شهدت قلعة المويجعي بمدينة العين الأمسية الأولى من برنامج «الكلمة المغناة» الذي يحتفي مهرجان العين للكتاب 2022 فيه برموز الشعر النبطي وإرثهم من القصائد المغناة الخالدة، وتناولت الأمسية الأولى قصائد الشاعر الإماراتي الراحل سالم الكاس، لتحمل الجلسة عنواناً من أهم قصائده المغناة «هوب عارف وين باحلي»، وشارك فيها كل من الدكتورة عاشه الشامسي، وعبدالله الشامسي، وياسر النيادي، إلى جانب خليفة عبيد الظاهري، وجمال مطر، والمطرب الإماراتي خالد محمد. وأدار الأمسية الإعلامي جمال مطر، الذي استهل الأمسية باستذكار سيرة الشاعر الإماراتي الراحل سالم الكاس، الذي ولد في عام 1915 بمنطقة الجيمي بمدينة العين، وتميز بذكائه وتميزه في نظم الشعر النبطي، متأثراً بالبيئة التي نشأ فيها التي كان لها دور بارز في ولادة شعراء كبار ومتميزين في مدينة العين. فيما تغنى المطرب الإماراتي خالد محمد خلال الأمسية بمجموعة من قصائد الشاعر سالم الكاس ومنها أغنية «ونتي ونات معتلي، ومرحبا بالي تعنا وارتحل» بمرافقة العزف على آلة العود. وتحدثت الدكتورة عاشه الشامسي عن مسيرة الشاعر الراحل وتأثير نشأته في منطقة الجيمي، التي كانت المحفز الأول لموهبته في كتابة الشعر النبطي، وبينت أن قصائده ذات المعاني القوية قد انتشرت وتغنى بها مطربون كُثر لتحقق شهرة واسعة بين الجمهور آنذاك من خلال الأشرطة والأسطوانات، التي سجلت بأصوات مطربين إماراتيين منهم ميحد حمد، وعلي بن روغة، الذي ذكره الكاس في شعره وامتدحه، كما غنى له المطرب جابر جاسم ضمن تسجيلات نادرة. كما قدم الكاس نوعاً مميزاً من الشعر النبطي الحديث في تلك الفترة الزمنية، إذ قام بإدخال المفردات الأجنبية التي وفدت مع ظهور الشركات الجديدة في المنطقة، ليحولها إلى المنطوق المحلي لتتناسب مع قصائده، كما كتب قصائد دمج فيها تلك المفردات الأجنبية مثل: الجيب، الكاديلك، الصالون، القير، الدبل، والتي لها علاقة بالمركبات الفخمة في تلك الفترة. وتُعد قصيدته المغناة «ونتي ونات معتل» التي تغنى بها المطرب الإماراتي ميحد حمد، من أهم القصائد التي حققت شهرة واسعة آنذاك نظراً لمفرداتها اللاذعة، التي وصف فيها المعاناة والأنين والألم ونظم من خلالها الكلمة في مكانها المناسب مراعياً تفاصيل الأبعاد والزوايا اللغوية، التي جملت القصيدة لتحولها إلى لوحة فنية تُوصل معاناته إلى المتلقي للشعر النبطي. وقدم المخرج والإعلامي الإماراتي ياسر النيادي مجموعة من قصائد الكاس بقراءة منفردة أبدع في سردها وكأنها حكاية تستذكر حروفه التي استلهمها من مدينته، التي أبدعت في صقل موهبته الأدبية في نظم الشعر النبطي لتجعله من أهم شعراء الإمارات المخلدين بأعمالهم الأدبية.
مشاركة :