الرئيس الإسرائيلي يكلف نتنياهو بتشكيل الحكومة الجديدة

  • 11/13/2022
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

القدس - كلف الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ الأحد رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو بتشكيل حكومة جديدة، وذلك بناء على التوصيات التي تلقاها من نواب الكنيست بعد الانتخابات التي جرت في الأول من نوفمبر. وقال هرتسوغ خلال تسليمه التكليف، إن 64 عضوا من الكنيست أوصوا بتكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة القادمة. وأكد أن إسرائيل تحتاج إلى حكومة قوية ومستقرة، متمنيا لنتنياهو التوفيق في الحكومة القادمة. وتطرق هرتسوغ، في مراسم بُثت على التلفزيون، إلى محاكمة نتنياهو في اتهامات بالفساد وقال إنها لا تشكل عقبة قانونية أمام توليه المنصب من جديد. وينفي نتنياهو التورط في أي أعمال مخالفة. ورفضت المحكمة العليا (أعلى سلطة قضائية) التماسات لمنع نتنياهو من تولي منصب رئيس الوزراء في ظل محاكمته التي بدأت في 24 مايو 2020 في قضايا فساد تتعلق بالرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال. وخلال الأسبوع الماضي، التقى هرتسوغ قادة الأحزاب الممثلة برلمانيا للحصول على توصياتهم بشأن المرشح لتشكيل الحكومة، وحصل نتنياهو على توصية 64 نائبا (أعضاء معسكره). وأمام نتنياهو مهلة 28 يوما لتشكيل الحكومة، يمكن أن يمدها الرئيس 14 يوما أخرى، وفي حال فشل سيكلف هرتسوغ مرشحا آخر. وقال نتنياهو، في تصريحات عقب تكليفه "أشعر أنني متحمس مثل المرة الأولى التي حصلت فيها على التفويض قبل 26 عاما"، بحسب موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت". وتابع "سأكون رئيس وزراء للجميع، لمن انتخبوني ومن لم يفعلوا. هذا ما أؤمن به، هذه مسؤوليتي". ومضى قائلا "إنهم (المعارضون له) يطلقون نبوءات غاضبة حول نهاية الدولة (إسرائيل) والديمقراطية. هذا ليس صحيحا". وأردف "سنبذل قصارى جهدنا حتى تكون هذه حكومة مستقرة وناجحة ومسؤولة ومخلصة تعمل لصالح جميع سكان إسرائيل بلا استثناء". وأكد نتنياهو أنه "سيعمل بحزم ضد إيران ومحاولتها الحصول على السلاح النووي". وبحسب وسائل إعلام عبرية، فإنه من غير المرجح أن تؤدي الحكومة الجديدة بقيادة نتنياهو، اليمين أمام الكنيست خلال الأسبوع الجاري، حيث يواصل نتنياهو المفاوضات مع الأحزاب. وسيُمنح نتنياهو شهرا لتشكيل ائتلاف حاكم بأغلبية في الكنيست المكونة من 120 مقعدا. وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية "مكان" أن نتنياهو كان يستعد للإعلان عن حكومته الأربعاء القادم، بعد يوم من أداء نواب الكنيست الجدد اليمين القانونية. وأشارت القناة إلى أنّ خلافات على توزيع الحقائب الوزارية كانت أحد أهم الأسباب التي أفضت إلى تأجيل موعد الإعلان عن الحكومة. ولفتت القناة إلى أن خلافات نشبت بين الأحزاب التي من المقرر أن تشارك في حكومة نتنياهو حول حقائب الأمن والمالية والأديان وبعض الحقائب الأخرى. وأشارت مواقع إعلامية إسرائيلية مختلفة إلى أنّ هذا التأثير يأتي بسبب مصاعب يواجهها نتنياهو مع شركائه في الائتلاف القادم، حول توزيع الحقائب الوزارية في حكومته القادمة. ووفقاً للصورة التي رسمتها وسائل الإعلام، نقلاً عن مصادر في الليكود، فإن حزب "يهدوت هتوراة" سيكون أول حزب يكمل المفاوضات مع نتنياهو الذي يواجه حاليا مصاعب في توزيع الحقائب على حزب الصهيونية الدينية، ولا سيما زعيم الحزب بتسلئيل سموتريتش، الذي كان يطالب بالحصول على وزارة الأمن أو وزارة المالية. وقد حاول نتنياهو بداية إقناع شركائه بتوقيع اتفاق ائتلاف أولي غير مُفصل لإنهاء ولاية حكومة تصريف الأعمال، إلا أنّ الأحزاب المرشّحة للمشاركة في حكومته رفضت ذلك، وأصرت على التوصل إلى اتفاق كامل في كل ما يتعلق بالخطوط العريضة للحكومة. في غضون ذلك، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت، صباح اليوم، إنّ نتنياهو وافق على المطلب الرسمي لحزب "يهدوت هتوراة" وحزب "شاس" الشرقي، بشأن إقرار ما يعرف بفقرة "الغلبة" للكنيست على قرارات لمحكمة العدل العليا الإسرائيلية، وهو ما يجيز للكنيست (بأغلبية 61 صوتاً) إعادة تشريع قوانين كانت قد ألغتها المحكمة العليا. ورجحت قناة "12" في تقرير بثته الليلة الماضية أن يضطر نتنياهو في النهاية إلى منح سموتريتش حقيبة المالية، في حين يمنح وزارة الأمن للقيادي في الليكود يوآف غالانت، الذي كان قائداً للمنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي. وعلى الرغم من دعم سموتريتش تكليف نتنياهو تشكيل الحكومة، فإنّ أزمة ثقة كبيرة تسود بين الشخصين؛ حيث عرضت قناة "كان" قبل ثلاثة أسابيع تسجيلاً صوتياً قال فيه سموتريتش عن نتنياهو إنه "كذاب ابن كذاب"، وإنه كان معنياً تماماً بتشكيل حكومة بالاعتماد على القائمة العربية الموحدة بقيادة منصور عباس. وكان الرئيس الإسرائيلي طلب، الجمعة، من رئيس الوزراء السابق نتنياهو تشكيل حكومة جديدة، مقدما للزعيم الذي يحاكم منذ فترة طويلة بتهم فساد فرصة لإنهاء سنوات من عدم الاستقرار السياسي في إسرائيل مع شركائه من اليمين المتطرف. وقرار الرئيس إسحاق هرتسوغ أعلن عنه مكتبه بعد أن تشاور مع قادة جميع الأحزاب المنتخبة للبرلمان الإسرائيلي في الانتخابات الوطنية التي جرت الأسبوع الماضي. حكم نتنياهو إسرائيل لمدة 12 عاما متتالية قبل أن يطيح به ائتلاف واسع لكنه هش في العام 2021. وعودته في انتخابات الأسبوع الماضي - وهي الخامسة في البلاد خلال أربع سنوات - بدا وكأنها تضمن لإسرائيل حكومة متماسكة بأغلبية مريحة للمرة الأولى منذ العام 2019.

مشاركة :