استنفار داخل الجيش الجزائري بسبب تزايد نشاط التنظيمات المتطرفة

  • 1/16/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يواجه الجيش الجزائري نشاطا مكثفا للتنظيمات المتطرفة ومهربي السلاح على تخوم الحدود المشتركة مع النيجر وليبيا، التي يفوق طولها 1400 كلم. وتفيد تحقيقات أجهزة الأمن أن تنظيم داعش في ليبيا أجرى اتصالات مع أفراد من عائلات إرهابيين بالجزائر، قتلهم الجيش بهدف ضمهم إلى صفوفه. كما أخضع القضاء 20 فتاة للتحقيق بعد اعتقالهن بشبهة الإعداد للانضمام إلى المتطرفين في ليبيا. وأعلنت وزارة الدفاع عن حجز ترسانة من السلاح الحربي في برج باجي مختار، في أقصى جنوب البلاد على مقربة من الحدود مع مالي، البلد الأفريقي الفقير الذي يعاني من «استفزازات» مجموعات إرهابية نشطة بمنطقة الساحل الأفريقي. وأفادت الوزارة بأن «دورية استطلاعية للجيش تمكنت مساء الثلاثاء الماضي من إجهاض محاولة إدخال كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة ببرج باجي مختار، تتمثل في مسدس رشاس من نوع كلاشنكوف، وخمس بنادق نصف آلية، وقاذف صاروخي، وماسورة رشاش عيار 12.7 ملم، بالإضافة إلى 1096 طلقة من عيارات مختلفة وأربعة مخازن ذخيرة». وغير بعيد عن باجي مختار، اعتقل الجيش 41 مهرب سلاح، وحجز سيارة رباعية الدفع ودراجة نارية، و17 جهاز كشف عن المعادن، ومطرقتي ضغط ومولدين كهربائيين و19.5 طن مواد غذائي مختلفة، ومبالغ مالية بالدينار الجزائري وبالعملة الأوروبية الموحدة. وبمنطقة عين قزام بالقرب من الحدود مع النيجر، أعلنت وزارة الدفاع عن اعتقال 38 مهربا من جنسيات أفريقيا مختلفة. وجرت العملية في إطار «محاربة التهريب والجريمة المنظمة»، بحسب الوزارة، التي قالت إن بعض المعتقلين كانوا يتنقلون بواسطة 3 مركبات رباعية الدفع، ومعهم 28 جهاز كشف عن المعادن. ولم تذكر وزارة الدفاع التنظيم أو التنظيمات المسلحة، إن وجدت، التي يحتمل أن ينتمي إليها هؤلاء المهربون، علما بأن أربع مجموعات إرهابية تسيطر على المشهد الأمني بالمنطقة حاليا، هي «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» و«المرابطون» و«أنصار الدين» و«داعش». وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي اكتشفت قوات الدرك مخبأ للسلاح بشقة في وسط العاصمة، وقالت السلطات وقتها إنها عثرت بداخله على 16 سلاحا حربيا، مصدره ليبيا. وقد أفادت التحريات بخصوص هذه القضية أن مهربين جزائريين أدخلا شحنة السلاح من ليبيا، بالتعاون مع متطرفين على صلة بـ«داعش». ويبين النشاط اللافت للجيش بالحدود الجنوبية، مدى تخوف المسؤولين الجزائريين مما يجري في مالي والنيجر وليبيا، حيث تعرف تجارة السلاح رواجا، ويتم تسريبها عبر حدود الدول المجاورة وبخاصة الجزائر. وأقامت قيادات أركان جيوش الجزائر ومالي والنيجر وموريتانيا آلية عسكرية مشتركة في 2010، وعهد إليها إطلاق عمليات استباقية ضد الإرهابيين والمهربين. غير أنه لم يثب لها أي وجود في الميدان، بدليل أن جماعة «المرابطون» بقيادة المتشدد الجزائري مختار بلمختار، تمكنت بسهولة من تنفيذ اعتداء على أشهر فندق بالعاصمة المالية باماكو في 21 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وقتل رعايا أجانب مقيمين به. وفي موضوع ذي صلة، فكك فرع محاربة الإرهاب بجهاز الاستخبارات خلية متخصصة في تجنيد فتيات لفائدة «داعش» إلى ليبيا. وقال محام، رفض نشر اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، إن قاضي التحقيق بمحكمة بودواو (50 كلم شرق العاصمة)، استمع الأربعاء الماضي إلى 20 فتاة تتراوح أعمارهن بين 17 و30 سنة، اعتقلهن الأمن بنفس المنطقة لضلوعهن في أنشطة إرهابية. كما أفاد المحامي، نقلا عن ملف التحقيق الخاص بالقضية، أن الفتيات كن على اتصال بمتشددين من «داعش» في ليبيا بهدف الالتحاق به، وذلك بغرض الزواج بهن. وأضاف المحامي بأن غالبية الفتيات، يتحدرن من أسر التحق أفراد منها بجماعات متطرفة بالجزائر وسوريا والعراق، وأن أغلبهم قتل. وكانت قوات الأمن قد أعلنت الأسبوع الماضي عن اختفاء ثلاث فتيات من شرق العاصمة. وقالت بأنهن سافرن إلى ليبيا عبر تونس، وأنهن يوجدن حاليا في معاقل «داعش» بسرت في ليبيا.

مشاركة :