الحكومة التركية تتهم مسلحين أكراداً بالضلوع في تفجير إسطنبول

  • 11/14/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

إسطنبول – اتهمت الحكومة التركية اليوم الاثنين مسلحين أكراداً بالضلوع في انفجار أدى إلى مقتل ستة أشخاص في شارع التسوق الرئيسي في إسطنبول وقالت إن الشرطة اعتقلت 22 مشتبها بهم من بينهم الشخص الذي زرع القنبلة. وقال وزير الداخلية سليمان صويلو إن الأمر بالهجوم على شارع الاستقلال في إسطنبول صدر في مدينة كوباني بشمال سوريا حيث قامت القوات التركية بعمليات ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية في السنوات الأخيرة. واتّهم صويلو حزب العمّال الكردستاني بالمسؤوليّة عن الاعتداء، وقال "وفقًا لاستنتاجاتنا، فإنّ منظّمة حزب العمّال الكردستاني الإرهابيّة هي المسؤولة" عن الاعتداء، معلنًا اعتقال شخص متّهم بوضع قنبلة في شارع الاستقلال. وأضاف صويلو أن منفذ التفجير مر عبر عفرين، وهي منطقة أخرى بشمال سوريا. وأسفر الهجوم عن مقتل ستة أتراك، كل اثنين منهم ينتميان لعائلة واحدة. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الحادث. وأظهرت تقارير إخبارية تلفزيونية صورا لشخص، امرأة فيما يبدو، يترك صندوقا أسفل حوض زهور مرتفع بشارع الاستقلال التاريخي، الذي يحظى بشعبية بين المتسوقين والسياح ويمتد به خط للترام. وغادر خمسون شخصا المستشفى بعد هجوم الأحد الذي أثار مخاوف من أن تُستهدف تركيا بمزيد من التفجيرات والهجمات المماثلة لسلسلة الهجمات التي تعرضت لها بين منتصف 2015 و2017. وكان الرئيس رجب طيّب أردوغان ونائبه فؤاد أوقطاي قالا في وقت سابق إنّ "امرأة" هي المسؤولة عن الاعتداء، وهو ما لم يتحدّث عنه وزير الداخليّة الاثنين. واستهدف الاعتداء قلب إسطنبول النابض، المدينة الرئيسة والعاصمة الاقتصاديّة لتركيا، مسفرًا عن ستّة قتلى على الأقلّ في شارع الاستقلال التجاري المزدحم. وأدى الانفجار الذي وقع نحو الساعة 16,20 (13,20 ت غ)، إلى سقوط 81 مصابًا أيضًا، جروح اثنين منهم بالغة، بحسب آخر حصيلة، في وقت كان حشد المارة كثيفًا في الشارع الذي يرتاده السكان والسياح. واتّهم نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي مساء الأحد "امرأة" بـ"تفجير قنبلة"، من دون أن يحدّد ما إذا كانت من بين القتلى. ولاحقًا، تحدث وزير العدل بكر بوزداغ عن "حقيبة" وُضِعت على مقعد، وقال "جلست امرأة على مقعد لأربعين إلى 45 دقيقة ثم وقع انفجار. كل المعطيات عن هذه المرأة هي حاليا قيد الدرس". وفي تصريح بُثّ مباشرة على التلفزيون، ندّد أردوغان بـ"اعتداء دنيء". وأكد أنّ "المعلومات الأولية تشير إلى اعتداء إرهابي"، لافتًا إلى أن "امرأة قد تكون متورطة"، من دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل. وانتشرت بعد الانفجار مباشرة شائعات عن وقوع هجوم انتحاري، بدون أي تأكيد أو دليل. ووعد أردوغان بـ"كشف هوية مرتكبي هذا الهجوم الدنيء. فليتأكد شعبنا أننا سنعاقب المنفذين". وسبق أن واجه أردوغان سلسلة هجمات أثارت الذعر في البلاد بين 2015 و2016، أوقعت نحو 500 قتيل وأكثر من ألفَي جريح، وتبنى جزءًا منها تنظيم الدولة الإسلامية. دويّ "يصمّ الآذان" فرضت الشرطة طوقًا أمنيًا واسعًا لمنع الوصول إلى المنطقة، خشية حصول انفجار ثان. وأفاد مصوّر وكالة فرانس برس بأن انتشارًا كثيفًا لقوات الأمن منع أيضًا أي وصول إلى الحيّ والشوارع المجاورة. وقال شاهد العيان كمال دينيزجي (57 عامًا) لفرانس برس "كنتُ على بُعد 50 إلى 55 مترًا، دوّى فجأة انفجار. رأيتُ ثلاثة أو أربعة أشخاص على الأرض". وأضاف "كان الناس يركضون مذعورين. كان الصوت قويًا. وتصاعد دخان أسود. الصوت كان قويًا جدًا، يصمّ الآذان تقريبًا". أظهرت مشاهد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي للحظة وقوع الانفجار، ألسنة لهب وقد سُمع الدويّ من مكان بعيد وأثار موجة ذعر. وكان بالإمكان رؤية دخان أسود وجثث على الأرض. وسارع رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو إلى المكان وكتب على تويتر "أطلعتني فرق الإطفاء في (شارع) الاستقلال (على الوضع). إنها تواصل عملها بالتنسيق مع الشرطة"، مقدّمًا تعازيه لأقرباء الضحايا. في حيّ غالاتا المجاور، أغلقت متاجر كثيرة قبل دوامها المعتاد. وأفاد