فوز ساحق لمرشحة المعارضة في الانتخابات الرئاسية في تايوان

  • 1/16/2016
  • 00:00
  • 21
  • 0
  • 0
news-picture

اصبحت تساي إينغ-وين من حزب المعارضة الرئيسي فى تايوان أول امرأة تفوز بالرئاسة في الجزيرة، بعدما اقر حزب الكومنتانغ الحاكم بهزيمته في انتخابات السبت فيما أدار الناخبون ظهرهم للتقارب في العلاقات مع الصين. وقال مرشح حزب الكومنتانغ إريك تشو للحشد المتجمع أمام المقر الرئيسي للحزب في تايبيه بعد ثلاث ساعات على اقفال مكاتب الاقتراع "أنا آسف (...) لقد خسرنا. حزب الكومنتانغ خسر في الانتخابات. لم نبذل الجهد الكافي وخيبنا توقعات الناخبين". ومع استمرار عملية فرز الأصوات، أظهرت الأرقام المباشرة للتعداد على القنوات التلفزيونية أن تساي ضمنت فوزا تاريخيا ساحقا، بحصولها على نحو 60 في المئة من الأصوات في مقابل 30 في المئة لتشو. ويفترض أن تحل الاكاديمية السابقة تساي اينغ-وين البالغة 59 عاما محل حزب الكومنتانغ الحاكم في تايوان، والذي يطبق منذ نحو عشر سنوات سياسة تقارب مع بكين برعاية الرئيس الحالي ما يينغ-جيو. وتقود تساي الحزب الديموقراطي التقدمي الرئيسي المعارض والأكثر حذرا تجاه الصين، ويتوقع أن تستفيد من القلق حيال العلاقات الثنائية وارتياب قسم كبير من الناخبين وعددهم 18 مليونا من العملاق الصيني والركود الاقتصادي. وأغلقت مراكز الاقتراع أبوابها عند الرابعة بعد الظهر (08,00 ت غ)، وبدأت الحشود بالتجمع أمام المقر الرئيسي للحزب الديموقراطي التقدمي في تايبيه. وبعد انتخابها، حذرت تساي الصين من أن "القمع" من شأنه أن يضر بالعلاقات بين البلدين. وقالت "يجب احترام نظامنا الديموقراطي والهوية الوطنية. أي شكل من أشكال القمع سيضر باستقرار العلاقات". وتعهدت تساي بـ"العمل من أجل الحفاظ على السلام والاستقرار" في العلاقات مع الصين، لكنها شددت على أنها يجب أن تعكس الإرادة الشعبية. وقالت "علينا أن نضمن عدم حدوث أي استفزازات أو حوادث". وأمام مقر الحزب المعارض، قالت أنغيلا تشي الناخبة التي أتت من مكان إقامتها في سان فرانسيسكو للمشاركة في الانتخابات إنه "لا يحق للصين أن تستحوذ على تايوان، وهذا ما نريد قوله للعالم". وبلغ تحسن العلاقات بين تايوان وبكين ذروته في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر مع عقد أول قمة بين البلدين منذ الانفصال العنيف بينهما منذ أكثر من 60 عاما. ورغم توقيع اتفاقيات التجارة والطفرة السياحية التي شهدتها تايوان، يعتقد كثير من الناس أنه باعتماد بلادهم اقتصاديا على بكين، ستفقد الجزيرة هويتها وسيادتها. ويرى كثيرون أيضا أن هذه السياسات لم تعد بالفائدة إلا على المؤسسات الكبيرة. ويوضح ناخب يدعى لي ويبلغ من العمر 65 عاما أن "تايوان بحاجة إلى تغيير اقتصادي وسياسي". وأضاف أن "الحكومة تعتمد بشكل كبير على الصين، وهذا ضار لديموقراطيتنا". وتركت البلاد لمصيرها منذ العام 1949 عندما لجأ إليها قوميو الكومنتانغ بعد هزيمتهم أمام الشيوعيين. وبعد وفاة تشانغ كاي-تشيك في العام 1975، بدأت تايوان بالتحول إلى الديموقراطية تدريجيا. وتعتبر الصين أن تايوان لا تزال جزءا لا يتجزأ من أراضيها ويمكنها أن تستعيدها بالقوة إذا ما لزم الأمر. -الحذر من بكين- واذ ابدى بعض الناخبين خشيتهم من انتصار تساي، اوضحت المرشحة الفائزة أن على تايبيه إنهاء الاعتماد الاقتصادي على بكين، مع تاكيدها انها ستستمع إلى الرأي العام في ما يتعلق بالعلاقات الثنائية. وللدلالة على البراغماتية، قالت إنها حريصة على الحفاظ على "الوضع الراهن"، في تلطيف للخطاب التقليدي الاستقلالي للحزب الديموقراطي التقدمي. وأبرمت الصين وتايوان اتفاقا ضمنيا في العام 1992 يجزم بأن هناك "دولة صينية واحدة"، وترك الخيار لكل طرف بتفسير ذلك كما يراه مناسبا. وهذا الاتفاق هو لطمأنة بكين، ولكن أيضا الولايات المتحدة، الحليفة الرئيسية لتايوان، التي تخشى على استقرار المنطقة. وتعلم تساي بأن السواد الأعظم من الناخبين يريد السلام، في حين لم يعترف الحزب الديموقراطي أبدا بهذه الآراء. وكانت الصين حذرت فعلا من أنها لن تتعامل مع زعيم لا يعترف بأن تايوان جزء من "الصين الواحدة". ويتوقع خبراء تدهور العلاقات. واعتبر جان بيار كابيستان من جامعة هونغ كونغ أن "العلاقات ستكون أكثر تعقيدا وتقلبا. ستتدهور العلاقات، لكن مصلحة بكين هي في الحفاظ على التبعية الاقتصادية لتايوان". وبعد فوز تشاي، فرضت بكين حظرا على حسابها على موقع "ويبو"، شبكة التواصل الاجتماعي الرئيسية في الصين، في محاولة للحد من التغطية الإعلامية لانتخابها. إلى ذلك، هنأت الولايات المتحدة تساي بفوزها، وأشادت بسلفها لجهوده في تحسين العلاقات مع الصين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي "نحن نتطلع إلى العمل مع تساي وقادة تايوان من جميع الأطراف لتعزيز مصالحنا المشتركة، وتعزيز اكبر للعلاقات غير الرسمية بين الولايات المتحدة والشعب التايواني". المصدر: (أ ف ب)

مشاركة :