دونالد ترامب.. ما هكذا تورد السياسة!

  • 1/16/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

النكهة الأميركية الهوليودية التي أضفاها الملياردير دونالد ترامب على السباق إلى البيت الأبيض ما لبثت أن تحولت بالدرجة إلى دراما ومأزق وجودي للحزب الجمهوري الذي يتصدر هذا الثري المتشاوف المرشحين المتنافسين لنيل تمثيله . لقد حرك هذا الأميركي الأشقر المياه الجمهورية الآسنة وأشعل حماسة المتشددين ضد المسلمين والمهاجرين من أصول لاتينية وأعطى بريق أمل للعنصريين البيض المتأهبين لأخذ الثأر من باراك أوباما أول رئيس أميركي من أصول أفريقية. نجح نجم تلفزيون الواقع في مخاطبة وجدان اليمين الأميركي واستخدم لغة جريئة مباشرة تجذب الأميركي العادي وتسمي الأشياء بأسمائها وتعبر عن المخاوف الجدية التي تنتاب المتشددين البيض من ذوبان أصولهم الأوروبية في مجتمع المهاجرين من أصول أفريقية ولاتينية وآسيوية وقلقهم الوجودي من أن يتحولوا إلى أقلية في الولايات المتحدة . لكنه في المقابل استثار عداء جميع الأقليات المقيمة في الولايات المتحدة الأمر الذي يجعل مهمة استعادة الجمهوريين للبيت الأبيض مسألة في غاية الصعوبة. مأزق اعمق كذلك فإن وصول رجل أعمال على غرار ترامب إلى البيت الأبيض، لا يخفي نيته إدارة البلاد كما يدير شركاته، يضع الولايات المتحدة أيضاً أمام مأزق أعمق من مأزق الحزب الجمهوري لأن مواقفه الشخصية قد تهدد تحالفات الدولة العظمى وعلاقاتها الخارجية. فالرجل الثري لم يتوان عن تهديد بريطانيا بحرمانها من استثماراته المالية التي تفوق المليار دولار فيما لو أقر مجلس العموم مشروع قرار تقدم به عدد من النواب يقضي بمنعه من دخول البلاد على خلفية تصريحاته العنصرية ضد المسلمين ومطالبته بمنعهم من دخول الولايات المتحدة. وفي مقابلة مع محطة السي إن إن قبل أيام قليلة دعا ترامب إلى فرض عقوبات تجارية واقتصادية أميركية ضد الصين وحمل بكين مسؤولية إعلان كوريا الشمالية عن قيامها بتفجير قنبلة هيدروجينية . وفي المقابلة عينها قال المرشح الرئاسي المثير للجدل إن على المملكة العربية السعودية أن تدفع مليارات الدولارات للولايات المتحدة مقابل حمايتها من إيران التي تنوي السيطرة على النفط في المملكة . كما طالب ألمانيا بدفع بلايين الدولارات مقابل الحماية العسكرية التي تؤمنها القوات الأميركية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية . طبعاً يجب أن لا ننسى شعار الحملة الانتخابية لترامب الذي يجزم بان على المكسيك أن تدفع كلفة الجدار الحدودي الذي ينوي ترامب بناءه لدى وصوله إلى البيت الأبيض لمنع دخول المهاجرين غير الشرعيين من بلدان أميركا اللاتينية إلى الولايات المتحدة . وتنسجم هذه المطالبات مع وجهة نظر ترامب بشأن السياسة الخارجية الأميركية ودور الولايات المتحدة القيادي في العالم فهو يريد أن تعالج الصين تهديدات كوريا الشمالية وأن تقف ألمانيا بوجه روسيا لحماية أوكرانيا وأن يتولى صديقه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مهمة القضاء على داعش في سوريا والعراق فيما تقوم القوات الأميركية بالسيطرة على حقول النفط. لا يخفي ترامب أنه ينوي إدارة السياسة الأميركية الداخلية والخارجية عندما يصبح رئيساً للولايات المتحدة على غرار إدارته للشركات والفنادق والكازينوهات والعقارات التي يملكها حول العالم وهو أعلن مراراً أن نجاحه في إدارة ثروته التي تتجاوز قيمتها عشرين بليون دولار تجعله المرشح الأجدر والوحيد القادر على إعادة العظمة إلى أميركا مجدداً عندما يصبح نهاية هذا العام سيد البيت الأبيض.

مشاركة :