لم تكد تمضي أربعة أيام على تصفية قيادة التمرد الحوثي أحد كوادرها في محافظة الجوف، حتى أقدمت الميليشيات ذاتها على اغتيال قيادي آخر في المحافظة ذاتها. وأشارت مصادر ميدانية إلى أن الجماعة الانقلابية أعدمت أول من أمس عبدالله الضمين الشريف، أحد قادتها البارزين في مديرية الزاهر، بتهمة الخيانة. وأشار المركز الإعلامي للمقاومة إلى أن اغتيال الشريف يعدّ صفعة قوية للجماعة المتمردة، مشيرا إلى أنه من أهم قادة التمرد الحوثي في الجوف، وقاد معارك الحوثيين ضد قبيلة الشولان عام 2009. وقال إن الحادث يعبر بوضوح عن الأزمة الكبيرة التي تعيشها الجماعة الانقلابية، ويؤكد أن الخلافات تفشت داخلها، بطريقة يصعب وقفها. وأضاف المركز "الشريف كان يعدّ القائد الفعلي لهذه الميليشيات في الجوف، واغتياله يعني ببساطة أن وجود الانقلابيين في الجوف قد انتهى إلى غير رجعة، وسيكون لهذا الحادث تبعات كبيرة، إذ يفتح باب الخلافات على مصراعيه، لأنه ينتمي إلى إحدى القبائل الكبرى، ولا شك أن قبيلته سيكون لها موقف حاسم من عملية اغتياله". تطهير المحافظة في غضون ذلك، واصل مقاتلو المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الموالي للشرعية في الجوف، تطهير كل أنحاء المحافظة من جيوب التمرد التي ما تزال باقية في المحافظة، وقال شهود عيان إن مواجهات عنيفة دارت خلال اليومين الماضيين بين الثوار ومسلحين تابعين لميليشيات التمرد، وأضافوا أن عشرات القتلى والجرحى سقطوا وسط الانقلابيين، كما استولى الثوار على كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات العسكرية، بينها ثلاثة أطقم عسكرية ودبابتان، وعدد من حاملات الجنود. استمرار الاغتيالات تأتي عملية الاغتيال بعد مرور أربعة أيام على اغتيال الحوثيين أحد قادتهم من رجال قبائل الجوف وسط صنعاء. إذ لقي عبدالولي العكيمي مصرعه في ظروف غامضة، بعد أن فخخ المتمردون السيارة التي كان يستقلها عندما كان عائدا من صنعاء. إذ نشب خلاف بينه وبين القيادي المتمرد أبو عمار العزي الذي اتهمه بموالاة الشرعية، ورفض العكيمي تلك الاتهامات، وخلال عودته استوقفته نقطة أمنية على الطريق، قام أفرادها بتفخيخ سيارته التي انفجرت بعد وقت قليل من قيادته لها، مما أدى إلى مصرعه في الحال.