صحافي في وكالة فرانس برس بأن بعض المارّة وصلوا راكضين من مكان الانفجار والدموع في عيونهم. مع حلول الظلام، كانت الباحات الخارجية للمطاعم في هذا الحيّ السياحيّ شبه فارغة. وحظّر المجلس الأعلى للإعلام المرئي والمسموع بسرعة على وسائل الإعلام بثّ مشاهد من مكان الانفجار. وعزا مدير المكتب الإعلامي الرئاسي والمستشار القريب من أردوغان، فخر الدين التون، ذلك إلى "الحؤول دون بثّ الخوف والرعب والاضطراب في المجتمع وتحقيق أهداف التنظيمات الإرهابية". وأكد في تصريح أن "كل هيئات دولتنا ومؤسساتها تجري تحقيقًا سريعًا ودقيقًا وفعّالًا بشأن الحادثة". وحُجبت مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا بعد الانفجار، حسب موقع "نيتبلوكس" لرصد شبكة الإنترنت. شارع استُهدف في السابق أثار الانفجار مشاعر حزن ورعب لدى سكان هذا الحيّ في إسطنبول الذين سبق أن شهدوا اعتداءً كهذا في الماضي. وأُلغيت مباريات أندية إسطنبول الكبرى لكرة القدم. وشارع الاستقلال الواقع في الحيّ التاريخي لمنطقة بيوغلو هو أحد أشهر الشوارع في إسطنبول ويمتدّ على مسافة 1,4 كلم وهو مخصّص بالكامل للمارّة. يمرّ في وسطه قطار ترام قديم وتصطفّ على جانبيه متاجر ومطاعم ويرتاده نحو ثلاثة ملايين شخص في اليوم خلال عطلة نهاية الأسبوع. وسبق أن شهد الشارع في آذار/مارس 2016 هجومًا انتحاريًا أسفر عن أربعة قتلى. وأثار هذا الاعتداء الذي يأتي قبل سبعة أشهر من الانتخابات الرئاسية والتشريعية إدانات عدة من باكستان إلى الهند ومن إيطاليا الى ألمانيا حيث تقيم جالية تركية كبيرة، وكذلك من السعودية وقطر والكويت والبحرين والأردن. كما نددت الولايات المتحدة بالتفجير، وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار "نقف في وجه الإرهاب جنبا الى جنب مع تركيا حليفتنا في حلف شمال الأطلسي". وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تغريدة باللغة التركية "الألم الذي يصيب الشعب التركي الصديق هو ألمنا". وخاطب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الأتراك قائلا "نشاطركم ما تشعرون به من ألم. نقف الى جانبكم في مكافحة الإرهاب". وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال "كل أفكارنا مع شعب تركيا في هذه اللحظات الصعبة"، فيما أعرب الأمين العام لحلف شمال الاطلسي عن "التضامن مع حليفنا". وصدر الموقف نفسه من السويد المرشحة لعضوية الحلف. وغرد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ باللغتين التركية والإنكليزية قائلا "بعد أن شعرت بالصدمة من أنباء التفجير الدنيء في إسطنبول الذي استهدف المدنيين الأبرياء يجب على العالم كله أن يقف بشكل حازم وموحد ضد الإرهاب". وعبرت أثينا عن "تعازيها الحارّة للحكومة والشعب التركيين" رغم علاقاتها المتوترة مع أنقرة. واستهدف مسلحون أكراد وإسلاميون ويساريون إسطنبول بهجمات في السابق. وأعلنت جماعة مرتبطة بحزب العمال الكردستاني مسؤوليتها عن تفجير مزدوج خارج ملعب لكرة القدم بإسطنبول في ديسمبر كانون الأول 2016 أسفر عن مقتل 38 شخصا وإصابة 155 آخرين. وتقول أنقرة إن وحدات حماية الشعب الكردية، التي تؤيدها واشنطن في الصراع بسوريا، هي جناح لحزب العمال التركي. ونفذت تركيا ثلاثة اجتياحات استهدفت وحدات حماية الشعب في شمال سوريا، من بينها في 2019، حيث استولت على مئات الكيلومترات من الأرض. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هذا العام إن تركيا ستستهدفها مجددا. ويقود حزب العمال الكردستاني تمردا على الدولة التركية منذ 1984 وسقط أكثر من 40 ألف شخص ضحايا للاشتباكات. وتعتبر كل من تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية. وعبرت دول عن إدانتها للهجوم وقدمت تعازيها في الضحايا، من بينها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومصر وأوكرانيا واليونان. وربطت تركيا الدعم الذي تتلقاه وحدات حماية الشعب الكردية من واشنطن وجهات أخرى بالهجوم. وقال فخر الدين ألطون رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية إن تلك الهجمات "نتيجة مباشرة وغير مباشرة للدعم الذي تقدمه بعض الدول للمنظمات الإرهابية". وشبه صويلو التعازي الأميركية "بالقاتل الذي يكون بين أوائل الواصلين إلى مسرح الجريمة".

مشاركة :