جميع المجوهرات من "شوميه" Chaumet الإدارة الإبداعية وتنسيق الأزياء: "جيف عون" Jeff Aoun الإنتاج: "لميس جودة" Lamis Joudah و"بيا بو حرب" Beya Bou-Harb تصوير: "غريج أدامسكي" Greg Adamski تصفيف شعر وماكياج: "ميشال كيواركيس" Michel Kiwarkis رغم مرور أكثر من سنتين ونصف على لقائي الأول مع الشيخة ماجدة الصباح رائدة الأعمال الخيرية، التي توجه معظم اهتماماتها للتوعية بالصحة النفسية. لا تزال في ذاكرتي صورتها وهي تتعامل بحب ورقيّ مع كل من حولها خلال جلسة التصوير التي خصتنا بها، ولا تزال معظم إجاباتها عن أسئلتي تتغلغل في أعماقي بعمقها وفهمها وتواضعها ووعيها ونظرتها الدقيقة إلى موضوعات حساسة كثيرة يرفض الكثيرون التطرق إليها، أو التحدث عنها، وخاصة معاناتهم مع الأمراض النفسية، وها نحن نلتقيها اليوم في جلسة تصوير خاصة مع دار المجوهرات العريقة "شوميه" Chaumet، وهي تطلق منصة "هُنا" للتخلص من الحرج المتعلق بالصحة النفسية، والتي تتضمن مجموعة واسعة من خيارات الموارد والخدمات والدعم النفسي في الخليج العربي، وتمتد إلى سائر أنحاء العالم، علما أنها أطلقت من قبل حملة "مو عيب" لنشر ثقافة العلاج النفسي، وتوعية المجتمع والأفراد بأن المرض النفسي ليس عيبا.   ما تفاصيل مبادرة "هُنا" منصةً للصحة النفسية؟  لا يوجد أحد منّا لا يمر بتغيرات في المزاج، والاهتمامات، والمخاوف، أو بمشكلات متعلقة بالصحة النفسية. وبسبب قلة المصادر العربية في موضوع الصحة النفسية وإيماني بأن جميع الناس يستحقون أن يكون لهم القدرة على الاطلاع على المعلومات والدعم والمصادر الكافية لتخطي الصعاب، والوصول إلى تحقيق الإمكانيات الكاملة وإيجاد الحياة الصحية الشمولية. أنشأت منصة "هُنا" التي تشمل المعلومات والخدمات المتعلقة بالصحة النفسية، لتكون واحة للمعرفة والدعم والتوجيه والمشاركة، لكل من يواجه التحديات النفسية. منصة "هُنا" تجمع مختلف المصادر والمعلومات المتعلقة بالصحة النفسية تحت مظلتها، وكذلك توفر مجاميع الدعم والفعاليات المخصصة لأهميتها ودورها الفعال في الصحة النفسية. ما الموارد التي تخصصونها للخدمات والدعم في هذه المبادرة؟ منصة "هُنا" تشمل مختلف الموارد والمعلومات المتعلقة بالصحة النفسية. وفرنا من خلال المنصة قائمة من الاختصاصيين المعتمدين، والمراكز المعتمدة، ودليلا للصحة النفسية مع نظام بحث طبقا للأعراض، ومقالات باللغة العربية، وبرامج من البودكاست وندوات الويب، وفعاليات متنوعة، ومجموعات دعم "هُنا" المخصصة. بتنا في عصر يطلق عليه عصر القلق، ما أهمية تعزيز الصحة النفسية في عالم اليوم لمواجهة التحديات الكثيرة؟  الصحة النفسية جزأ لا يتجزأ من الصحة العامة. العقل السليم في الجسم السليم، والجسم السليم يعتمد على العقل السليم. يتطلب منا جميعا أن نهتم بصحتنا النفسية لمدى أهميتها. آثار القلق الشديد يمكن أن تكون سلبية جدا إذا تم حسم المشكلة وحلها. ولذلك أخذت على عاتقي أن أبذل قصارى جهدي في تسهيل طلب المساعدة ونشر الوعي بالصحة النفسية. النظرة السلبية أو وصمة العار موجودة في معظم دول العالم، ولكن بدرجات متفاوتة. نعم، أرى أن الوضع العام في تحسن كبير منذ أن بدأنا مشوار الصحة النفسية. والناس أصبحوا أكثر جرأة في مشاركة قصصهم مع الآخرين، بما يخص رحلتهم في الصحة النفسية، وهذا أمر يسعدني جدا. لأن الصادق يلهم الآخرين بصدقه، فإذا شارك شخص واحد قصته مع مشوار الصحة النفسية بهدف نشر الوعي، فسوف يفعل الآخرون ذلك أيضا.   أنت معروفة كناشطة في مجال الصحة النفسية بعد معاناتكِ من حالة اكتئاب طويلة، ما التحديات التي واجهتكِ خلال مسيرتكِ؟ لم أكن أفقه أي شيء يتعلق بالصحة النفسية إلى أن أصابتني نوبة اكتئاب قوية، وذلك بعد إصابة والدي بجلطة دماغية. اكتشفت حينها أنه مرض عصيب يشعرك بالهوان وقلة الحيلة، حاولت كعادتي تقصي المعلومات من كل من هم حولي، لأتفاجأ بأنهم ليسوا فقط غير ملمين بأي معلومة تمتُّ لأي مرض نفسي بصلة، بل إنهم جميعا يرفضون تماما الحديث عنه، وذلك بسبب وصمة العار التي فرضتها علينا مجتمعاتنا. ومن هنا أخذت على عاتقي هذا الدور التوعوي لحماية الناس من مواجهة تلك التحديات النفسية من دون سلاح الوعي والمعرفة. أسعى لكسر الحواجز والعقبات التي تواجه الإنسانية، وخصوصا في موضوع الصحة النفسية. رسالتي أن أساعد الناس في الحصول على العافية الشاملة من خلال نشر الوعي عن الصحة النفسية والعافية. ما الرسالة التي توجهينها لقارئات "هي" في هذا المجال؟ مع "هنا" أنتِ لست وحدك. إذا مررت بصعوبات أو تحديات في الصحة النفسية، فلا تخجلي من طلب المساعدة، سواء كانت استشارة، أو قراءة مقال مفيد، أو مجموعة دعم أو غيرها.. استثمارك في وقتك لنفسك هو أفضل استثمار.