سيطر البكاء على أسرة المعلم العائد من الخطف، سالم بن مسفر الغامدي، من قبل ميليشيات الحوثي في اليمن عند سماع صوت والدهم، وهو يتحدث لهم بعد فك حجزه هو وزميله المعلم عبدالمرضي بن مقبول الشراري، متوقعين عدم رؤية والدهم مرة أخرى، وذلك بعد انقطاع أخباره، واستنفاد كل الطرق لعودته. هكذا وصف عبدالله الغامدي الابن البكر للمعلم سالم حالة أسرته عند سماع صوت أبيهم، يوم الأربعاء الماضي من أحد فنادق العاصمة اليمنية صنعاء، حيث كان يجهش بالبكاء فرحاً بعودته للسعودية. وقال في حديثه لـ "الاقتصادية" إن أول اتصال تلقاه من والده بعد خطفه من قبل الميليشيات الحوثية كان قبل 11 شهرا، وأضاف: "والدي وعلى الرغم من طول المدة التي بقي فيها تحت تهديد السلاح لدى الميليشيات الحوثية، بادرني بالسؤال حول صحتي ودراستي أنا وإخواني الخمسة، خاصة أنني أجريت عملية قبل مغادرته". ..وهنا سجدة شكر بعد وصولهما مباشرة. وحول عملية خطف والده وزميله الشراري، قال إن والده وزميله الشراري كان يعملان في جمهورية جزر القمر في معهد تابع لرابطة العالم الإسلامي، حيث إنه في يوم الخميس 5 جمادى الآخرة 1436هـ غادرا مطار الملك عبدالعزيز بجدة إلى مدينة موروني مروراً بصنعاء، وبعد نزولهما "ترانزيت" تم تعليق الرحلات بسبب بدء "عاصفة الحزم" فاستضافتهما بعثة الأمم المتحدة في فندق موفنبيك بصنعاء حيث مقر بعثة الأمم المتحدة، بعد ذلك حضرت مجموعة مسلحة من الحوثيين وتم احتجازهما واقتيادهما إلى مكان غير معلوم، وبقيا رهائن طوال الفترة الماضية حتى تسلمهما إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الأممي لدى اليمن بتاريخ 4 ربيع الآخر 1437هـ، حيث تم تأمين مغادرتهما إلى جيبوتي. وأشار الغامدي إلى أن وزارة الخارجية السعودية بذلت جهدا كبيرا لاستعادة والدهم وزميله، وأن هناك تنسيقا وتواصلا معهم طيلة فترة اختطافة التي دامت نحو 11 شهراً، منوهاً بأن والده كان يتبقي له الشهر الأخير لانتهاء الإيفاد إلى جزر القمر، حيث أمضى أربعة أعوام في جزر القمر. ويأتي وصول المواطنين المعلمين عبدالمرضي بن مقبول الشراري، وسالم بن مسفر الغامدي، قادمين من جيبوتي إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض البارحة الأولى، يرافقهم إسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوث الأمم المتحدة لدى اليمن، ومحمد بن سعيد آل جابر سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن، وكيني جلوك نائب مبعوث الأمم المتحدة لدى اليمن، بعد نحو عام من سوء المعاملة والحجز من قبل ميليشيا الحوثي. وكان في استقبالهما الدكتور أحمد بن محمد العيسى وزير التعليم، وعدد من منسوبي الوزارة وذويهم. من جانبه، قال المعلم عبدالمرضي الشراري في لقاء مع الإخبارية في أثناء عودته لأرض الوطن: "الحمد لله كما تعلمون أننا تعرضنا لعملية اختطاف، ولم نكن نعلم أننا مختطفين ولكننا علمنا في أول يوم أن المملكة في حالة حرب مع الحوثيين، وتعرضنا لمعاملة سيئة جداً وضرب ومرض، واتهمونا بأننا نعمل لمصلحة الاستخبارات، ولكن الحمد لله". وشاركه المعلم المختطف سالم الغامدي "الحمد لله على ما قضى وقدر، كنا نتمنى أفضل مما حدث، والحمد لله على أننا بخير وعلى ما يرام، والآن أعتبر عودتي للوطن ولادة جديدة في هذه الديار، وأعتبر نفسي مولودا في أول أيامه، وأضاف حالتي النفسية حالياً لا تسمح لي بأن أصف أي شيء، كل اللي سأقوله حسبي الله ونعم الوكيل، والحمد لله الذي أخرجنا من بين أيديهم سالمين". من جانبه، أكد محمد بن سعد آل جابر سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن أنه منذ الوهلة الأولى لاختطاف المواطنين من قبل الميليشيات الحوثية، كانت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالبحث عنهما والاطمئنان على صحتهما والعمل على الإفراج عنهما بشتى الوسائل، حيث قامت أجهزة الدولة بكل قنواتها بالعمل على إخراجهما، حتى تكللت جميع الجهود مبإخراجهما بمساعدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوث الأمم المتحدة لدى اليمن، مهنئاً القيادة الرشيدة وذوي الغامدي والشراري والشعب السعودي كافة بوصولهما إلى أرض الوطن سالمين. وحول آلية المفاوضات مع الميليشيات الحوثية أكد إسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوث الأمم المتحدة لدى اليمن، أنه لم يكن هناك أي إجراءات خاصة ما عدا طلبهم ما يزيد على ستة أشهر من التحضيرات، وذلك بمتابعة حثيثة من سفير المملكة لدى اليمن، وكذلك عدد من السفارات الداعمة لهذه القضية، مضيفا "عند وصولي لليمن كان من ضمن النقاط المطروحة الأخذ بعين الاعتبار أن قضيتهما قضية إنسانية، كونهما معلمين وليس لهما علاقة بالسياسة". بدوره عبر الدكتور أحمد بن محمد العيسى، وزير التعليم، عن سعادته بوصول المعلمين إلى أرض الوطن، مؤكداً اهتمام خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وولي ولي العهد بسلامتهما من أول يوم تم اختطافهما فيه، حتى تم الإفراج عنهما.
مشاركة :