وقعت مصر اليوم (السبت) 7 مذكرات تفاهم واتفاقيات مع شركات عالمية لخفض الانبعاثات الكربونية في قطاع البترول وذلك خلال قمة المناخ "كوب 27" في شرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر. وذكرت وزارة البترول والثروة المعدنية في بيان على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) أن وزير البترول طارق الملا شهد "توقيع 7 مذكرات تفاهم واتفاقيات بين قطاع البترول والغاز وعدد من الشركات العالمية في مجال الاستدامة وخفض الانبعاثات". وأكد الملا أن مذكرات التفاهم تهدف إلى "تعزيز قدرات صناعة البترول والغاز المصرية وإمكانياتها في مجال خفض الكربون والاستدامة البيئية للمشروعات والاستفادة من أفضل الخبرات والممارسات التي تقدمها الشركات العالمية في هذا المجال". وتضمنت الاتفاقيات مذكرة تفاهم بين الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية ((إيجاس)) وشركة ((شل)) لإنشاء إطار عمل لإدارة انبعاثات غازات الدفيئة وتقليل انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري من عمليات جميع شركاء شركة إيجاس. وقال خالد قاسم رئيس شركة شل مصر عقب التوقيع "نحن فخورون للغاية بالتعاون مع إيجاس في هذه المبادرة خاصة أن شركة شل لديها خبرات عالمية في الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وساهمت بالفعل في عدة مشروعات لإزالة الكربون في مصر". وأضاف قاسم أنه "لطالما كنا شركاء لمصر ونلتزم بدعم جهود الدولة في مسيرتها لتحويل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة وطموحاتها في إزالة الكربون من قطاع البترول". ووقعت مذكرة التفاهم الثانية مع شركتي ((سيسبليت تكنولوجيز)) و ((جنرال إلكتريك)) لإزالة الكربون الصناعي من خليج السويس. وسيتم بموجب هذه المذكرة تقييم الجدوى الفنية والاقتصادية لتطوير 1.5 جيجاوات من طاقة الرياح البحرية في خليج السويس، ويعد هذا المشروع غير مسبوق في أفريقيا والشرق الأوسط ومن المتوقع أن تعمل الكهرباء المولدة على تشغيل منشآت البترول والغاز البحرية. وقال حسين مشرفة الرئيس التنفيذي لشركة ((سيسبليت تكنولوجيز)) إن "مصر تتمتع بموارد رياح بحرية هائلة ويظهر تحليلنا للبيانات أن طاقة الرياح في خليج السويس يمكن أن تصل إلى 10 جيجاوات ويمهد هذا الإعلان الطموح الطريق نحو الاستفادة من هذه الموارد لتحويل خليج السويس إلى منطقة صناعية بصافي صفري من الانبعاثات الكربونية". ومن الاتفاقيات أيضا مذكرة تفاهم مع تحالف شركة ((بكتل العالمية)) الذي يضم شركات إنبي وبتروجت وبيكرهيوز لدراسة جدوى مشروع استرجاع غازات الشعلة لإسالة الغاز وتصديره. ووقعت مذكرة التفاهم الرابعة مع شركة ((توتال انرجيز) الفرنسية للتعاون في تقييم الجدوى لحلول إزالة الكربون بقطاع البترول بينما وقعت مذكرة التفاهم الخامسة مع شركة ((مايكروسوفت)) لتطوير خارطة طريق للاستدامة بشركة إيجاس. كذلك تم توقيع اتفاق مبدئي مع شركة ((تويوتا تسوشو)) لدراسة جدوى مشروع إنتاج الأمونيا الزرقاء كطاقة نظيفة في مصر. كما وقعت مذكرة تفاهم مع شركة ((Hiiroc)) البريطانية في مجال الحد من انبعاث غازات الشعلة وإنتاج الهيدروجين عديم الانبعاثات باستخدام تقنية الشركة البريطانية للتحليل الكهربي للبلازما الحرارية. وأشاد المهندس صلاح حافظ نائب رئيس هيئة البترول الأسبق بهذه الاتفاقيات التي تهدف إلى تخفيض الانبعاثات في قطاع البترول المصري. وأكد حافظ لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن "هناك إرادة لدي الدولة المصرية لخفض الانبعاثات الكربونية" في إطار خطة مصر للتعامل مع قضية تغير المناخ. وأشار إلى أن مصر سوف تنجح في هدفها المتمثل في الحد من الانبعاثات الكربونية خاصة أنها تبذل مجهودا غير عادي في هذا الملف. وتشمل خطة مصر التركيز على إنتاج الهيدروجين الأخضر وتحويل قطاع النقل من سيارات وقطارات إلى استخدام الكهرباء، وفقا للخبير المصري. ونوه بأن "مصر تخطط إلى أن تكون مركزا إقليميا للطاقة الخضراء وسوف تنجح في ذلك". وجاء التوقيع على هذه المذكرات والاتفاقيات غداة تنظيم يوم "إزالة الكربون" ضمن فعاليات قمة المناخ "كوب 27" في شرم الشيخ. ودعا وزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا خلال الفعالية إلى إزالة الكربون من الصناعات كثيفة الانبعاثات من أجل تحقيق أهداف خفض درجات الحرارة وبالتبعية خفض الانبعاثات فى كل مراحل إنتاج الغاز والصناعات كثيفة الانبعاثات. وأشار إلى "آليات جديدة" يمكن أن تسمح لبعض الصناعات أن تكون منخفضة الكربون ويتم تسويقها أسرع، ونوه بأن الطلب على المنتجات منخفضة الكربون يمكن أن تساعد الشركات المبتكرة على التحرك بسرعة. وأوضح أن مصر أطلقت أمس "خارطة طريق شرم الشيخ لصناعة البترول والغاز فى خفض الميثان"، مؤكدا أن العمل بوتيرة سريعة ليس خيارا.
مشاركة :