طهران – الوكالات: قضت محكمة إيرانية بإعدام شخص لإدانته بالضلوع في «أعمال شغب» في طهران، وفق ما أفاد موقع «ميزان أونلاين» التابع للسلطة القضائية أمس، في أول عقوبة قصوى تصدر على خلفية الاحتجاجات التي أعقبت وفاة مهسا أميني. وأورد الموقع: «صدر حكم بإعدام شخص قام بإحراق مركز حكومي، كانت وجّهت إليه تهم اضطراب النظام العام، والتجمع والتآمر بهدف ارتكاب جريمة ضد الأمن القومي، والحرابة والافساد في الأرض»، وذلك خلال محاكمة متهمين بـ«المشاركة في أعمال شغب في محافظة طهران». وأوضح أن أحكاما بالسجن صدرت بحق خمسة متهمين آخرين، وأن كلّ الأحكام الصادرة قابلة للاستئناف. ووجّهت السلطات القضائية الاتهام إلى نحو 800 شخص لضلوعهم في «أعمال شغب وقعت مؤخرا» في محافظات هرمزكان وأصفهان ومركزي، وفق موقع ميزان أونلاين. وبحسب أرقام القضاء الإيراني تم توجيه الاتهام إلى أكثر من 2200 شخص، نصفهم في طهران، منذ بدء الاحتجاجات قبل شهرين. وتشير منظّمات تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان خارج إيران إلى أن حصيلة التوقيفات تخطّت 15 ألفا، ما تنفيه السلطات الإيرانية. ونقل موقع «ميزان» عن المدعي العام في محافظة هرمزكان إعلانه أمس توجيه الاتّهام إلى 164 شخصا «متّهمين بالضلوع في أعمال الشغب الأخيرة ضد الأمن» في هذه المحافظة. وأشار الموقع إلى أنه «على هامش زيارة مركز الاحتجاز في محافظة هرمزكان أعلن المدعي العام في المحافظة مجتبى قهرماني أن 164 شخصا اعتقلوا في الاضطرابات الأخيرة سيُحاكمون اعتبارا من الخميس بحضور محامين» للدفاع عنهم. وهم متّهمون بـ«التجمّع والتآمر ضد أمن البلاد» و«الدعاية ضد النظام» و«الإخلال بالنظام العام» و«الشغب» و«التحريض على القتل» و«إصابة عناصر أمن بجروح» و«إلحاق الضرر بالأملاك العامة». من جهته، أشار المدّعي العام في محافظة أصفهان أسد الله جعفري إلى 316 قضية على صلة بأعمال الشغب الأخيرة. وقال إن 12 ممّن وُجّه إليهم الاتّهام حوكموا. وفي محافظة مركزي أعلن المدعي العام عبد المهدي موسوي توجيه الاتّهام إلى 276 شخصا، وفق ما نقلت عنه وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء «إرنا». في المقابل، أُطلق سراح مائة شاب اعتقلوا في أعمال الشغب الأخيرة من دون محاكمة بعدما وقّعوا تعهّدات بالتوقف عن المشاركة في «أعمال شغب». وتشهد إيران منذ 16 سبتمبر احتجاجات إثر وفاة مهسا أميني (22 عاما) بعد أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق. وتتّهم السلطات الإيرانية أعداء إيران وخصوصا الولايات المتحدة بالوقوف وراء الاحتجاجات التي تصفها طهران بأنها «أعمال شغب». في الوقت ذاته يشهد الوضع الصحي لمعارض إيراني بارز أُوقف في سبتمبر مع بدء الاحتجاجات في البلاد «تدهورا» بعدما بدأ إضرابا عن الطعام، وفق ما أعلن شقيقه أمس الأحد. ونقل حسين روناغي الناشط البارز في الدفاع عن حرية التعبير إلى منشأة طبية داخل سجن إيفين، وفق تغريدة اطلقها شقيقه حسن. وروناغي معتقل في سجن إيفين منذ توقيفه في 24 سبتمبر. وتقول عائلته إنه يواجه خطر الموت بسبب مشاكل صحية ولا سيما في الكلى، وتؤكد أنه مصاب بكسر في ساقيه. وروناغي مضرب عن الطعام وقرّر التوقف عن شرب الماء يوم السبت احتجاجا على رفض السلطات السماح له بالخروج من السجن لتلقي العلاج، وفق ما كان شقيقه قد أعلن سابقا. وجاء في تغريدة أطلقها حسن روناغي أمس أن «وضع حسين ازداد سوءا وتم نقله إلى عيادة في سجن إيفين». واتّهم حسن روناغي النيابة العامة بمنع نقل شقيقه «بحجج واهية» وبالسعي إلى «قتل حسين». وأعرب المخرجان الإيرانيان الشهيران جعفر بناهي ومحمد رسولوف المعتقلان مع روناغي في سجن إوين عن قلقهما على حياته، محذّرَين من احتمال تعرّضه لأزمة قلبية في أي وقت. وجاء في رسالة لهما نشرها موقع «إيران واير» الإخباري: «وفقا لأطباء السجن، بات خطر تعرّضه لسكتة قلبية كبيرا جدا». وأشارا إلى «مخاطر تكرار فاجعة» وفاة سجين سياسي في الاعتقال. وروناغي واحد من عشرات النشطاء الحقوقيين والصحفيين والمحامين الذين اعتُقلوا خلال حملة قمع الاحتجاجات.
مشاركة :