سوريون أنقذوا فتيات من التحرش في أحداث رأس السنة بألمانيا لكن الإعلام يتجاهلهم

  • 1/17/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

على عكس الكثير من الدعوات التي خرجت ضد اللاجئين العرب على خلفية حادثة التحرش في مدينة كولونيا الألمانية ليلة رأس السنة، قالت فتاة أميركية تعرّضت للتحرش أيضاً إن شباباً سوريين قاموا بإنقاذها من بين يدي مجموعة كانت تحاول ملامسة جسدها وتقبيلها. فحين أحاطت مجموعةٌ من المحتفلين السكارى بـكيتلين دانكن، طالبة قسم علوم الأعصاب من مدينة سياتل الأميركية، خارج محطة القطار في مدينة كولونيا الألمانية، انتابتها حالة من الرعب. ولسوء حظها انفصلت في الزحام عن صديقها الألماني الذي كان يحمل هاتفها المحمول ومحفظة نقودها، بحسب ما ذكرته لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية. وأوضحت دانكن، البالغة من العمر 27 عاماً، أن مجموعة من الشباب أحاطت بها وبدأت بملامسة جسدها، وأن أحدهم انتزع قبعتها عن رأسها، بينما حاول آخر تقبيلَ وجهها ورقبتها. الفتاة الأميركية طلبت حينها كحال المئات من الفتيات اللواتي قلن لاحقاً إنهن تمت مهاجمتهن من الحشد، مساعدة الشرطة الألمانية، لكنهم كانوا منشغلين بمحاولة إخلاء الساحة التي جرت فيها حادثة التحرش. ولكن وبخلاف الضحايا الأخريات اللواتي أثارت شكواهن بأن الذين هاجموهن كانوا لاجئين من شمال إفريقيا وعرباً، جدلاً جديداً حول قدرة ألمانيا على دمج اللاجئين، قالت دانكن إنه تم إنقاذها من قبل مجموعة من اللاجئين السوريين، لكن نادراً ما يتم ذكر ذلك في الإعلام. وشرحت دانكن قائلة: حين أصبح الحشد أكبر وأكثر جموحاً جاء إليّ غريبٌ وسألني إن كنتُ بحاجةٍ إلى مساعدة. كان وصديقه يتحدثان لغة ألمانية ضعيفةً، فقام الشاب بإحضار صديقٍ له يتحدث الإنكليزية. كان اسمه هشام أحمد محمد من حلب السورية، وكان قد التقى في كولونيا بستة أو سبعة من أصدقائه الذين يعيشون في مختلف أنحاء ألمانيا ليحتفلوا معاً بالعام الجديد. عرض الشباب نقوداً على دانكن كي تستطيع استئجار سيارة تقلها إلى بيت عائلة صديقها، كما قالت للصحيفة. عرضوا أيضاً الاتصال بصديقها، لكن دانكن لم تكن تتذكر الرقم، قائلة لهم: أعرف أنه توجد سبعات كثيرة في الرقم لكن هذا لا يكفي. أقنعت دانكن الشباب بأن يشكلوا حلقةً حولها بحيث يستطيعون التحرك وسط الحشد. وصفت شكل صديقها لهم، وأخيراً تمكنوا من العثور عليه في المحطة. وبكت دانكن قائلة: شعرت بالراحة حقاً حين رأيته. أحمد محمد، المدرس السابق في مدرسة ابتدائية، قال إنه غادر حلب إلى تركيا في عام 2014، وإنه وصل إلى ألمانيا عبر البلقان والنمسا في شهر سبتمبر/أيلول الماضي. وأشار إلى أنه ترك زوجته وولديه في قرية قرب الحدود السورية التركية وأنه يعيش في بلدة صغيرة قريبة من كولونيا مع سوريين آخرين، ويدرس الألمانية منتظراً منحه اللجوء. وقال محمد في مقابلة هاتفية مع الصحيفة، أمس الجمعة، إنه وأصدقاؤه أيضاً شعروا بأنهم ليسوا في أمان تلك الليلة، ووجه اللوم لـالشباب السيئين الذين كانوا يشربون ويدخنون الماريغوانا أو شيئاً من هذا القبيل، إذ كانوا قد فقدوا عقولهم. يشعر محمد وغيره الآن بالقلق من أن الألمان وغيرهم من الأوروبيين سيصلون الآن إلى قرارات تصعِّب من وصول وافدين جدد. وأوضح نسمع الأخبار عن اللاجئين كل يوم، ومفادها أنهم أشخاص سيئون، وأنه تجب إعادتهم إلى أوطانهم. حين أسمع ذلك أشعر بالأسف؛ لأننا نعرف أنه يوجد أشخاص سيئون، لكن لا أحد يذكر الأخيار أبداً. بدأت حكاية دانكن كحكايات أخرى كثيرة.، وحكت لـ huffpostarabi في محادثة تليفونية مطولة، من مكان إقامتها في مدينة توبينغن جنوبي ألمانيا، عن الرعب الذي عاشته تلك الليلة. وسردت دانكن أن أحد الرجال أمسك بقبعتي ونزعها عن رأسي. شخص آخر أتى من خلفي وأمسك بي، باحثاً عن شيء في جيبي على الأرجح، التفتت لأدفعه بعيداً عني لأنه كان يلمس جسدي، التفت لأستعيد قبعتي وأرتديها، حاول شخص آخر تقبيل وجهي ورقبتي. دفعته بعيداً وصرخت قائلة: ما خطبك؟ اعتقدت أن الأمر غريبٌ نوعاً ما، لكنها ليلة رأس السنة والناس شربوا الكثير من الكحول. سأحاول العثور على صديقي ومغادرة المكان. لكن الشرطة أخافتها أكثر حين بدأت بإخلاء الساحة. سألت شخصاً أميركياً هناك ما إذا كانوا يصوّرون ما يحدث وما إذا كان الأمر احتجاجاً سياسياً، فأجابها الصديق بأنه يظن أن الشرطة تحاول ربما إجهاضَ هجومٍ إرهابي. وقالت دانكن: هنا فكرت أن الأمر لا يمكن أن يقود إلى خير، يجب أن أغادر المكان بأسرع وقت. لكن تدافع الحشد دفعني باتجاه مجموعة كبيرة من الشباب، 8 أو 9 منهم. وبدأوا بملامسة جسدي وشدّ شعري. بدأت بركلهم ودفعهم حتى استطعت الخروج من بينهم. كنت حقاً خائفة. وتضيف تطلب الأمر أياماً حتى أدركت أن مئات النساء تعرضن لحوادث مشابهة، تفاجأت حين عرفت عدد النساء اللواتي تعرضن للتحرش، فأنا لم أرَ هذا يحدث لآخرين هناك، أدهشني أن ما حدث كان أكبر من تصوراتي. دانكن وصديقها الألماني على تواصل مع منقذها السوري، وهي تكلّمه مرة كل يومين، بينما يقول السيد أحمد محمد: أنا وأصدقائي فرحون للغاية لأننا استطعنا مساعدة شخص. والآن لدينا صديقة في ألمانيا، وهذا النوع من العلاقات ضروري لمن يريد أن يبدأ حياةً جديدةً هنا. واختتمت دانكن كلامها بالقول: في النهاية، مضت الأمور على خير، رغم أني لم أكن أخطط لدخول السنة الجديدة هكذا. رابط الخبر بصحيفة الوئام: سوريون أنقذوا فتيات من التحرش في أحداث رأس السنة بألمانيا لكن الإعلام يتجاهلهم

مشاركة :