منذ عام 2008 ومجموعة العشرين الاقتصادية تعقد اجتماعاتها الدورية عامًا بعد آخر، وفق ضوابط وخطط، تُحدِّد على وجه الدقة مسارات الاقتصاد الدولي وبرامجه مستقبلاً. ومن هنا تُمثِّل مجموعة العشرين الدول الصناعية الكبرى، إلى جانب الدول النامية والمؤثرة والفاعلة في الاقتصادات العالمية، وجميعها يمتلك 90% من إجمالي الناتج القومي لدول العالم، و80% من حجم التجارة العالمية، إضافة إلى أنها تُمثِّل ثُلثي سكان العالم، وثلاثة أرباع حجم التجارة العالمية. ويجتمع ممثلو دول المجموعة لمناقشة القضايا المالية والقضايا الاجتماعية والاقتصادية، ويبحثون ما يعين على بناء اقتصادات قوية، ويجابهون ما يعضل من مشكلات اقتصادية تواجهها مختلف دول العالم. ويسعى قادة الدول خلال اجتماعاتهم، ووزراء ماليتهم، خلال الاجتماعات التحضيرية التي تسبق القمم، إلى بلورة الأفكار، وإيجاد الحلول التي تقضي على تلك المشاكل، وتحول دون استمرارها. واستُحدثت مجموعة العشرين عام 1999م بمبادرة من قمة مجموعة السبع؛ لتجمع الدول الصناعية الكبرى مع الدول الناشئة؛ بهدف تعزيز الحوار البنَّاء بين هذه الدول بعد الأزمات المالية في التسعينيات؛ لتنسيق السياسات المالية والنقدية في أهم الاقتصادات العالمية، والتصدي للتحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي. وكان تأسيس مجموعة العشرين اعترافًا بتصاعد أهمية الدول الصاعدة، وتعاظُم أدوارها في الاقتصادات والسياسات العالمية، وضرورة إشراكها في صنع القرارات الاقتصادية الدولية. وتضم مجموعة العشرين: السعودية، الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، فرنسا، ألمانيا، الهند، إندونيسيا، إيطاليا، اليابان، المكسيك، روسيا، جنوب إفريقيا، كوريا الجنوبية، تركيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي المكمل لمجموعة العشرين، إلى جانب صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. وتأتي أهمية هذه المجموعة ليس على المستوى الاقتصادي والتعاون فيما بينها فحسب، بل لكونها تُمثِّل ثُلثي سكان العالم، أي غالبية الدول؛ ومن ثم فإن اجتماعات المجموعة تأتي بنتائج إيجابية حاضرًا ومستقبلاً؛ كونها أيضًا لا تتوقف على الجانب الاقتصادي فحسب، بل تشمل الجوانب الأخرى السياسية والاجتماعية؛ كون الاقتصاد المحرك الرئيسي للسياسة التي قد تنعكس سلبًا أو إيجابًا على الحياة الاجتماعية للشعوب.
مشاركة :