عيون وآذان (السويد الراقية واسرائيل الارهاب)

  • 1/16/2016
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

أترك إسرائيل، دولة الإرهاب والاحتلال وجريمة المؤسسات، فلا تتركني، واليوم آخذ القارئ معي لنقارن بين السويد وإسرائيل. لا مقارنة إطلاقاً، فالسويد دولة اسكندنافية راقية ومَثلٌ يُحتذى، وإسرائيل اسم مخترَع لدولة تحتل فلسطين ويسكنها ستة ملايين مستوطن يقتلون الفلسطينيين بالألوف، كما حدث في قطاع غزة في صيف 2014، أو أفراداً، كما يحدث كل يوم الآن. وزيرة خارجية السويد مارغو والستروم شكت هذا الأسبوع من أن إسرائيل تقتل فلسطينيين خارج نطاق القضاء وسلطته، وردّت حكومة إسرائيل بمنعها من دخول إسرائيل أمس (أكتب الجمعة). يا أهل المروءة راجعوا معي: والستروم كانت ستأتي إلى إسرائيل لإحياء ذكرى السويدي راؤول والنبرغ الذي أنقذ عشرات ألوف اليهود خلال الحرب العالمية الثانية من المحرقة النازية. كيف علق مجرم الحرب بنيامين نتانياهو على كلام الوزيرة السويدية؟ هو قال: «أعتقد أن ما قالت وزيرة خارجية السويد مقزز. أعتقد أنه غير أخلاقي غير منصف وخاطئ»، وزاد بعد ذلك أن كلام الوزيرة أحمق. أقول أنا إن نتانياهو كلب حرب إرهابي مقزز غير أخلاقي، ثم أقارن بين جرائمه وجهد رجل سويدي لإنقاذ اليهود وقرار حكومة التطرف والجريمة في إسرائيل منع دخول ممثلة بلد يعترف اليهود أنفسهم بأن مواطناً منه أنقذ عشرات ألوف اليهود. هذا يعني أن المتحدرين من الناجين من النازية، ولا بد أن بينهم في إسرائيل كثيرين من أسَر الذين أنقذهم والنبرغ، يردون الجميل لمنقذيهم بمنع وزيرة سويدية من دخول فلسطين المحتلة. الإرهاب الإسرائيلي ضد الفلسطينيين ما كان ليستمر من دون تواطؤ بعض الميديا الأميركية، وتقديم الكونغرس الذي تحتله إسرائيل مصالح دولة إرهابية على المصالح الأميركية نفسها. كانت إسرائيل تمنع وزيرة خارجية السويد من المشاركة في إحياء ذكرى سويدي أنقذ عشرات ألوف اليهود، عندما قرر مجلس التحرير في «واشنطن بوست» أن ينشر افتتاحية عن اعتقال السلطة الوطنية صحافياً فلسطينياً. القرار الإسرائيلي وترحيل فلسطينيين من بيوتهم في القدس القديمة لإحلال مستوطنين في أحياء المسلمين والافتتاحية كلها من أخبار الجمعة، ومجلس التحرير الذي يضم ليكوديين معروفين، اختار أن يدين قرار السلطة الوطنية اعتقال سليم سويدان ويقول إنه صحافي محترم، وهذا مع العلم أن الصحافي أفرِج عنه بكفالة كما تقول الافتتاحية نفسها. حسناً، أنا أقول إن سليم سويدان صحافي محترم ولا أريد أن يُعتقَل، ولكن هل «جريمة» السلطة الوطنية تقارَن بجرائم إسرائيل اليومية ضد الفلسطينيين؟ هل اعتقال صحافي أفرِجَ عنه بسرعة أهم لكتّاب الافتتاحية من جرائم قتل إسرائيلية يومية؟ بل إن الافتتاحية تبدأ بإشارة إلى قتل مسلحين ايتان ونعامة هنكن في سيارة أمام أطفالهما الأربعة في المقعد الخلفي والعائلة في الطريق إلى مستوطنة. الحادث هذا كان في أول تشرين الأول (أكتوبر) الماضي وكتّاب الافتتاحية تذكروه يوم الخميس فلا أزيد سوى أنني أحتقر الافتتاحية وكتّابها، ولكن أعرف أن «واشنطن بوست» جريدة ليبرالية محترمة من أهم الصحف العالمية، والافتتاحية من نوع القذى في العين.   khazen@alhayat.com

مشاركة :