بيان مجلس الأمن واضح - مهـا محمد الشريف

  • 1/16/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بعد تحقيق العدالة وإعدام الإرهابيين المتورطين في قضايا كبيرة تمس أمن الدولة والمنشآت والناس، إيران وأتباعها يتخبطون ويستميتون في الدفاع عنهم، ولم يزل التناقض سائراً في أوساط المجتمع الإيراني بين انقسام في الحالة الأولى حول اعتذار إيران عن حرق السفارة والقنصلية السعودية، وانقسام في الحالة الثانية في منع الحجاج الإيرانيين من الحج هذا العام، علاوة عن العزلة التي تواجهها من الدول المجاورة، على اعتبار أن محيطها بدأ ينفصل عنها. وتباينت ردود الافعال بعد أن دان مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء 5 يناير الاعتداء على السفارة والقنصلية السعودية في إيران، مساء الاثنين 4 يناير 2016 بأقصى حزم ممكن الاعتداءات على البعثتين الدبلوماسيتين السعوديتين في العاصمة الإيرانية طهران ومدينة مشهد فيما أشار السفير السعودي لدى الأمم المتحدة إلى أن بلاده ستعيد العلاقات الدبلوماسية مع إيران عندما تتوقف طهران عن التدخل في شؤون الدول الآخرى. فكان من خطيب جمعة طهران إمام كاشاني، أن كرر في خطبته الندمَ على ما تعرضت له سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد من اعتداءات الأحد الماضي، وذكر أنها مثار استنكار عربي وإسلامي ودولي، وأن الهجمات خيانة، لها أثر سلبي على بلاده ونظامه، واتهم عدة جهات وقفت خلف الحادث وأن دولته تعرضت للنقد والإساءة وتشويه صورتها أمام العالم. فهذا المجال المنقسم في إيران بين السياسة وإردة الشعب زاد من تعميق الفجوة بينهم وبين الدول التي تناصبها العداء ما جعل المعايير بين المجتمعات مفقودة بسبب تلك السياسة والثغرات التي تحدثها، والتي غذت الشعوب بالحقد وعمقت التعارض. لا شك أن هذا توجه أحادي لا يحمل أي صفة لخطاب بعينه ولا يسلط الضوء على اختلافات وإنما يربط بين تجييش داخلي تولده تلك الثقافة - ثقافة الثورات والمؤامرات –، والحركات الدينية التي تنتهج الطائفية وتعاليمها، وما تمثله تلك السيطرة على الشعوب من نظام فاشيّ يحلم بمد نفوذه وسيطرة فئوية على قدرات الشعب. بينما تسعى المملكة جاهدة لتخفيف الأعباء عن الشعوب العربية وتعمل على مساعدتها وتبذل الكثير مقابل ذلك لتفسح المجال لحاضر أكثر تسامحاً، يتسع للجميع وهذا العمل يضمن التأليف بين الأضداد، ويوجد حلولا للقضايا الكبيرة. إذن، لابد من حس مشترك يستثمر التسامح بين المظاهر المختلفة ويساعد على مناهضة العنف ويحترم الحقوق، فالبحث عن الأدوات والمفاهيم يعيد انتاج التفكير لكي يتجاوز هذا المأزق الذي صنعته إيران في الأفق ما أورث تناقضا وتعاكسا مع قضايا العصر وقد تتعثر بعض الحلول بفضل تلك الاضطرابات والشغب والاعتداءات على السفارات وتتم المقاطعة إن لم تلتزم بالقانون الدولي لحماية السفارات التي تعد واجبا قانونيا.

مشاركة :