ماهو معنى الآية التي يقرر فيها الله تعالى الغاية من بعثة النبي عليه السلام (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)؟ معناها أن الغاية من رسالة الإسلام هي تخفيف معاناة العالمين وليس فقط المسلمين، هذا هو المعنى الحقيقي غير المجير للأهواء الذي يجب أن تتم التوعية الدينية والأخلاقية به حتى لا نرى من يزعم أنه أقام خلافة بجماعة إرهابية كداعش على منهاج النبوة وهي سلوكها سلوك الشياطين، فمن هو على منهاج النبوة يكون سلوكه الفردي والجماعي هو التطوع للعمل في الهيئات والجمعيات التي تخفف المعاناة عن العالمين كالجمعيات الخيرية، ويكون سلوكه في حياته الخاصة هو تخفيف المعاناة الدنيوية عن أهله ومحيطه ومن يصلهم أثره بأقصى ما يمكن، فحتى في أحسن أحوال الرفاه فللدنيا معاناة لا يمكن أن ينجو منها إنسان كالمرض والشيخوخة وفراق الأحبة وتغير الأحوال والتخوف من المجهول، ولنتأمل ما يحصل في سورية من إيقاع للمعاناة بأقصى صورها على الأبرياء سواء من قبل النظام السوري وإيران وروسيا من جهة ومن جهة أخرى الجماعات المتطرفة التي تزعم أنها جاءت لنجدة السوريين وأنها تتبع منهاج النبوة بينما سلوكها لا يختلف بشيء عن سلوك النظام السوري، ولهذا يقال إن الثورات لا تحدث تغييرا حقيقيا إيجابيا بل تزيد الوضع سوءا، فبدل الرأس الذي يتم خلعه تنبت عشرات الرؤوس، ولهذا لا يوجد تشويه لصورة الإسلام محليا وعالميا يمكن أن يصل للدرجة الفاحشة التي وصل إليها بسلوك الجماعات الإرهابية التي تزعم أنها إسلامية وعلى منهاج النبوة وتنصر الإسلام والمسلمين، بينما في الواقع واضح أنها دمرت الدول الإسلامية ودمرت المسلمين وجعلت حياتهم جحيما سواء في الدول الإسلامية أو الدول الأجنبية التي هم فيها أقلية، حيث إن الأعمال الإرهابية جعلتهم يتعرضون للاضطهاد والهجمات الانتقامية من الغوغاء، وصار كل المسلمين متهمين حتى تثبت براءتهم، ولو أنه من باب العدل يجب الاعتراف بتسامي الخطاب الرسمي والسياسات الرسمية في بعض الدول الأجنبية إذا أن رؤساء تلك الدول حتى وهم في أوج الصدمة من العمليات الإرهابية ضد أبريائهم على أرضهم دافعوا عن الإسلام وقالوا إن تلك العمليات الإرهابية لا تمثله ولا تمثل المسلمين.
مشاركة :