المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر روبير مارديني في مقابلة مع الأناضول: - طرحنا مبادرة للإنذار المبكر للفئات الضعيفة تدعم 500 مليون شخص بنحو مليار دولار خلال 5 سنوات - المتضررون من النزاعات المسلحة الأشد ضعفاً والأقل استعداداً للتأقلم مع آثار تغيرات المناخ - اجتماع مخاطر المناخ والنزاعات يهدد أرواح الناس وصحتهم ويزيد من حدة انعدام الأمن الغذائي والمائي - رأت فرقنا الميدانية في إفريقيا كيف أُجبِر السكان المحليون على إعادة تشكيل حياتهم جراء أضرار تغير المناخ - اقترحنا في مؤتمر المناخ خطوات ملموسة لسد الفجوة المالية ووصول المساعدات للمجتمعات الهشة المتضررة - على العاملين في المجال الإنساني أن يكونوا قدوة في الحد من الانبعاثات المضرة بالبيئة - يجب أن نتكاتف ونعمل بشكل جماعي للوفاء بالتزاماتنا بدعم المتضررين من تغير المناخ - ساعدنا العديد من المزارعين والرعاة في إفريقيا على مواجهة تقلبات المناخ المتزايدة قال المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر روبير مارديني، إن اللجنة الدولية شاهد عيان على تضرر المجتمعات الهشة من تغير المناخ. وأضاف في مقابلة مع الأناضول أنهم استطاعوا أن يشهدوا بأنفسهم حجم التأثير السلبي لتغير المناخ على تفاقم حالة الضعف عند المجتمعات الهشة. وأردف: " نرى عبر فرقنا العاملة في الميدان أن المتضررين من النزاعات المسلحة هم الفئات الأشد ضعفاً والأقل استعداداً للتأقلم مع آثار التغيرات المناخية، بسبب تدمير النزاعات للبنى التحتية وتردي الخدمات وتدهور الوضع الاقتصادي والبيئي للمجتمعات المحلية". وذكر مارديني أنهم طرحوا مبادرة لدعم 500 مليون شخص بجمع ما لا يقل عن مليار فرنك سويسري (نحو مليار دولار) خلال 5 سنوات تركز على الإنذار المبكر للفئات الضعيفة. وأطلقت الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) خلال قمة المناخ "كوب27"، منصة لمواجهة تغير المناخ ورفع قدرات المجتمعات الأكثر عرضة لتأثيرات التغيرات المناخية. وتهدف المنصة لدعم العمل الاستباقي وخلق تكيف مناخي أفضل، عبر تطبيق الحلول المناخية المعتمدة على الطبيعة وتدعيم شبكات الأمان والحماية الاجتماعية للاستجابة للصدمات. وتشارك اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اجتماعات قمة المناخ المنعقدة بشرم الشيخ المصرية، بإلقاء الضوء على المخاطر المتضاعفة التي باتت تصيب المجتمعات الهشة. ** مظاهر تضرر المجتمعات الهشة قال المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر إن السكان المحليين في المجتمعات الهشة يخبرونهم باستمرار عن التغيرات المناخية الهائلة التي لاحظوها في بلدانهم. وأضاف: "الحياة اليومية لهذه المجتمعات تزداد قسوة جراء عنف النزاعات والتغيرات المناخية، وبات هؤلاء الناس عاجزين عن إدراك ما يجري في بيئتهم، ولم يعودوا يقرؤون الطقس كما اعتادوا، فهم بلا حول ولا قوة في وجه التغيرات المناخية. وأكد روبير مارديني أن "التغيرات المناخية تجبر الناس على إعادة تشكيل حياتهم" قائلا: "سمعنا ذلك من رعاة الماشية في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى، وهم يصفون لنا كيف خسروا الماشية وأجبروا على تغيير أسلوب حياتهم، والعمل في مجال الرعي في هذه المناطق ليس مجرد مهنة فهو نشاط ممتزج بصميم هوية الناس وأسرهم". وتابع: "في إفريقيا الوسطى، سمعنا قصصا حزينة من السكان الذين اضطروا لترك بيوتهم على نهر أوبانغي وخسروا ممتلكاتهم ودمرت زراعتهم وماتت مواشيهم بسبب الفيضانات التي باتت متكررة وتتزايد حدتها". ورغم هشاشة هذه المجتمعات وصعوبة ما تواجهه، قال مارديني: "ما تمر به هذه المجتمعات من محن لا يحتل مرتبة مرتفعة على جدول أعمال مؤتمر المناخ العالمي، فهذه المجتمعات لا تزال ضمن أكثر الفئات المهملة فيما يتعلق بالعمل المناخي والتمويل المخصص له". وذكر مارديني أن السبب الأساسي لحضور اللجنة الدولية للصليب الأحمر لمؤتمر قمة المناخ، هو " التنبيه إلى العواقب الإنسانية لمخاطر المناخ والتدهور البيئي على الأشخاص والمجتمعات الهشة والدعوة لتقديم المساعدة اللازمة للدول المتضررة". وأضاف: "بالأمس شاركنا في حدث لمناقشة كيفية