هم يعرفون ذلك الشخص إنه طيب وخلوق ولكن أنت لا تعرفه جيداً

  • 11/12/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

إن في هذه الحياة هناك أشخاص نعرفهم وهم أصدقائنا ونجلس ونخرج معهم ونرى أن لديهم الأخلاق الحسنة والعادات الطيبة بل بين فترة وأخرى نشعر بالراحة والمعزة تجاههم لدرجة تصل إلى أن عندما نرى أشخاص يخطئون في حقهم نقوم بالدفاع عنهم والوقوف معهم، من خلال ذكر محاسنهم وصفاتهم الإيجابية بسبب حبنا واحترامنا لهم وحسن العشرة بيننا وبينهم. والشخص الذي لا يملك معرفة واسعة بذلك الشخص الغريب يرتكب خطأ وظلم بحقه عندما يتحدث عنه بسوء ويرمي عليه الكلام السلبي في المجالس وغيرها من أماكن أخرى، لأنه في الأصل لم يلتقي به على أرض الواقع ولم يتعرف عليه، فكل هذه الأحاديث ناتجة عن انتقام وحسد وسوء ظن، إضافة إلى ذلك حب نشر الفتنة بين أفراد المجتمع. وهؤلاء العينات الذين يتسرعون في أخذ الأحكام المتسرعة تجاه الناس دون معرفة لهم يعانون من مشاكل وعقد نفسية في شخصياتهم، خاصة عندما يرون أشخاص معينين جالسين في مكان محدد؛ فيذكرون صفات صديقهم الطيب والخلوق ومدى محبتهم له. فهناك أشخاص لا يرتاحون بل يحقدون على كل إنسان يحمل سلوكيات جميلة وإيجابيات، ولهذا ترى هؤلاء ينقبون عن سلبيات وزلات الإنسان الذي يكرهونه أما بسبب سوء الفهم أو النية لديهم وأحيانا يكون ذلك؛ بسبب تصديق القيل والقال تجاه ذلك الإنسان دون التعرف عليه والسؤال عنه من قبل الأفراد الأوفياء والأمناء الذين يعرفونه بشكل كبير ودقيق. فليس كل شخص غريب علينا ولا نعرفه شخصيا يعتبر شخصية شيطانية وشريرة؛ فهذا المفهوم الخاطئ جعل مجتمعاتنا المعاصرة تقع في مستنقع الفوضى والدمار النفسي والخراب، وكل ذلك بسبب النظرة الضيقة تجاهه الشخصية غير معروفة، وخصوصا ولو كانت تسيطر علينا تلك الأفكار السلبية والاعتقدات الخاطئة التي تجعلنا نسيئ الظن بالناس ونحكم عليهم من أول نظرة ولقاء. ليتنا نتريث في طريقة تعاملنا مع الغرباء والناس بشكل عام حتى لا نظلمهم ونعتدي عليهم وعلى حقوقهم، وأن نأخذ فترة طويلة عند لحظة التعرف عليهم وعلى شخصياتهم البشرية.

مشاركة :