اتهمت السلطات التركية، اليوم، حزب العمال الكردستاني التركي المتمرد بالوقوف وراء الهجوم بالقنبلة الذي وقع، أمس، في شارع الاستقلال بمنطقة تقسيم، وأدى إلى مقتل 6 أشخاص أتراك، وأعلنت القبض على امرأة سورية اتهمتها بوضع الحقيبة التي احتوت القنبلة تحت أحد المقاعد في الشارع الذي يعد مقصداً سياحيا رئيسياً. وقال وزير الداخلية سليمان صويلو إن «العمّال الكردستاني» هو المسؤول عن استهداف قلب العاصمة الاقتصاديّة لتركيا، بينما تم الكشف عن المنفذة الرئيسية وتدعى أحلام البشير، وهي سورية دخلت البلاد قبل أسبوع عبر منطقة عفرين، وقالت الشرطة إنها تصرفت بناء على أوامر تلقتها من «العمال الكردستاني» في مدينة كوباني (عين العرب) على الحدود السورية ـ التركية، التي يسيطر عليها مقاتلو «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) المدعومة من واشنطن، وتلقت تدريباً على يد «وحدات حماية الشعب الكردية» التابعة للحزب الديموقراطي الكردستاني السوري الذي تعتبره أنقرة أحد أفرع «العمال الكردستاني». وكشفت شرطة إسطنبول أنها بعد فحص تسجيلات 1200 كاميرا، تمكنت من التعرف على البشير وتوقيف 46 متورطاً آخر بالهجوم، مضيفة أنهم كانوا يستعدون لتنفيذ هجمات أخرى في مناطق تركية مختلفة حسب اعترافاتهم. وقال صويلو إن «منفذي الهجوم الإرهابي لو لم يتم إلقاء القبض عليهم كانوا سيهربون إلى اليونان، وسيصفّون منفذة الهجوم لقطع الطريق أمام الوصول إليهم»، رافضاً قبول تعزية السفارة الأميركية بضحايا التفجير، قائلاً: «لا نقبل التعزية من السفارة الأميركية ونرفضها، نعرف من يدعم الإرهاب في شمال سورية، ونعرف الرسالة التي أرادوا إيصالها لتركيا من خلال هذا الهجوم». وأضاف: «من يدعم المنظمات الإرهابية في شمال سورية هو من نفذ الهجوم ضدنا، وسنرد بشكل قوي جداً على الرسالة التي وصلتنا من هذا الهجوم»، مشدداً على أن تركيا ستواصل مكافحة الإرهاب حتى النهاية مهما كلف الثمن، ووصف بعض حلفاء أنقرة (لم يسمهم) بـ «عدم المصداقية في تحالفهم معها جراء دعمهم الإرهاب والإرهابيين إما باحتضانهم أو تمويلهم أو دعمهم في مناطق سيطرتهم». وفي بيان نفى «العمال الكردستاني» ضلوعه بالهجوم، وقال الحزب المصنف منظمة إرهابية من تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة: «اننا لن نستهدف مدنيين بشكل مباشر، ولا نقبل أعمالاً تستهدف مدنيين»، مؤكداً «ليس وارداً بالنسبة لنا استهداف المدنيين بأي شكل من الأشكال». وأثار هذا الاعتداء، الذي يأتي قبل سبعة أشهر من الانتخابات الرئاسية والتشريعية، إدانات عدة من الكويت والسعودية وقطر والكويت والبحرين والأردن ومصر والعراق وكذلك باكستان والهند ومن إيطاليا إلى ألمانيا حيث تقيم جالية تركية كبيرة. كما نددت الولايات المتحدة بالتفجير، وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار: «نقف في وجه الإرهاب جنباً إلى جنب مع تركيا حليفتنا في حلف شمال الأطلسي». وفي إيران، التي كانت تقارير إسرائيلية وتركية أشارت إلى أنها تنوي استهداف رعايا إسرائيليين على الأراضي التركية، والمتهمة بالاحتفاظ بصلات عسكرية ومادية مع «العمال الكردستاني»، أعرب وزير الخارجية حسين عبداللهيان عن تعازيه وتعاطفه مع حكومة وشعب تركيا، مضيفاً أن «الإرهاب مدان في كل مكان من تقسيم إلى شاهجراغ»، في إشارة إلى المرقد الشيعي في مقاطعة شيراز الذي تبناه تنظيم داعش في 26 أكتوبر الماضي وتسبب في قتل 15 إيرانياً.
مشاركة :