تمكين المجتمعات المتأثرة من الوصول إلى تمويل المناخ، ونشرت اللجنة الدولية حديثاً ورقة عن التمويل المناخي تقترح خطوات ملموسة تساعد على سد هذه الفجوة حتى تصل المساعدات للمجتمعات الأشد ضعفاً". ** جهود إنسانية لمواجهة مخاطر المناخ وحول استجابة اللجنة الدولية للصليب الأحمر للمخاطر التي تواجه المجتمعات الهشة بسبب التغيرات المناخية، شدد روبير مارديني على أن "اجتماع مخاطر المناخ والنزاعات يهدد أرواح الناس في المجتمعات الضعيفة وصحتهم ويزيد من حدة انعدام الأمن الغذائي والمائي". وقال مارديني: "نحن كجهة عاملة في المجال الإنساني على الأرض علينا تغيير طريقة عملنا، فنحن ندرك أن هذه التحديات تحتاج إجراءات وقائية على المدى البعيد تعزز قدرات الناس على التأقلم على مخاطر المناخ". وأوضح أنهم في الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) أطلقوا خلال مؤتمر "كوب 27" منصة لمواجهة تغير المناخ ورفع قدرات المجتمعات الأكثر عرضة لتأثيرات التغيرات المناخية. وذكر أنهم عبر هذه المنصة طرحوا مبادرة تدعم 500 مليون شخص عن طريق جمع ما لا يقل عن مليار فرنك سويسري (نحو مليار دولار) خلال 5 سنوات تركز على الإنذار المبكر. وتابع مارديني: "نحن مثلا نساعد العديد من المزارعين والرعاة في دول إفريقية عديدة على مواجهة التقلبات المتزايدة في مواسم هطول الأمطار وفترات الشح المائي عبر دعم نظم الري والمساعدة في توفير البذور الأعلاف وتخزينها". وأضاف: " في مالي عملنا بالتعاون مع إدارة الإرصاد الجوية على توفير معلومات موثوقة عن المناخ والطقس لتصل للمحتاجين لهذه البيانات وهم يشكلون 80 بالمئة من السكان، حيث يعتمد هؤلاء على الزراعة والري المطري". وأردف مارديني: "وفي إفريقيا الوسطى تجف الآبار الضحلة بشكل متزايد في مواسم الشح المائي، فساعدنا السكان المحليين بحفر آبار تصل للطبقات العمية من الأرض". وزاد: "في العراق حيث تعاني الدولة من الإجهاد المائي، عملنا على توفير شبكات ضخ وإعادة إصلاح شبكات المياه لتخفيف إنهاك الموارد، ونسعى إلى توفير حلول تتضمن تقليل فقد المياه بدلا من استهلاك المزيد منها". ** دعوة للتكاتف والالتزام ودعا المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر إلى اعتماد "نهج متكامل ومتجدد يتأقلم مع التغير المناخي" لتحقيق فعالية جهود مساعدة المجتمعات الهشة لتجاوز تحديات مخاطر المناخ. وقال مارديني إن "الاستجابات الدولية التي يمكن أن تساعد المجتمعات المحلية على التكيف مع مخاطر المناخ تتجاوز في الغالب ما يمكن أن تقدمه الجهات الفاعلة في مجال العمل الإنساني". وأضاف: "نحن أيضا نعمل على تحفيز العمل المناخي الجماعي من خلال تحفيز مبادرات مثل ميثاق المناخ والبيئة للمنظمات الإنسانية، حيث وقعت عليه أكثر من 300 منظمة حول العالم حتى الآن، ويحظى بدعم دول مثل سويسرا وأمريكا والنرويج". وذكر مارديني في هذا الخصوص، أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تتعاون مع أصحاب المصلحة الرئيسيين والمجتمعات المحلية والباحثين والدول الفاعلة في مجال التغيرات المناخية، للدعوة إلى اتخاذ إجراءات ملموسة في مجال التغيرات المناخية، واستكشاف الممارسات والحلول التي تنجح مع المجتمعات الهشة وكيفية تحفيز تمويل المناخ. وأشار مارديني إلى ضرورة التكاتف للتصدي للمخاطر التي تواجه المجتمعات الهشة، وقال: "حتى نضمن وصول المساعدات للأماكن الصعبة التي تعاني من النزاع والعنف علينا أن نتعلم من الآخرين وندعم بعضنا". وطالب المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر المنظمات الإنسانية بدور فاعل في تقليل انبعاثات الكربون وغازات الاحتباس الحراري. وقال مارديني: "تهدف اللجنة الدولية أن تكون قدوة يحتذي بها الآخرون من خلال الالتزام بخفض غازات الاحتباس الحراري بنسبة 50 بالمئة على الأقل بحلول عام 2030 بالمقارنة بمستويات عام 2016". وختم بالقول: "يجب أن نعمل بشكل جماعي للوفاء بالتزاماتنا بدعم الفئات الهشة المتضررة من تغير المناخ، حتى تتأقلم مع التغيرات التي طرأت على حياتها، ولن نسمح باستبعاد الكثير من الناس من هذه القضية". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :