اتهم رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، جهات لم يسمها بالسعي للوقيعة بين الشعب وقوات الشرطة، التي بدورها تواجه إدانات وانتقادات حادة لاستخدامها العنف المفرط في قمع الاحتجاجات السلمية، وفي موازاة ذلك، ألقت السلطات القبض على ضابط كبير بالمعاش (متحدث سابق باسم الجيش السوداني)، أعلن عن تكوين قوات عسكرية مسلحة موازية للجيش. وأظهر البرهان لدى مخاطبته، أمس، حفل تخريج ضباط للشرطة في العاصمة الخرطوم، دعماً غير محدود لقوات الشرطة، وقال إن «الشرطة ليست عدواً للشباب المتظاهرين، وهي صديقة لهم، وتقف في وجه كل من يحاول العبث بأمن المواطنين وفقاً لواجباتها الدستورية والقانونية». وأضاف أن الشرطة لم تتقاعس عن أداء مهامها والقيام بواجباتها بمهنية واحترافية، على الرغم من الصعاب والتحديات التي واجهتها خلال السنوات الماضية. كما تحدث البرهان عن وجود استهداف للجيش وقوات الدعم السريع والشرطة من قبل جهات، وقال إن «تلك الجهات لا تهمها مصلحة السودان». وشدد رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، على استقلالية الأجهزة العسكرية والنظامية الأخرى وفقاً للقوانين والتشريعات التي تسنها، بحيث لا يخضع اختيار قادتها لأي أهواء. وتواجه قوات الشرطة التي تشارك في فض المظاهرات، باتهامات استخدام العنف المفرط، ولجوء بعض أفرادها لإطلاق الرصاص الحي والمطاطي وعبوات الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين السلميين، والمعاملة خارج إطار القانون للمحتجزين بأقسام الشرطة. بدورها، تقول الشرطة إن المظاهرات خرجت عن السلمية، وتشير إلى وجود تشكيلات مدربة عسكرياً «مسلحة» وسط المتظاهرين تتبنى العنف والتخريب للممتلكات العامة والخاصة. في موازاة ذلك، ألقت السلطات الأمنية، أمس، القبض على اثنين من كبار ضباط الجيش بالمعاش، أحدهما المتحدث الأسبق للقوات المسلحة، العميد الصوارمي خالد سعد، الذي أعلن أول من أمس تشكيل قوات عسكرية تحت اسم «قوات كيان الوطن» قوامها من المقاتلين السابقين بالقوات المسلحة. وقال الصوارمي، الذي عين قائداً عاماً على تلك القوات، إن تكوين هذه القوات لخلق توازن أسوة بالأقاليم التي تمثلها حركات مسلحة، وتشارك في السلطة بممثلين في مجلسي السيادة والوزراء، مشيراً إلى أن قوات «كيان الوطن» منتشرة في جميع الأقاليم. وطالب الصوارمي بإلغاء اتفاقية «جوبا» للسلام، الموقعة بين الحكومة الانتقالية المقالة، وفصائل مسلحة من أقاليم دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق. وأوضح أن «قوات كيان الوطن» تجمع عسكري سياسي، لا يسعى للتصادم مع القوات النظامية، وأن تشكيلها جاء للضغط لأجل أن تكون هنالك قوات مسلحة واحدة في البلاد، مشيراً إلى أنهم على استعداد لتقديم تنازلات لتحقيق هذه الغاية. وأسندت رئاسة «قوات كيان الوطن» للواء المتقاعد محمد رحمة الله، ومن أبرز أهداف القوات تطبيق الحكم الفيدرالي في أقاليم أنحاء البلاد، وحفظ هيبة الدولة.
مشاركة :