قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن القوات الروسية دمرت البنية التحتية الرئيسة في مدينة خيرسون جنوبي أوكرانيا قبل انسحابها. ووصف زيلينسكي المعارك بأنها كالجحيم في منطقة دونيتسك الشرقية حيث تخوض القوات الموالية لموسكو قتالا أكثر صرامة بعد أن تخلت روسيا يوم الجمعة الماضي عن العاصمة الإقليمية الوحيدة التي سيطرت عليها منذ بدء الحرب في شباط (فبراير) شباط. ورحب سكان خيرسون المبتهجون بالجنود القادمين بينما قال زيلينسكي إن السلطات تعاملت مع ما يقرب من ألفي لغم وشراك وقذائف لم تنفجر خلفها الروس المغادرون في إطار مساعيها لتحقيق الاستقرار في المنطقة. وقال زيلينسكي في كلمة مصورة أمس الأول إن الروس دمروا كل البنى التحتية الحيوية: الاتصالات والمياه والتدفئة والكهرباء. وأضاف زيلينسكي إلى أن نجاح أوكرانيا في خيرسون ومناطق أخرى يرجع إلى حد ما إلى المقاومة في منطقة دونيتسك في مواجهة الهجمات الروسية المتكررة. وقال "الوضع هناك كالجحيم، تدور معارك ضارية هناك كل يوم. لكن وحداتنا تدافع بشجاعة، إنها تحافظ على خطوطنا الدفاعية". وقال بيان، بشأن اجتماع لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونظيره الأوكراني دميترو كوليبا، إن أوكرانيا ستقرر توقيت ومضمون أي إطار للتفاوض مع روسيا. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" قبل أسبوع أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن شجعت زعماء أوكرانيا سرا على إبداء الاستعداد للتفاوض مع روسيا والتخلي عن رفضهم العلني للمشاركة في محادثات السلام ما دام فلاديمير بوتين في السلطة. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أمس، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتزم عقد اجتماع عملي مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن القومي هذا الأسبوع. ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن بيسكوف قوله، في معرض رده على سؤال لأحد الصحافيين: "نعم، هناك مثل هذه الخطط. نتباحث بشأن عقد اجتماع عملي منتظم". ووفقا لبرنامج "موسكو.الكرملين.بوتين" الذي يذاع على قناة روسيا1، سيعقد الرئيس الروسي اجتماعا مع الحكومة هذا الأسبوع. وإضافة إلى ذلك، يعتزم بوتين عقد اجتماع مع لجنة "النصر" التنظيمية، وهي كيان استشاري للرئيس، تشكلت في عام 2000 لوضع سياسة موحدة للدولة فيما يتعلق بقدامى المحاربين والتعليم الوطني للروس. تأتي هذه الاجتماعات وسط انسحابات للقوات الروسية من عدة مناطق أوكرانية كانت قد احتلتها بعد الغزو في 24 شباط (فبراير) الماضي. وكان آخر انسحاب من مدينة خيرسون. وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها حققت تقدما طفيفا في منطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الوزارة إيجور كوناشينكوف إن الجنود الروس سيطروا على قرية ماجورسك بالقرب من بلدة هورليفكا أو جورلوفكا. وتعرضت القوات الروسية أخيرا إلى خسارة فادحة في خيرسون. وعقب هجمات أوكرانية مضادة ناجحة، انسحبت هذه القوات من العاصمة الإقليمية خيرسون ومناطق أخرى شمال غربي نهر دنيبرو، بعد أكثر من ثمانية أشهر من بدء الحرب. وواصلت وسائل الإعلام الأوكرانية، اليوم الأحد، نشر مقاطع فيديو لمواطنين مبتهجين يرحبون بقواتهم في خيرسون.
مشاركة :