أكد رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وليد جمال الدين أن مصر ستنجح في خطتها لتصبح مركزا إقليميا لإنتاج وتداول الوقود الأخضر. وقال جمال الدين على هامش قمة المناخ (كوب 27) إن "المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تعمل في مجال توطين الهيدروجين الأخضر منذ حوالي عامين وثمار هذا أن افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي أول مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس خلال مؤتمر المناخ وهذا المصنع يمثل البذرة الأولى لهذه الصناعة المهمة التي سيتم تصدير إنتاجها من مصر إلى العالم خاصة أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط". وأضاف جمال الدين في تصريحات لوكالة أنباء (( شينخوا)) "لقد استطعنا أن نستقطب حوالي 16 مستثمرا عالميا أبدوا اهتمامهم ووقعوا مذكرات تفاهم لإنشاء مصانع (لإنتاج الهيدروجين الأخضر) داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وهناك نحو 8 مذكرات تفاهم أخرى سيتم توقعيها بعد مؤتمر المناخ". وأشار إلى أنه من بين مذكرات التفاهم الموقعة، توجد 15 مذكرة لإنشاء مصانع لإنتاج الهيدروجين الأخضر اعتمادا على الطاقة المتجددة في منطقة العين السخنة بينما واحدة تخص منطقة شرق بورسعيد لتحويل المخلفات إلى هيدروجين . وتابع أنه سيتم يوم غد خلال مؤتمر المناح (كوب 27) توقيع عقود إطارية مع بعض المستثمرين الذين تم الانتهاء من دراسات الجدوى الخاصة بهم بحيث يبدأوا في الإنتاج الفعلي للهيدروجين الأخضر في النصف الأول من العام 2026. وأوضح أنه سيتم تصدير الإنتاج إلى أوروبا فضلا عن استخدامه في تموين السفن خاصة أن المنطقة الاقتصادية تقع على مسار قناة السويس وهناك فرصة كبيرة للشركات لتموين السفن بالوقود الأخضر وبالتالي تقليل الانبعاثات. وعن المقومات التي تؤهل مصر لتصبح مركزا إقليميا لإنتاج الهيدروجين الأخضر، قال جمال الدين إن "موقع مصر المتميز هو الذي جذب الكثير من المستثمرين للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس". ومن أجل تدعيم هذه الصناعة، أوضح جمال الدين أن هناك اهتماما مصريا بالصناعات المكملة والمغذية ونتحدث مع شركات عالمية لتوطين صناعة المحولات الكهربائية والتوربينات الهوائية والألواح الشمسية والبطاريات الكهربائية التي تخزن هذه الطاقة وصناعات كثيرة أخرى حتى نقلل تكلفة هذه المنتج. وأشار إلى أن المنطقة الاقتصادية تعمل على تنفيذ البنية التحتية اللازمة لمشاريع الهيدروجين مثل ممر الخدمات ومحطة التحلية ورصيف الصب السائل ومخازن الأمونيا. وحول حجم الاستثمارات المتوقع ضخها في مشروعات الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، قال جمال الدين إن المشروعات التي سيتم توقيعها في مؤتمر المناخ فقط تتراوح استثماراتها ما بين 40 إلى 60 مليار دولار على مدار 20 عاما. وأكد أن المصنع الذي تم افتتاحه خلال قمة المناخ والاهتمام الكبير من جانب المستثمرين يثبتان أن مصر ستنجح في خطتها لتصبح مركزا إقليميا لإنتاج وتداول الوقود الأخضر وشدد على أن الحكومة المصرية جادة في هذا الملف وتنفذ المطلوب من جانبها لتوطين هذه الصناعة. وأوضح أن المصنع بدأ بالفعل في إنتاج أمونيا خضراء بقدرة 100 ميجاوات لكن الإنتاج سيصل إلى ذروته في عام 2024 وذلك بإجمالي استثمارات يبلغ نحو 497 مليون دولار. وعن حجم الاستثمارات والمشروعات المقامة بالفعل داخل المنطقة الاقتصادية بقناة السويس، قال جمال الدين إن الاستثمارات تبلغ 18 مليار دولار سواء كانت في الموانئ أو المناطق الصناعية أو البنية التحتية. ونوه المسؤول المصري بأن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس دشنت بالتزامن مع قمة المناخ (كوب 27) حملة ترويجية لجذب الاستثمارات الأجنبية من الخارج. وأوضح أن هدف الحملة تعريف المستثمرين بالمنطقة الاقتصادية وإنجازاتها والقطاعات المستهدفة بها ولفت إلى أن الحملة استهدفت الشركات العالمية مباشرة لاستقطابها. وعلق المسؤول المصري على المنطقة الصناعية الصينية "تيدا" في العين السخنة ودورها في تعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر والصين بالقول إنه "تعاون مهم جدا وتيدا من مراكز المستثمرين الصناعيين المهمين لنا والمرحلة الأولى منها تمت بنجاح وحاليا تعمل في المرحلة الثانية". وأضاف أن منطقة تيدا الصناعية تعزز التعاون الاقتصادية بين مصر والصين وتساعد على زيادة الاستثمارات الصينية في مصر. ورأى أن منطقة تيدا "نموذج فعال ويحتذي به" من قبل المناطق الصناعية الأجنبية الأخرى التي سيتم تنفيذها في مصر.
مشاركة :