كتّاب وروائيون: «الأكثر مبيعاً» لا يعتمد على قوة مضامين الكتب

  • 11/14/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حدد عدد من الكُتّاب مجموعة من العوامل التي تؤثر على قضية «الكتب الأكثر مبيعاً»، مؤكدين أنها مسألة نسبية تختلف في الوقت الحالي عما كانت عليه في الماضي، فقديماً كانت تعتمد بالأساس على المضمون، بينما الآن تتوقف على عدة عوامل منها العنوان والتركيب وتماشيه مع الذوق العام. جاء ذلك خلال جلسة بعنوان «ظاهرة الكتب الأكثر مبيعاً» أقيمت خلال معرض الشارقة الدولي للكتاب، بمشاركة الكاتب الإيطالي فابيو فولو، والكاتبة الإماراتية عائشة سلطان، والكاتب التونسي الدكتور صلاح الدين الحمادي، وأدارتها الشاعرة والإعلامية شيخة المطيري. وقال الكاتب التونسي الدكتور صلاح الدين الحمادي: «إن قضية الكتب الأكثر مبيعاً ليست مجرد ظاهرة، لكنها من إشكاليات الساحة الثقافية، ولنقل إن أصلها هو البحث عن الانتشار، والرغبة في شهرة النص الأدبي والفكري مسألة موغلة في القدم ومرتبطة بنشأة النصوص الأدبية من قديم الزمان». وأضاف: «في القديم كان المضمون وجودة الكتابة والتأليف هي الأدوات التي تحدد الأكثر انتشاراً، والآن أصبحت ترفدها قواعد أخرى، منها الحرص على أن تكون العتبة الأولى للكتاب وأن يكون العنوان مستفزاً ومحصوراً في مواضيع معينة أهمها التابوهات، فمن الأفضل أن يكون العنوان موحياً بمسائل تلفت انتباه الجمهور، وكذلك المضمون الذي يحاول أن يروّج له الناشر عن طريق وسائل الإعلام الحديثة». أخبار ذات صلة «الشارقة عاصمة عالمية للكتاب» واليونيسكو: تعزيز ثقافة القراءة وبناء روابط متينة بين الجمهور ومصادر المعرفة أحمد عمارة: «السلبية» هي بداية الانطلاق نحو الإيجابية أنواع القراء وقالت الكاتبة الصحفية الإماراتية عائشة سلطان: «مثلما يوجد لدينا جوانب متعددة من الأمور التي تؤثر في الشخص ليشتري كتاباً، فهناك تعدد في أنواع القراء، لكن كلنا نذهب إلى الكتب لنبحث عما نريد نحن، ولكن حينما نكون أطفالاً نشتري مثل بعضنا، وإذا كنا يافعين نتأثر بما يوجهنا إليه معلمنا أو بائع الكتب، فإذا لم تكن لدينا خبرة نشتري ما يقال لنا، وحينما نكبر وتصبح لدينا خبرة تتراكم عبر الزمن، نشتري ما يلاقي احتياجاتنا». وأشارت إلى أن معظم من يشترون كتباً لا يقرؤون نصف الكتب التي اشتروها، إما لشعورهم بأنهم تسرعوا، أو لأن الناس تتلصص على بعضها لمعرفة ماذا اشترى فلان أو فلان، قائلة: «رأيت أناساً يدخلون دور نشرٍ ويسألون عما اشتراه الناس فيشترون مثلهم». وذكرت أن «الأكثر مبيعاً» مفهوم ظهر في الولايات المتحدة لأول مرة عام 1889، واليوم بعد كل هذا التراكم صارت مؤسسات تتبنى هذا التقييم، لكن نحن في المنطقة العربية لا نقوم بذلك، بل نعتمد على إقناع الناس بأن الكتاب ضمن «الأفضل مبيعاً»، ففي بريطانيا يُطلق على الكتاب أنه ضمن الـ«بيست سيلر» إذا كانت مبيعاته تراوح بين 7 إلى 25 ألف نسخة في الأسبوع، وبالتالي فهذه المسألة معقدة. أما الكاتب الإيطالي فابيو فولو، فقال: «لا أهتم حينما أقوم بكتابة القصة أن أكتبها للإعلام، فهذا شيء خاص بي وهذه طريقتي في العمل، فأنا أقوم فقط بالتعبير عن نفسي ولا أفكر حتى هل الأشخاص سيحبون القصة أم لا، بل أعتني بنفسي فقط، وأنا كقارئ أحب الكتاب حينما يتحدث عني». وختم حديثه بالقول: «إن التسويق ليس أن نقوم ببيع الكتب، ولكن أن نعوّد الأطفال على القراءة، فحينما تقرأ كتاباً سيقودك إلى مزيد من الكتب، لكن حينما يقوم شخص بالسيطرة عليك بالتسويق ستقرأ الكتاب لمرة واحدة، فالتسويق لن يكون له معنى. فقد يكون مهماً لمرة واحد، لكن إذا لم يكن الأشخاص قد قاموا بسرده بصورة مميزة فلن يستطيعوا تسويقه مجدداً، فالعمل الأفضل هو الذي يبقى طويلاً».

مشاركة :