بدأت فعاليات برامج مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في نسخته الـ44، يوم الثلاثاء، حيث عرضت عدة أفلام مميزة نالت إعجاب الجمهور على مدار اليوم، كما شهد المهرجان إقامة جلسة حوارية للمخرج المجري بيلا تار وسط حضور قطاع كبير من الجمهور. كانت بداية الفعاليات التي نالت اهتمام الجمهور، هو عرض فيلم "الكاراس" للمخرجة كارلا سيمون والذي يحكي عن مزارعي الخوخ في إسبانيا، والذي فاز مؤخرًا بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي، ويروي الفيلم قصة الكفاح اليومي لمجموعة من مزارعي الخوخ في إسبانيا وكيف أنهم دُفِعُوا لمواجهة مأزق في وجودهم. الفيلم تحمس له عدد كبير من الجمهور بسبب فوزه بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين، وقرروا أن يحضروا عرضه الأول بمصر من خلال مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وحصد الفيلم إعجاب عدد كبير من الجمهور الذين أشادوا بالعمل وأداء ممثليه بالرغم من حالة الإطالة غير المبررة التي سيطرت على بعض المشاهد بحسب ما وصفه عدد من الحضور. أما ثاني الفعاليات التي كانت محل اهتمام كبير بين الحضور، كانت الجلسة الحوارية للمخرج المجري بيلا تار بعد تكريمه في حفل افتتاح المهرجان، ويبدو أن الجمهور كان مهتمًا بمعرفة كواليس المسيرة المهنية للمخرج العالمي، وهو ما جعل التذاكر الخاصة بحضور الجلسة الحوارية، تنفذ سريعًا، لتمتلئ قاعة الندوة بعدد كبير من الجمهور وصناع السينما ومنهم سلوى محمد علي وعمرو عابد ويوسف عثمان وسارة عبد الرحمن وصدقي صخر، إضافة إلى النجم حسين فهمي رئيس المهرجان والمخرج أمير رمسيس مدير المهرجان. في البداية أعرب بيلا تار عن سعادته بتكريمه في الدورة الـ44 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وعرض فيلمه "Harmonies "Werckmeister خلال الفعاليات، كما كشف عن كواليس تحضيراته لفيلمه "Harmonies Werckmeister"، قائلًا إن الأفلام لها لغات مختلفة، لا يجوز ترجمتها ولكنك تستطيع أن تغير في الطريقة التي تقدمها بها وتبدع في أعمالك. وأكد بيلا تار أنه يتعامل مع الممثلين كونهم أصدقائه وعائلته، ويُفضل تكوين ثقة متبادلة بينهم؛ لأنه لا يعتمد على السيناريو والحوار المكتوب، ويوجه الممثلين للمشاعر المطلوبة من خلال إخبارهم بموقف المشهد والمشاعر المطلوبة هذا إلى جانب إخبارهم بالإطار المقرر أن يتحركوا خلاله للتصوير.  وقامت الفنانة سلوى محمد علي، بتوجيه سؤالًا له عن نوع الممثلين الذين يتعاملون معه دون وجود سيناريو وحوار واضح، ليجيبها بيلا قائلًا: "أنا أعمل مع الممثلين على أنهم بشر طبيعيين وأنا أخبرهم بالموقف فقط وأترك لهم رد الفعل، وهم يبنون الشخصية من خلال الدراما البشرية". ثالث الفعاليات التي أبهرت الحضور في اليوم الأول من مهرجان القاهرة السينمائي، هو عرض فيلم "بعيدًا عن النيل" الذي يفتتح مسابقة آفاق السينما العربية، وهو من إخراج المخرج المصري شريف القشطة، وإنتاج مشترك بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، وهو عمل وثائقي تدور أحداثه حول لجوء 12 موسيقيا من 11 دولة تطل على النيل إلى الموسيقى باعتبارها نموذجا للتعاون يتجاوز الحدود والخلافات، وخلال جولة في الولايات المتحدة، تخضع رسالة الاتحاد للاختبار. الفيلم قوبل بحفاوة وترحاب شديد من قبل الحضور الذين حرصوا على التصفيق لنجوم العمل الذي قدم كواليس مختلفة عن إحدى الفرق الموسيقية التي تتكون من أفراد يعيشون في دول مختلفة على حوض النيل بإفريقيا. وعقب عرض الفيلم، عبر مخرجه عن مدى سعادته بالعمل وعرضه لأول مرة بمهرجان القاهرة السينمائي، وأكد أن العمل استغرق حوالي عامين في المونتاج بسبب قواعد التباعد الاجتماعي الذي فرضها فيروس كورونا، كما أوضح أن فكرة السفر مع الفريق لأمريكا كانت مهمة لأنه أراد التركيز على قصص العازفين خلال رحلتهم، وهو ما نجح في الوصول إليه في النهاية. وحرص على حضور العرض الأول للفيلم بالمهرجان، عدد من نجوم فرقة "مشروع النيل" ومنهم محمد أبو ذكري وآسيا مدني وعادل ميخا ونازلي رضا وليلي ياسر وأحمد عمر وأحمد بريزة وغيرهم. الصور من المركز الإعلامي وموقع مهرجان القاهرة السينمائي