كل الوطن- متابعات: مجموعة من العلماء شنوا هجوماً على الشيخ "علي جمعة" بعد تصريحاته التي قال فيها: "الاستفتاء سيعبر بالبلاد والعباد إلى بر الأمان، وكل واحد في أسرته يذهب ويعلم أن الله يؤيده، لأنه يعمر الأرض، ولأنه ضد الفساد، وضد الإلحاد، وضد النفاق والشقاق، وسوء الأخلاق". الدكتور محمود مزروعة، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالمنوفية، شن هجومًا حادًا على الدكتور علي جمعة، قائلاً، في تصريحات خاصة لـ"مصر العربية": مثل هذا الكلام ليس غريبًا على الدكتور علي جمعة، الذي لا يعد أزهريًا، وإنما تم تصعيده في المعهد العالمي للفكر الإسلامي بواشنطن، ولكلامه أهداف دنيوية ليست منزهة عن الأهواء البشرية. واضاف مزروعة موجها كلامه لـ"جمعة" قائلاً: لو كنت تطمع في مشيخة الأزهر بهذه التصريحات الغريبة التي تتملق فيها السلطة الحاكمة، فاعلم أنها ليست من حقك من الأساس، لأنك لم تدرس بالأزهر. واضاف : يؤسفني القول بأنك قد بعت نفسك وفقدت صفتك كـ"مفتي"، ولم تعد صالحًا لإعطاء فتوى أو إبداء رأي في أي قضية من القضايا الشرعية. وكشف الدكتور مزروعة عما قال إنه سر العداء والحقد الشديد من الدكتور علي جمعة، على الرئيس السابق محمد مرسي، قائلاً: أقسم بالله أن سبب نقمة علي جمعة على الرئيس مرسي، هو رفض الأخير التجديد له مفتيًا للديار المصرية، عندما طلب منه شيخ الأزهر ذلك، وهو ما سمعته بأذني من فم الدكتور مرسي. معتبرا مزروعة أن كلام "جمعة" عن الدستور لا يعد شيئًا بجانب الخطيئة التي ارتكبها عندما أباح دماء المسلمين في الميادين، قائلاً لضباط الجيش والشرطة: "اضرب في المليان"، وهو أمر لا يقول به مسلم عادي، وليس المفتي السابق. وألقى مزروعة الضوء على تصريحات الدكتور علي جمعة أثناء أزمة احتجاز عدد من المتظاهرين داخل مسجد الفتح، بعد فض اعتصام رابعة العدوية بيومين، والتي اعتبر فيها أنه "مسجد ضرار"، رغم أن هذه الصفة لم يطلقها الله ورسوله إلا على مسجد واحد في تاريخ الإسلام كله. قاطعوه وطالب مزروعة جموع المسلمين بمقاطعة علي جمعة وعدم الأخذ بآرائه وكلامه، لأنه يحلل ويحرم "حسب مزاجه"، وتناسى قول النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِن دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا"، وقوله أيضًا: "من أعان على قتل مؤمن ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله". بدوره، اكتفى الدكتور يحيى إسماعيل، الأمين العام لجبهة علماء الأزهر، بالتعليق على ما قاله الدكتور علي جمعة قائلاً: لعنة الله على السياسة التي قد تجعل العالم يبيع دينه بعرض قليل من الدنيا. وتساءل: هل هذا الدستور مؤيد من الله، باعتباره قرآنًا كريمًا يجب أن نتعبد به، أو لأنه السنة النبوية الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو ليفسر لنا الدكتور علي جمعة سر هذا التأييد الإلهي لدستور لم ينل حتى الآن موافقة الأمة، وإنما يتم التطبيل والتزيين له، رغم ما فيه من نقائص وعيوب لا تغتفر. وأشار الدكتور يحيى، إلى أنه لا يعترف بهذا الدستور المخالف للشرع، معتبرًا أن الدستور الشرعي هو ما سبق ووافقت عليه الأمة أيام الرئيس المنتخب منها. علماء السلاطين من جانبه تحدث الدكتور محمود شعبان، الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، معتبرا "علي جمعة" من علماء السلطة الذين يدورون مع الحاكم، أينما دار ولا يخشون الواحد القهار. مشيرا د شعبان الى ان "الله أراد أن يبتلي أهل مصر ليميز الخبيث من الطيب، فالدنيا كلها تعلم علماء السلطة ما صفتهم وما عملهم، وهذا ليس أول أمر للدكتور علي جمعة، فهو من أفتى بقتلنا وقتل إخواننا، ثم تبرأ من ذلك، مع أن فتواه كانت صريحة في هذا". وتابع: أقول له ولأمثاله: عند الله تجتمع الخصوم، وإلى الله المشتكى، ونحذره بحديث النبي، صلى الله عليه وسلم: "من أعان ظالماً سلطه الله عليه". واختتم كلامه بالقول: "أنصح الجميع بعدم الذهاب لهذا الاستفتاء، لأن هذا يعد إقرارًا بباطل وخضوعًا لظالم". وفى نفس السياق قال الدكتور محمد حسين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: كنا نعيب في الماضي على الشيخ محمد حسين يعقوب عندما قال "غزوة الصناديق"، وإن كانت كلمة "غزوة" لا تعد خطأ فادحًا، لأننا تعلمنا أن نطلق على الانتخابات مصطلح "المعركة الانتخابية"، وكلمة "غزوة" لا تختلف كثيراً عن كلمة "معركة"، لكننا لا ندري ما الأسس التي بنى عليها الدكتور علي جمعة تصريحاته، بأن من سيخرج للتصويت على الدستور، فإن الله يؤيده؟!
مشاركة :