رسخت دولة الإمارات مكانتها عاصمة لاستشراف مستقبل الإعلام في العالم، مستندة إلى عقود من العمل على استضافة الفعاليات والمنتديات الدولية في قطاع الإعلام والنجاح في التحول إلى مقر لأكبر وأعرق وسائل الإعلام العالمية. ونجحت الإمارات في لعب دور مؤثر وحيوي في صياغة المشهد الإعلامي المعاصر عبر مجموعة الفعاليات والأحداث الإعلامية التي تستضيفها سنويا وشكلت منصات لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون الدولي في مجال مواكبة المتغيرات ومواجهة التحديات التي يشهدها قطاع الإعلام حول العالم، إضافة إلى استشراف الفرص المستقبلية والاستثمار فيها. "الكونجرس العالمي للإعلام" وتشهد الإمارات يوم الثلاثاء المقبل انطلاق فعاليات الدورة الأولى من الكونجرس العالمي للإعلام، التي تقام برعاية كريمة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، وبمشاركة دولية وحضور عالمي كبير من القادة ورواد الفكر، والخبراء والمختصين بقطاع الإعلام من مختلف دول العالم. ويمثل الحدث العصف الذهني العالمي الأول من نوعه في مجال الإعلام بمشاركة نحو أكثر من 1200 من رواد قطاع الإعلام والمتخصصين والمؤثرين العالميين يمثلون 6 قارات، ويتضمن أكثر من 30 جِلسة حوارية ومجموعة من ورش العمل الذي يشارك فيها أكثر من 162 متحدثاً عالمياً بارزاً، فضلا عن استقطابه أكثر من 170 مؤسسة وشركة إعلامية بارزة تمثل 29 دولة حول العالم. ويتضمن الكونجرس العالمي للإعلام، الذي تنظمه مجموعة أدنيك بالشراكة مع وكالة أنباء الإمارات "وام"، مؤتمرا ومعرضا متخصصين في قطاع صناعة الإعلام، ويتيح فرصاً لمؤسسات الإعلام المختلفة لبحث الشراكات وسبل التعاون في تعزيز آليات تطوير وسائل الإعلام الحضارية والإنسانية الهادفة إلى خدمة البشرية وضمان سعادتها وتنمية المجتمعات عبر محتوى رصين وموثوق ذي مصداقية عالية. ويؤكد انعقاد الحدث في العاصمة أبوظبي أن الإمارات باتت مصدرا مستداما لإطلاق المبادرات الطموحة والحلول المستدامة للتحديات التي تواجه قطاع صناعة الإعلام حول العالم وتعزيز قدرته على إنتاج ونشر محتوى إعلامي مؤثر. وخلال السنوات الماضية ساهمت فعاليات دولية مثل منتدى الإعلام العربي في دبي، وقمة أبوظبي للإعلام، والمنتدى الدولي للاتصال الحكومي في الشارقة، في إبراز الدور المؤثر الذي تلعبه الإمارات في استشراف مستقبل الإعلام بكافة أشكاله، فضلا عن نجاح المدن والمناطق الإعلامية بالدولة في استقطاب أهم وأعرق المؤسسات الإعلامية على مستوى العالم وإفساح المجال أمامها لإنتاج وإبداع محتوى إعلامي وفني متطور شكلا ومضمونا . "منتدى الإعلام العربي". قبل نحو شهر تقريبا احتفل "منتدى الإعلام العربي"، الذي تستضيفه دبي سنويا بمرور 20 عاماً على انطلاقته برز خلالها كمنصة حوار ذات قيمة وأثر فاعلين في تحليل الأوضاع الإعلامية على الساحة العربية وربطها بالتحولات المحيطة على الصعيدين الإقليمي والدولي، كما ساهم في دفع مسيرة التطوير الإعلامي العربي قدماً انطلاقاً من الإمارات التي طالما عملت على إطلاق المبادرات والمشاريع الداعمة للإعلام لتمكينه من القيام برسالته في خدمة الإنسان أينما كان. ونجح المنتدى طوال مسيرته