استضافت سفارة دولة الإمارات لدى باريس والوفد الدائم للدولة لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» جلسة نقاشية ثقافية، ضمن جلسات فعالية «مجلون» في مقر «اليونسكو» بالعاصمة الفرنسية باريس، حول موضوع حماية التراث الثقافي وإعادة الإعمار، مع التركيز على مبادرة «إحياء روح الموصل»، المبادرة الرائدة لهذه المنظمة الدولية، كمثال بارز على الجهود الدولية المشتركة لتحقيق هذا الهدف. وفي عام 2018، انضمت الإمارات إلى مبادرة «اليونسكو» لـ«إحياء روح الموصل» التي تهدف إلى إعادة بناء التراث الثقافي للمدينة بعد الدمار الذي طالها بسبب الحرب، ووقّعت دولة الإمارات ومنظمة «اليونسكو» والحكومة العراقية اتفاقية تاريخية لإعادة تأهيل وإعادة إعمار بعض معالم مدينة الموصل التاريخية، مثل جامع النوري ومنارة الحدباء. بعث للأمل وساهمت الإمارات العربية المتحدة بمبلغ 50.4 مليون دولار أميركي في هذا المشروع الذي يمتد لخمس سنوات، ومن المقرر أن يكتمل في عام 2023. كما ساهمت دولة الإمارات أيضاً في عام 2019 في ترميم وإعادة إعمار كنيستي الطاهرة والساعة. وشهدت الفعالية مشاركة معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، وأودري أزولاي، المديرة العامة لمنظمة «اليونسكو»، وهند العتيبة، سفيرة دولة الإمارات لدى فرنسا، والشيخ سالم خالد القاسمي، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى «اليونسكو»، وديدييه لونوار، الممثل الدائم للاتحاد الأوروبي لدى المنظمة، والدكتور توماس س. كابلان، رئيس مجلس إدارة مؤسسة ALIPH، وعمر محمد، الأستاذ في معهد العلوم السياسية في باريس ومؤسس «عين الموصل»، الذين ناقشوا موضوع أهمية التراث الثقافي في ظل عدم الاستقرار، وتحديداً العمل الجاري في الموصل. وسلّط المتحدثون الضوء على تأثير الجهود المجتمعية في إحياء التراث الثقافي، وأهمية بناء القدرات من أجل التنمية المستدامة طويلة الأجل في العراق وحول العالم. وقالت معالي نورة الكعبي: إنّ مشروع «إحياء روح الموصل» هو أكثر من مجرد مبادرة بناء مبنى، وله تأثير أكبر بكثير لما يرمز إليه من بعث للأمل، وتعزيز للفرص والنمو، سيتجاوز صداها حدود الموصل، وسيشكل بالنسبة لسكان الموصل مشاركة ملموسة للشركاء في عملية إعادة البناء. وأضافت معاليها: «إنّ المشروع يحظى بمكانة خاصة في قلبي»، مؤكدة أنّ قيادة دولة الإمارات تعتبره من «أهم مبادرات السلام لتحقيق التقارب بين الثقافات، وتعزيز تراث الإنسانية». أخبار ذات صلة رئيس الدولة: نطرح رؤية الإمارات في تعزيز التنمية المستدامة الإمارات.. دبلوماسية رائدة في «العشرين» رمز للتسامح ومن جهتها، قالت هند العتيبة: «تعدّ الموصل رمزاً للتنوع والتسامح، وهما من القيم الأساسية لدولة الإمارات. وتفخر الدولة بالمساهمة في بناء شراكات دولية لمواجهة التحديات العالمية وإعادة بناء وترميم معالم ثقافية مهمة». ومن جانبه، قال الشيخ سالم القاسمي: إن نتائج «مبادرة إحياء روح الموصل لا تشمل فقط إعادة التأهيل الفعلية لهذه المواقع التاريخية والتي تعتبر أساساً للنسيج الثقافي للموصل ولروح التعاون السلمي، بل تشمل أيضاً إنشاء مساحات مجتمعية مستدامة وتوفير فرص عمل وتعزيز قدرات سكان الموصل». وبدورها، قالت أزولاي: «نحن فخورون بالتقدم الذي أحرزناه، فاليوم الموصل التي كانت صامتة للغاية عندما بدأنا عملنا في عام 2018 تستعيد الحياة». وقال الدكتور توماس س. كابلان: إنّ «جلسة مجلون اليوم تعد الفرصة الأمثل، وشاهداً على الدور المركزي الذي يجب أن تؤديه الثقافة وحماية التراث الثقافي من أجل ضمان عالم أكثر سلاماً ومستقبل أكثر إشراقاً للجميع، ولاسيما لأطفالنا». جسور التعاون ونُظّم هذا الحدث في إطار جلسات «مجلون»، وهي سلسلة من الفعاليات التي تنظمها سفارة دولة الإمارات لدى باريس لمد جسور التعاون بين دولة الإمارات والجمهورية الفرنسية في المجالات الرئيسية ذات الاهتمام المشترك. ومن خلال سلسلة فعاليات «مجلون»، تسعى سفارة الإمارات العربية المتحدة إلى تعزيز العلاقات الإماراتية الفرنسية، والبناء على الحوار الاستراتيجي الإماراتي الفرنسي. إذ تعد فرنسا أحد الشركاء الاستراتيجيين الرئيسيين للدولة، حيث تشمل مجالات التعاون مجموعة واسعة من القطاعات، بما في ذلك الطاقة (مصدر/ إنجي)، والتعليم (جامعة السوربون أبوظبي)، والثقافة (متحف اللوفر أبوظبي)، والدفاع (رافال).
مشاركة :