قفزت أسعار النفط أمس بأكثر من 3 في المائة بعد أن خففت السلطات الصحية في الصين بعض القيود المشددة لمكافحة فيروس كورونا في البلاد، ما عزز الآمال في تحسن النشاط الاقتصادي والطلب في أكبر مستورد للخام في العالم، إضافة إلى انحسار المخاوف من حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة. وبحسب "رويترز"، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.89 دولار أو 3.1 في المائة إلى 96.56 دولار للبرميل خلال التعاملات أمس. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 3.24 دولار أو 3.8 في المائة إلى 89.71 دولار للبرميل. بدوره، قال كوميرتس بنك "الخطوات الصغيرة الأولى نحو تخفيف اللوائح التي أعلنتها الحكومة الصينية سمحت لأسعار النفط بالارتفاع مرة أخرى، على الرغم من أن هذا لا يشكل بأي حال من الأحوال خروجا عن سياسة البلاد الصارمة المتعلقة بصفر كوفيد". وأكد محللون أن أسعار النفط انتعشت أمس مع انخفاض الدولار بعد أن أظهرت بيانات الخميس أن التضخم الأمريكي كان أضعف من المتوقع، ما حد من توقعات الرفع الحاد لأسعار الفائدة. ويعزز ضعف الدولار الأمريكي الطلب على النفط لأنه يجعله أرخص للمشترين من حائزي العملات الأخرى. يأتي ذلك في وقت قالت فيه وزارة الخزانة الأمريكية إن الولايات المتحدة ستسمح باستمرار بعض المعاملات المتعلقة بالطاقة مع عديد من الكيانات الروسية مثل بنوك سبيربنك وفي.تي.بي وألفا حتى 14 مايو. وذكرت الوزارة في إشعار على موقعها الإلكتروني أنها ستمدد ترخيصا عاما كان من المقرر أن ينتهي الشهر المقبل. والبنك المركزي الروسي مدرج أيضا على القائمة. وتأتي هذه الخطوة قبل أسابيع من بدء سريان الحد الأقصى لمجموعة السبع على أسعار النفط الروسي في الخامس من ديسمبر. وكانت أسعار النفط قد ارتفعت 1 في المائة عند التسوية الخميس، بعد أن عادلت بيانات التضخم الأمريكية التي كانت أقل من المتوقع إثر المخاوف المرتبطة بالطلب، التي أججها تجديد الصين لقيود كوفيد - 19. وبعد خسائر لثلاثة أيام متتالية، ارتفعت العقود الآجلة للخام بأكثر من دولار واحد للبرميل الخميس، بعد أن دعمت بيانات التضخم آمال المستثمرين في خفض حجم الزيادات المقبلة في أسعار الفائدة، وهو ما سيعود بالإيجاب على الطلب على النفط. وارتفعت أسعار النفط الخام في وقت سابق هذا العام بعدما أثارت الحرب الروسية - الأوكرانية مخاوف بشأن الإمدادات، مع اقتراب خام برنت من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 147 دولارا. لكن الأسعار انخفضت منذ ذلك الحين بسبب مخاوف من ركود محتمل. وتعرضت السوق لضغوط الأربعاء نتيجة ارتفاع كبير في مخزونات الخام الأمريكية، وارتفعت المخزونات بمقدار 3.9 مليون برميل لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ يوليو 2021.
مشاركة :