في مواكبة المتغيرات والتطورات الطارئة على صناعة الإعلام في العالم، ومن أهمها ظهور المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، وكان تقرير «نظرة على الإعلام العربي» من أهم الإسهامات التي خدم بها المنتدى في دفع مسيرة التطوير الإعلامي في المنطقة نظرا للكم الكبير من الحقائق والأرقام التي تضمنها وشكلت مرجعية مهنية مهمة وشاملة لكل ما هو معني بالإعلام في المنطقة العربية. ولعبت جوائز المنتدى بمحاورها الثلاثة "جائزة الصحافة العربية" و "جائزة الصحافة المرئية" و"جائزة الصحافة الرقمية" التي تتضمن كل جائزة منها فئات مستقلة بإجمالي 13 فئة، إضافة إلى جائزة «شخصية العام الإعلامية»، دورا بارزا في تحفيز التميز والإبداع في العمل الإعلامي العربي. "منتدى الاتصال الحكومي". يعد المنتدى الدولي للاتصال الحكومي إحدى المبادرات التي ينظمها المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة بشكل سنوي، التجمع الأكبر في المنطقة لمناقشة أفضل الممارسات العالمية في الاتصال الحكومي الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بالإعلام. ويحرص المنتدى على بلورة منصة موثوقة للتحاور ومناقشة أفضل الأساليب المتبعة في الاتصال الحكومي في العالم، وذلك للارتقاء بالأداء الحكومي وأساليب الاتصال بين الحكومات والجمهور. ونجح المنتدى منذ دورته الأولى عام 2012 في بناء منظومة فكرية جديدة في هذا المجال بما يفيد المؤسسات الحكومية والعاملين في قطاع الاتصال، ليس في دولة الإمارات والمنطقة العربية فحسب، وإنما في العالم أجمع. "قمة أبوظبي للإعلام". شكلت قمّة أبوظبي للإعلام التي انعقدت نسختها الأولى في مارس 2010 تجمعًا غير مسبوق لشخصيات مرموقة وشركات رائدة تقود الانتقال إلى عالم جديد متصل بشكل كامل، وتميز هذا الحدث بمزيج فريد من الجلسات الحوارية العامة والنقاشات المغلقة والخاصة، وذلك بحضور كبار الرواد العالميين في قطاع الإعلام مع نظرائهم في الأسواق الناشئة. وركزت القمة على أبرز التوجهات في صناعة الإعلام العالمية والمرتبطة بالمنطقة، وسلطت الضوء على أحدث الممارسات والتحديات والتحولات السريعة في قطاع الإعلام، كما بحثت في كيفية الاستفادة من الفرص التي ظهرت في العصر الرقمي، وغيرها من المواضيع وذلك بحضور عدد كبير من رواد الإعلام والمحتوى الرقمي والابتكار في العالم ومن أبرزهم : روبرت مردوخ وإريك شميدت وجيمس كاميرون وجيمس مردوخ ويوري ميلنر وهانز فيتسبرج. "المدن والمناطق الإعلامية". نجحت المدن الإعلامية في الإمارات في استقطاب أصحاب المشروعات الإعلامية الدولية والإقليمية إضافة إلى المحلية، وشجعتها على تأسيس مقرات لها في الدولة، والإسهام في تقديم الابتكارات الفنية والخبرات في أشكال متنوعة من المحتوى المرئي، والمسموع، والمطبوع، والرقمي. وتضم الدولة عدة مناطق إعلامية حرة توفر مزايا تشجيعية للمستثمرين في مجال الإعلام، منها الملكية الكاملة بنسبة 100 بالمئة، وبيئة خالية من الضرائب، وسهولة خدمات التسجيل والتأسيس، وقد باتت تلك المناطق مقرا رئيسيا لشبكات ومؤسسات إعلامية عالمية مرموقة بفضل ما تزخر به من خدمات ومرافق إنتاج عالية المستوى.
مشاركة :