ومن ثم خلق كتلة شعبية ضاغطة، تدفع باتجاه تغيير الواقع وكسر الجمود. ويرى المحلل السياسي هاني المصري، أن الانتخابات يمكن أن تكون فرصة للتغيير، بيد أن هذا يحتاج لأن تكون الانتخابات تعددية وتنافسية، تشارك فيها قوائم ذات رؤية بأهمية وأولوية التغيير والتجديد والإصلاح السياسي والديمقراطي الشامل، وطرح برنامج ملموس بحيث يكون متعدد الأبعاد السياسية والاقتصادية وقابلاً للتحقيق، ولديه القدرة على أن يبعث الأمل الغائب الذي طال انتظاره. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :